الأحد , أبريل 28 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / هل تفلت جريمة التمكين الكبري (انقلاب ٣٠ يونيو ١٩٨٩) من التفكيك؟

هل تفلت جريمة التمكين الكبري (انقلاب ٣٠ يونيو ١٩٨٩) من التفكيك؟

احسنت لجنة ازالة التمكين في الفترة الاخيرة بذلك العمل الرائع  الخاص باسترداد بعض ما نهبته عصابات النظام البائد من اموال وممتلكات شعب السودان الصابر. 

وفعلا وجد هذا العمل الاستحسان من كل السودانيين الشرفاء، وفرحوا رغم الظروف الصحية والمعيشية الصعبة التي تمر بها البلاد.

لكن في الحقيقة  التي يعلمها الجميع، ان التمكين الاول كان الاستيلاء علي السلطة بالانقلاب في ٣٠ يونيو ١٩٨٩. لذلك الإزالة الاولي للتمكين كان يجب ان تكون محاكمة من تمكنوا من السلطة عبر ذلك الانقلاب. دون ذلك لن يطمئن الذين قاموا بالثورة العظيمة، علي ازالة اي تمكين. قبل الحديث عن استرجاع ما سرق من الاراضي والممتلكات الاخري، لنبدأ بسرقة السلطة، سرقة الوطن باكمله!! هذا هو الذي يستحق ان نبدأ به. هذا لا يعني إيقاف عمل لجنة استرداد حقوق الشعب وازالة كل ما تم بطريقة غير قانونية. ولكن يجب ان تبدأ السلطة القضائية (ان وجدت) بفك التمكين الأساسي (الانقلاب) ومعاقبة مرتكبيه. محاكمتهم ليس فقط لسرقة السلطة بل لسرقة ٣٠ سنة باكملها من وقت الشعب السوداني. زمن كان يمكن ان تنهض خلاله البلاد وتخرج من قمقم التخلف والفقر والمرض.

اذا كانت لجنة ازالة التمكين تعمل فماذا يعطل المحاكمات؟
المحكمة تحتاج لثلاثة قضاة وبعض الموظفين والادعاء وربما محامي او اثنين ومصور التلفزيون. يعني بالكثير ١٠ أشخاص في القاعة. ومن الممكن ان تكون قاعة كبيرة لزوم التباعد، وهذا متاح بكل تاكيد.

واذا كان مجلس الوزراء والمجلس السيادي يتمكنان من الاجتماع، فماذا يمنع انعقاد المحكمة؟ اللهم الا اذا كان هناك سبب اخر لإضاعة  الزمن. وتكون هذة هي الطامة الكبري!!

واذا كان السبب غير ذلك فلماذا الصمت؟ لماذا لم يتم اي توضيح للشعب لأسباب عدم تقديم من قاموا “بجريمة التمكين”  الكبري.. جريمة الانقلاب علي الحكم الديمقراطي في ٣٠ يونيو ١٩٨٩للمحاكمة؟ 

في الحقيقة لقد ضاق كل الشرفاء ذرعا لهذا الصمت. هل يعقل ان يمر عام باكمله دون تقديم أركان النظام البائد للمحاكمة؟ أليس هذا شيء غريب؟

ويحق للكل ان يتسائل : هل لو تمكنت قيادات النظام البائد من استرجاع السلطة، سينتظرون ليوم بل لساعة واحدة دون ان ينكلوا شر تنكيل بقيادات قوي الحرية والتغيير ويسومونهم شر العذاب قبل ان يعلقونهم علي أشجار الطرقات؟ وليس قتلهم ل ٢٨ ضابطاً في نهار رمضان لمحاولتهم الانقلاب عليهم بنفس الطريقة، ببعيد.

وحتي من تمت محاكمتهم في جريمة اغتيال المعلم احمد الخير، ماذا تم بشأنهم؟ الم تنتهي مدة الاستئناف بعد؟ ام ان أولياء الدم قد قبلوا الدية؟

حقاً لقد نفذ صبر ثوار ديسمبر ونفذ  صبر كل الشرفاء من أبناء هذا الوطن لهذا التأخير غير المبرر في إقامة العدل بشأن اكبر جراءم ارتكبت في حق البلاد والعباد.

هذة التساوءلات موجهة الي قحت والي السلطتين السيادية والتنفيذية. ويحق القول لهم: اذا كُنتُم تعتقدون ان ثوار ديسمبر سيصبرون اكثر علي صمتكم هذا، فبالفم المليان هذا ضرب من الوهم! عام كامل ولم يقدم اي ممن انقلبوا علي الديمقراطية لمدة ٣٠ غاماً للمحاكمة؟!

لا احد يطالب بالانتقام، ولكن انتظار العدالة لأكثر من عام يفتح باب الشك بان وراء التلكوء غرض. “بالمفتوح” اضاعة الزمن تمهيداً للإفلات من العقاب، وفي ذلك جريمة بحجم جريمة الانقلاب نفسها!!

اللهم الهم قوي الحرية والتغيير والسلطتين التنفيذية والسيادية القدرة علي استيعاب أولويات ازالة التمكين وان لصبر جماهير الثورة المجيدة حدود!

د. الحسن النذير

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.