*والرحيق المختوم*

(( *(وشهد شاهد من أهله* )))

*عبدالرحمن محمد علي سعيد*

*والرحيق المختوم*

تنتابني حساسية مفرطة تجاه الكيزان، والحمد لله لا أعرف أي كوز معرفة شخصية سوى مقدم برنامج الرحيق المختوم بحكم علاقة النسب التي بيننا وكنت في مرات نادرة أتابع بعض *حلقات الرحيق المختوم* وهو يتحدث عن نعيم الجنة والزهد في الدنيا فيجعل عيون الصبية والصبايا في الاستديو تترقرق بالدموع وتحلف يمين أن مقدم البرنامح ولي من أولياء الله الصالحين لكنني كنت أشاهد البرنامج بخلفية معرفتي به وبحياة البذخ والترف التي يعيشها والفارهات التي يمتطيها من السيارات والنساء مثنى وثلاث ورباع وتصيبني الدهشة والغثيان معاً وأنا أشاهد مقدم البرنامج كأبرع ممثل لدور الورع التقي
التقيته في منزلنا بود مدني في وفاة الوالد عليه رحمة الله، وكنت على وشك أن أوجه إليه سهامي اللاذعة لكن قلت في نفسي خليك عاقل يا ولد الدنيا عزاء، سيأتي زمان واشغل عنه ويأتي من يلغمه حجراً يزلزل كيان الكوزنة داخله وجاءت لجنة إزالة التمكين مفرحة لقلوب كل من يعرفونه عن قرب من الأهل والعشيرة بقرية ود النعيم مسقط رأسه، وفي كل مرة أمني النفس ببل هذا الكوز، وقد كان الموتمر الاخير برداً وسلاماً على نفسي وعلى الكثيرين وما كشفته اللجنة عن مقدم الرحيق المختوم هو ( *غيض من فيض فساد ولصوصية هذا الكوز المجرم* ).
يجسد مقدم برنامج الرحيق المختوم حالة نفسية وانفصام في الشخصية بشكل فريد ومدهش وهو يتحدث عن الفقراء والمساكين وعن الصحابة الكرام وعدل عمر بن عبد العزيز وسيرة معاذ بن جبل وخباب بن المنذر ليخرجهم من دجوجية الظلام إلى نور الهدى، وليتك يا عبد الرحمن اكتفيت بهذا البرنامج ولم تتلوث بصفقات الفساد والسرقة أو ليتك إكتفيت بالفساد والسرقة دون تقديم هذا البرنامج فالجمع بين الاثنين لا يجوز فكثير من الكيزان تم بلهم ولم ياتوا بما أتيت به، وليتك كنت سياسي أو صحفي كوز فاسد وكفى لكان أهون عندي لكن أن تكون داعية ومبشر بأخلاق الصحابة وتقوم باسم جمعية القرآن الكريم بادخال الاجهزة والمعدات مخباة بمصاحف القرآن تهرباً من الجمارك فتلك كبيرة والله وعندما قال المخلوع كنا نقوم بأشياء يحتار فيها ابليس كان يقصد بعض ما كان يقوم به مقدم الرحيق المختوم ومن شايعه في الخبث وأتمنى معرفة رد فعل صبية وصبايا حلقات الرحيق المختوم وأخشى ما أخشى أن تهتز ثقة وقناعة وايمان هؤلاء الصبية والصبايا بما كان يقدمه في البرنامج وهم يرون الداعية والمبشر بأخلاق الصحابة يرتكب ما يرتكب من موبقات وسرقة لمال الشعب.
كان يحدثنا عن القدوة الحسنة لسيرة الجيل الأول للإسلام وهو يقتدي برئيسه المخلوع في الكذب وأكل مال الشعب والذي طلع علينا في أحد اللقاءات التلفزيونية شاكياً من ضيق المعيشة ومفكراً في دخل إضافي وتعلن اللجنة في نفس الحلقة عن حساب شخصي للرئيس تودع فيه ٢٠ مليون دولار شهرياً هذا بخلاف المزارع والعقارات والأصول الأخرى.
يمتلك الكوز عبد الرحمن مقدم الرحيق المختوم من الشركات والمؤسسات داخل وخارج السودان بقدر ما يمارسه من كذب ونفاق في الرحيق المختوم.
لكن أتساءل هل داهمت عبد الرحمن لحظة صدق ومصالحة مع الذات يوما ما وهو يعيش هذا التناقض الحاد وحالة الانفصام بين الأرض والسماء وهل عندما يخلد إلى النوم يكون مطمئنا بما قدمه في الرحيق المختوم دون أن تهجم عليه كوابيس الفساد والسرقة؟. لو كنت مكانه لتذكرت أغنية أم كلثوم فكروني التي تقول فيها *نفسي أهرب من عذابي.*
*وحيد أحمد الأزيرق *ود مدني حي ود أزرق *محطة الحجر*
وللأسف هذا الكوز بلدياتنا.