الأربعاء , مايو 15 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / مكتبة غالب طيفور / الباطل أحق أن يُقتلع …

الباطل أحق أن يُقتلع ...

خصلتان من العبد، إذا صلحتا صلح ما سواهما: الركون إلى الظلم والطغيان في النعمة؛ قال الله عز وجل: {وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ} وقال الله عز وجل: { وَلا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي} .
     
كم منكم من الذين طالتهم هذه الآيات الطيبات , وخالف قول المولي بالصمت والجبن والخوف وظن ان الصمت علي الطاغية البشير وجماعته هو أجدي وأنفع , وانتظر الفرج من الله وعصم نفسه من كلمة حقٍ , وتناسي المعذبين من اخواننا المسلمين الذين طالتهم ايادي عصابة المتأسلمين التي تسعي في الارض فسادا , كم منكم فضل تقبل الواقع

الباطل أحق أن يُقتلع …

الباطل أحق أن يُقتلع …

خصلتان من العبد، إذا صلحتا صلح ما سواهما: الركون إلى الظلم والطغيان في النعمة؛ قال الله عز وجل: {وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ} وقال الله عز وجل: { وَلا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي} .
     
كم منكم من الذين طالتهم هذه الآيات الطيبات , وخالف قول المولي بالصمت والجبن والخوف وظن ان الصمت علي الطاغية البشير وجماعته هو أجدي وأنفع , وانتظر الفرج من الله وعصم نفسه من كلمة حقٍ , وتناسي المعذبين من اخواننا المسلمين الذين طالتهم ايادي عصابة المتأسلمين التي تسعي في الارض فسادا , كم منكم فضل تقبل الواقع وتناسي قول رسولنا الكريم (ص) : عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ( أفضل  الجهاد كلمة عدلٍ عند سلطانٍ جائرٍ أو أمير جائر) أورده أبو داود .
     
والجائر هو المعروف بزهق النفوس وإتلافها بأي سبب من الاسباب وإستعمال القسوة والقوة وسهولة القتل عليه , وهذا ما ينطبق علي سلطاننا الذي اعترف بها في احداث دارفور عياناً بياناً , وأصبح مطلوباً من قِبل المحكمة الجنائية , وهذا يذكرني مقولة السكير الذي قالوا له : إن عمر البشير رد علي المحكمة الدولية بان السودان غير معترف بالمحكمة الدولية وغير ماضي علي وثيقتها فضحك وقال (25  سنة تجلدوا فينا في محاكم الطؤاري يعني نحن معترفين بمحكمة الطؤاري ولا ماضين عليها ) .
ومتي نقول كلمة الحق للسلطان الجائر ؟
      
إذا ظهر منه المنكر , والبغي والظلم والاستبداد وكل ما هو مخالف لتعاليم ديننا الحنيف , وهذا هو واقع الحال في بلادنا , والصمت عن كلمة الحق فيها أثم كبير , وكيف لا نتحدث والبلاد إستوطن فيها الفساد بكافة اشكاله , ونحرها الغلاء بكافة الوانه , وقهرتها العنصرية بكافة طوائفها , والكاذب محبوب والصادق مذموم , ونحن بين الهروب والتشرد والضياع , والسلطان الجائر يقبع في القصور الشاهاقات , يستمتع بالحياة وطيب الملذات , ويهدر في الثروات , ويبطش بالبلاد والعباد .
     
أين إعلامي الوطن ؟  أين الذين ينادون بكلمة الحق ؟ أين الذين يجاهرون بأفضل انواع الجهاد , الذين يقولون كلمة الحق امام السلطان الجائر؟ اين الذين يقولون بان البشير ومعاونيه هو سارق وكاذب والمعاونين هم بطانة فاسدة يجب ان تُستأصل من جذورها ؟ أين الذين يرفضون الهدايا والمناصب ويخافون علي أنفسهم من نار يوم القيامة وآمالهم في مقابلة رب العباد بأيادٍ بيضاء ونفوس راضية مطمئنة ؟.
     
العقيد القذافي ( في فترة حكمه أراد أن يمنح نفسه لقب ملك ملوك أفريقيا).. وأراد المسؤولون الليبيون أن يفعلوا شيئا لتبييض وجه نظامهم أمام العالم ولأن ليبيا بلد نفطي ثري ولأن أموال الشعب الليبي تحت يد العقيد القذافي ينفق منها كما يشاء بلا حسيب ولا رقيب، فقد أنشئت جائزة أدبية كبرى اسمها جائزة القذافي للآداب العالمية قيمتها 150 ألف يورو، تُمنح كل عام الى أديب عالمي كبير من أجل تحسين صورة النظام الليبي.. وفي أول دورة للجائزة تم اختيار الروائي الأسباني الكبير خوان جوي تيسولو (79) روائي إسباني كبيرمن المدافعين عن الديمقراطية والحرية ومن اكبر المناصرين للحقوق العربية وهو من المحبين للثقافة العربية الي درجة انه يعيش في مراكش
بصفة دائمة منذ سنوات. .. اتصل المسؤولون الليبيون بالروائي جوي  تيسولو فهنأوه وأبلغوه بأنه قد فاز بجائزة القذافي للآداب العالمية فما كان منه إلا أن كتب خطابا إلى لجنة التحكيم، شكرآ.. أنا لا أستطيع أبدا أن أقبل جائزة ممنوحة من العقيد القذافي الذي اغتصب السلطة بالقوة وأقام نظاما استبداديا مارس الاعتقال والتعذيب والقتل ضد الليبيين الأبرياء.. أنا أرفض هذه الجائزة لأنها ببساطة تتناقض مع كل ما أؤمن به من مبادئ». كان هذا الرفض صفعة مدوية للنظام الليبي سُمع صداها في العالم
ظن القزافي انه يستطيع أن يشترى ضمائر المثقفين الحية».. هكذا وقع المسؤولون عن جائزة القذافي في ورطة كبيرة : فلو أنهم ألغوا الجائزة ستكون فضيحة ولو أنهم عرضوها على كاتب عالمي آخر فمن الوارد جدا أن يرفضها كما فعل جوي تيسولو، عندئذ ستكون الفضيحة مضاعفة. وبالرغم من أن الجائزة مخصصة أساسا لأديب عالمي كبير إلا أن المنظمين تغاضوا عن هذا الشرط وبحثوا عن شخصية عربية توافق على قبول الجائزة, وقد وجدوا ضالتهم في الناقد المصري جابر عصفور فأعلنوا فوزه بالجائزة. وقد تغاضى السيد عصفور، للأسف ، عن كل هذا السياق وذهب إلى ليبيا واستلم الجائزة في احتفال كبير أثنى فيه عصفور بالطبع على قائد الثورة الليبية (ملك ملوك أفريقيا) وأشاد بالحرية العظيمة التي ينعم بها الليبيون. لم يستشعر جابر عصفور أدنى خجل وهو يتسلم جائزة رفضها قبله كاتب عالمي كبير تضامنا مع الشعب الليبي ضد نظام القذافي الاستبدادي لكن مبلغ مئة وخمسين ألف يورو، كان في ما يبدو أكبر من قدرة عصفور على المقاومة.. العجيب أن الأخ عصفور بعد أن قبض الشيك من القذافي عاد الى مصر بسرعة لكي يعقد ندوات حماسية موسعة من أجل الدفاع عن كتاب ألف ليلة وليلة.. هل يمكن أن نصدق جابر عصفور بعد ذلك في دفاعه عن حرية الإبداع..؟ إن الحريات لا تتجزأ. وهذا ما أوضحه الاسواني .
طالما ان هنالك نوازع بشرية تبحث عن مصالحها الشخصية , وتضعف امام المال وتبيع المبادئ والمثل فان الاشكالية تكون متواصلة , والذي لايحس بشعبه ومشاكله ويغض الطرف عما يحدث لوطنه فانه لايستحق ان يعيش فيه , وتبريره لنفسه وللآخرين بانه وجد ضالته في الحياة من استقرار مادي او اجتماعي , فهذه هي قمة الانانية وحب الذات , فما تجده اليوم سينعدم غداً , والحياة دُول .
   
ليس هتالك إعلام ولا معارضة ولا أحزاب بامكانها ان تغير الحال طالما أن الشعب مستكين ومنطوي , الخروج يعني الجهاد الأفضل في وجه الديكتاتور الظالم الذي انتهك الحريات , وأضاع البلاد , وشرد الشباب , وباع الارض والعِرض , صمتكم هو الركون للباطل , والباطل أحق ان يُقتلع , من ينصر الله ينصره ويُثبت اقدامه .
الثورة قادمة
والعصيان هو الحل
GHALIB TAYFOUR

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد فيه الميزانية التي اجازتها الحكومة الانتقالية

Share this on WhatsApp#الهدف_بيانات أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.