سم الله الرحمن الرحيم
فى الوقت الذى انتظرت فيه جماهير شعبنا اطلالة السيد رئيس الوزراء ليصدر قرارات تصب فى اطار اهداف ثورة ديسمبر ، و تاكيد اهداف الانتقال ، قرارات تهدئ من روع المواطن تجاه ما يثار حول القضايا الامنية ، و قضايا الاقتصاد و معاش الناس ، انه ليحزننا ان السيد رئيس الوزراء تخلى طوعآ عن مسؤلياته و صلاحياته الدستورية لجهات اخرى ، و عليه فان السيد رئيس الوزراء يتحمل المسؤلية كاملة فيما آلت اليه العملية السياسية من تصدع و انقسام ، ووصول الاوضاع الى مرحلة ما قبل الانفجار بين القوات المسلحة و الدعم السريع ،لانه ببساطة سمح بتجاوز الوثيقة الدستورية التى اقسم على حمايتها و العمل بموجبها، و تغافل عن حقيقة انقسام قوى اعلان الحرية و التغيير ، و اعتمد على اقلية فيها ،
إن مبادرة رئيس مجلس الوزراء حمدوك هي اعتراف بالفشل فى ادارة ملفات الفترة الانتقالية ، رغم المساندة الهائلة التى وجدها من جماهير شعبنا و من قوى الثورة ، وهى تأتى فى وقت وافق فيه قبل يومين على مبادرة اللجنة الفنية لاصلاح الحرية و التغيير ، وهى مبادرة وجدت تأييدآ و ترحيبآ من غالبية قوى اعلان الحرية و التغيير بهدف تصحيح المسار و العودة لمنصة التأسيس ، عبر المؤتمر التاسيسى ،
تأتى مبادرة السيد رئيس الوزراء متعارضة مع الوثيقة الدستورية التى حددت اطراف العملية السياسية فى المكون العسكرى و قوى اعلان الحرية و التغيير ، و حركات الكفاح المسلح بعد تضمين اتفاق جوبا فى الوثيقة الدستورية ، و بالتالى فان المبادرة تذهب مباشرة لتخليق حاضنة جديدة ، يكون محورها و مركزها مجموعة الاختطاف فى المجلس المركزى ،
ان حزبنا حزب البعث ماضٍ في مسار خط الإصلاح ، و يجدد تمسكه بالعمل من خلال مبادرة اللجنة الفنية لاصلاح الحرية و التغيير ، و من خلال مجموعة (9+1) و مع جماهير شعبنا ، و نحى فى هذه السانحة نحى اسر الشهداء و نشيد بصمودهم ، و نثمن مثابرة لجان المقاومة و الاجسام الثورية من اجل انجاح موكب 30 يونيو ، و نعلن دعمنا و مشاركتنا فيه ،
نؤكد اننا مع اى جهد لاصلاح العملية السياسية و توحيد قوى الثورة ، يقوم على اساس الوثيقة الدستورية ، و على الصلاحيات الممنوحة للسيد رئيس الوزراء ، وهى كافية لاجراء الاصلاحات الضرورية للاوضاع السياسية و الامنية و الاقتصادية ، اذا توفرت الارادة و المسؤلية و الجدية لاطراف العملية السياسية، و مع تأكيد احترامنا للسيد رئيس الوزراء فإنه اجرائيا ليس مؤهلا لحل أزمة هو جزء منها ، و نؤكد اننا لن نكون طرفآ فى اى عملية تضليل او تزييف للواقع الاليم الذى تعيشه بلادنا ، و ان اى حلول للازمة يجب ان تبدأ بالتناقض الرئيس وهو دمج كل الجيوش فى القوات المسلحة و انفاذ الترتيبات الأمنية وصولا الى جيش وطنى قومى واحد ،
المجد والخلود للشهداء
الخرطوم فى 23/6/2021م
حزب البعث السوداني