Laa-Laa لا لا موقع شباب السودان الحر
برنامج بيوت الاشباح التلفزيوني، وإن جاء متأخرا، إلا أنه استطاع أن يجرد تنظيم الكيزان وحكومتهم المبادة، التي استعمرت السودان 30 عاما كاملة، من كل فضيلة أخلاقية أو دينية أو إنسانية، وتركهم عراة من كل قيمة أو خلق، ولذلك لم يستطع أي منهم أن يدافع عن تلك الموبقات، أو يرد بكلمة واحدة على كل ضيوف البرنامج، وما كشفوه من ممارسات يندي لها الجبين، وتهتز لها الضمائر، وتقشعر منها الأبدان. والمحزن حد الفجيعة، أنها كلها تمت باسم الإسلام وتعاليمه السمحة، وما زال الكثير من أفراد الشعب السوداني في حالة ذهول مما يسمعون من إفادات صادمة لضيوف البرنامج، موثقة وبأدلتها وشهودها وأماكنها وأزمانها. ولست أدري كيف يتجرأ فلول الكيزان بعد تلك الحلقات، للحديث عن الإسلام أو الأخلاق؟ وهم لم يعترفوا بتلك الممارسات الحيوانية والهمجية المتوحشة، وضحاياها يعيشون بينهم ولم يدين الكيزان تلك الأفعال القبيحة التي ارتكبوها بحق آلاف السودانيين، بلا قانون أو عرف أو دين، وحين كنا نقول للأصدقاء والأهل والأصحاب، أن دجاجلة وجلاوزة الأمن في بيوت الاشباح لا يعرفون الله وانهم ليسوا من طينة البشر الاسوياء، يقولون لنا إنكم تبالغون، وسجل أفعال فلول الكيزان في بيوت الاشباح والسجون والزنازين لم ترو بعد، ولم تبدأ محاكماتها، ليرى الشعب السوداني اولئك المجرمون بلا حياء وهم يعترفون بجرائمهم من وخز الضمير والشعور بالذنب، إن كانت لهم ضمائر، مثلما فعل أحد قتلة الطالب محجوب التاج، أما العلاقة التي تربط بين برنامج بيوت الأشباح، وعمل لجنة إزالة التمكين ومحاربة الفساد، فلأن عمل اللجنة يجرد عصابات الإنقاذ وقططها السمان التي دمرت الاقتصاد، وخربت أصول المؤسسات والهيئات، ونهبت أموال الشعب السوداني، من تلك الإمكانيات التي استولت عليها بلا وجه حق، بل عن طريق المصادرة والغش والتعدي والنهب والسلب وقطع الطرق وحيازة المسروقات ، والاتجار في العملات الحرة والبشر والمخدرات! وبيع مؤسسات السودان في الخارج، فماذا يرجو الشعب السوداني ممن كان هذا سلوكه ونهجه في الحياة؟ إن برنامج بيوت الاشباح يقوم على إعداده شباب خلص وبجهد خرافي وامكانيات شحيحة، إن لم تكن معدومة، ولا يملكون إلا ايمانهم بشعبهم وقضاياه المصيرية، ويستحقون الدعم والمساندة، مثلما تستحقها لجنة إزالة التمكين ومحاربة الفساد. وإن المرء ليحزن لسماع العالم تلك القصص المؤلمة للنفس، والجروح المعنوية الغائرة في الروح، التي قامت بها فئة تدعي الانتماء لهذا الشعب الطيب الذي أذهل العالم بثورته السلمية وتحضره وشجاعته، وكيف أن شباب الثورة كان يعين عصابات الأمن التي تطارده بين الاحياء والازقة، ويسعف المصابين، منهم وبوعي كامل يقول لهم نحن اخوانكم ثرنا لأجل حياة أفضل لنا ولكم.
نواصل
