السبت , أبريل 27 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / *حمدوك القفز بالزانة فوق مطبات العسكر*

*حمدوك القفز بالزانة فوق مطبات العسكر*

اللغة واللهجة التي وجهها حمدوك لقيادة الجيش والجنجويد ، لهيكلة القوات النظامية، تجعلك تفكر هل هو الخطاب الاخير ام لحظة انعطاف في مسيرة الثورة السودانية.

وماهي الرسالة التي أراد حمدوك إيصالها للتنظيمات السياسية والناشطين والثوار؟ قبل الاجابة على هذا السؤال قد
يتسأل الكثيرين لماذا صمت حمدوك طوال عام ونصف ولم يطرح هذا البرنامج من قبل؟ وانعاشا للذاكره، لعلنا جميعا نعرف :
1. عند توقيع الوثيقة الدستورية وتعيين حمدوك رئيس للوزراء كانت موازين القوة على أرض الواقع مختلفة،
فالمجلس العسكري (اللجنة الأمنية لنظام البشير) تزحزح قليلا ليسمح لقلة من المدنيين بالمشاركةفي صناعة القرارات في مجلسي السيادة والوزراء.
2. حمدوك كان يعرف ميزان القوة تماما في ذاك الوقت ولذا كان معظم جهده في الحفاظ على شعرة معاوية بين الثورة والعسكر والا لذهبت كامل الدولة السودانية للعدم من الحروب الأهلية.
3. تربع الصف الثالث للإخوان المسلمين في مفاصل جهاز الدولة وسيطرتهم الكاملة على جهازي الشرطة والأمن المنوط بهما تنفيذ قرارات مجلس الوزراء والتي كانت تتكسر تحت مؤامرات بقايا الكيزان في هذه المؤسسات.
فتسرب الدقيق المدعوم والجازولين والبنزين يباع في واضحة النهار في الطرقات ولا حراك لهذه الأجهزة والتي لم تفوت فرصة لقتل الثوار والشباب في كل مسيرة تطالب بتطبيق شعارات الثورة.
4. هذا الوضع أدى لحردان وتشتت بعض القوى السياسية واعلانها إسقاط الحكومة الانتقالية المدنية متناسية سبب الأزمات الاقتصادية والمعيشية والتي كانت تحت رعاية وحماية العسكر.
5. ادي هذا التشتت والصراع وتداعياته إلى ضرب قلب الثورة في *تجمع المهنيين* الذي ذهب دمه سدى بين مكاتب النقابات بالاحزاب السياسية.
6.  زادت حدة الصراع بين قوى الثوره وانتقلت معاركها علنا بين عضويتها في التجمعات المهنية والاتحادات ولجان المقاومة والإعلام التقليدي والسوشيال ميديا، دفق فيها كثيرا من الحبر والشتائم والتخوين والابتزاز. وكنتيجة طبيعية انتقل هذا الصراع  لجماهير الثورة الغير منظمة، فنحى أكثرها عن الفعل الثوري والسياسي والخدمي اليومي ولاذ بالصمت بينما خاضت القلة المتبقية في حروب القبائل السياسية.
7. خلق هذا الصراع والضعف فراغات كبيرة شجع بقايا النظام المباد وراعيهم من اللجنة الأمنية بملأ هذا الفراغ وخنق الثورة وتعطيل التحول الديمقراطي.
8. بتقوية جانب النظام البائد في هياكله وحرية تحرك كوادرة انتقل الصراع داخل معسكر العسكر مما أدى لتململ اطرافه التي واثقت قيادات النظام البائد على حفظ  أرواحهم و أموالهم وممتلاكتهم التي نهبوها من الشعب السوداني، وللعلم كان الاتفاق ان يكونوا في الظل طوال الفترة الانتقالية على ان تحمي اللجنة الأمنية المكتسبات اعلاه.
9. صراع *العسكر ضد العسكر* هذا له احتمالين اثنين.
الحرب الأهلية الشاملة، او ضعف كلاهما مما يؤدي لخلق فراغ يمكن ان تستغله قوى الثورة لاستعادة زمام المبادرة.
10. دخول المجتمع الدولي بثقله السياسي ممثلا في بعثة الامم المتحدة تحت البند السادس وخطاب ممثلها الذي وضع النقاط على الحروف بضرورة هيكلة القوات النظامية وخارطة طريق لجيش سوداني واحد.
وجاء السند الثاني من منظمات المجتمع الدولي المالية ذات الوزن الثقيل والتي لايستطيع عسكري كان ام متأسلم بالوقوف في طريقها. فديون السودان الأكثر من 67 مليار في طريقها للاعفاء والاستثمارات الدولية في طريقها للتدفق بعد تحرير الاقتصاد.
11. وجود حمدوك وسط كل هذه العواصف والمعارك وقربه من صناعة القرار تبين له ضعف المكون العسكري في هذه اللحظة وأطلق مبادرته لقوى الثورة لتستعيد وحدتها وترجع لمنصة التأسيس في قوى الحرية والتغيير.
فهل تتلغف القوى الوطنية القفاز وتقفز بالثورة السودانية لرحابات أوسع من أجل التأسيس لنظام ديمقراطي مستدام ؟
*امين السيد*
23 يونيو 2021

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.