الأحد , مايو 5 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / حزب المؤتمر السوداني / التخليف… الحضاري
IMG-20161105-WA0042.jpg

التخليف… الحضاري

 

IMG-20161105-WA0042.jpg

التخليف… الحضاري

نكبتنا في بلادنا وما جاورها من المحيطين الأفريقي والعربي جرح كبير وهو كما قال استاذنا ازهري محمد علي في رثاء الراحل النضر محمد الحسن سالم حميد ،يا دي البلاد  الكل ما طايبتها فتحت على جرحك جرح ،وهذا الجرح يتمثل في التخليف اي الارجاع للوراء والردة الحضارية التي يرجعنا اليها تحالف الحركة الاسلاموية السودانية السلطوي الحاكم الان وشبيهاتها خارجه ،اكبر مظاهر هذا التخليف يتمثل في ان تلك الاحزاب والحركات الاسلاموية مستقبلها في العودة للماضي حيث يمثل اعلى ما يصبون اليه هو العودة لعهد العمرين عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز وما شاع عن العدل في زمانهم ،الا ان الواقع يكذب ان ما يريدونه لا يمكن تطبيقه في هذا الزمان المختلف الواقع والمختلف البشر بسبب ما توصل اليه البشر من علوم ومعرفة ،فبمجرد وصولهم الي سدة الحكم يبدا اصطدامهم بهذا الواقع ،فتبدا المكابرة بعدم الاعتراف بالفشل ،وقمع كل مختلف معهم في الرأي والتمسك بكراسي السلطة وعدم تداولها بذريعة المحافظة على الشرع القويم.
من اكبر مظاهر التخليف الحضاري الذي نعيشه في السودان هو خلط الأيديولوجيات المستمدة من الدين الاسلامي مع السياسة فحزب المؤتمر الوطني الحاكم الان هو حزب اسلاموي مسيطر على مفاصل الدولة ومؤسساتها ويتحالف معه تحالف غير رسمي متمثل في احزاب اسلاموية اخرى من مختلف التيارات ،الاسلام كدين مثله مثل بقية الاديان وكريم المعتقدات ليس سبباً لهذا التخليف لان الاسلام في مقاصده الكلية يسعى لصيانة وحفظ الكرامة الانسانية متمثلة في بن ادم من دون تمييز ،وهذا دليله نجاح دولة كماليزيا تطورت وواكبت الحداثة بصورة مرضية لجميع مواطنيها وجعلت كثيرين ينظرون لها باعجاب وكذلك تركيا الا ان هاتين الدولتين يتبعان نظاما علمانيا لإدارة الدولة و العلمانية كما افهم اعرفها بانها (هي مبدأ لتنظيم وادارة الدولة لشئون الحياة العامة المتعلقة بما هو دنيوي وبحيادية تامة دون تحيز لدين او عرق او ايدلوجية او طائفة ،في شتي مناحي الحياة المعروفة ثقافة و اقتصاد وتعليم وتنمية ورياضة .. الخ ويشمل ذلك ايضا قيام الدولة بحماية وحرية المعتقد لكل فرد في المجتمع بسماحها لكل مؤمن بمعتقد بمارسة شعائره وعباداته و الدعوة لها ان شاء ذلك. ) أما الاشكال وسبب التخليف فهو نتاج العقلية التي يفكر بها  الاسلامويين فهم يعتنقون افكار مما عقلوه ومن فهمهم هم للنصوص الدينية يريدون ادخالها وخلطها مع السياسة ويديروا بذلك الدولة و شئون الحكم وهذا يشمل مختلف التيارات الاسلاموية سلفية صوفية وبعضها شيعي لم يعلن عن نفسه تقية ان يكشف امره الان وهذا الاختلاف بين هذه الايدولوجيات ايضا تعتبر من مظاهر التخليف الحضاري بسبب ما تقوم بينهم من حروب وعنف فهذه الأفكار لا تتقبل بعضها وجميعها يسعى لنفي وشيطنة الاخر من التيارات التي تدين بنفس الديانة فما بالك من الاخر الذي يعتنق ديانة اخرى،الا انهم احيانا يتفقون على ان سبب الضنك الذي يعيش فيه المسلمين هو بعدهم عن الدين وكثرة معاصيهم وفي نفس الوقت يؤمنون فيه بنظرية مؤامرة يحيكها الغرب الكافر او الصليبي ضد هم فاذا سالتهم سؤال لا يملكون اجابته وفقا لمنطقهم وهو هل الرفاهية التي يعيش فيها الغرب الكافر هل هي بسبب ايمانهم وبعدهم عن المعاصي واين توجد كرامة الإنسان الذي دعى لها الدين الاسلامي للمسلم وغيره في بلادهم ام بلاد من يسمونهم كفار ولكن على الرغم من ذلك تجد المسلمين يدعوا لانفسهم فقط بالرحمة والخير رغم ان معهم مواطنين وجيران غير مسلمين يعيشون معهم منذ الازل.
والسؤال الثاني اين يطبق ميثاق الأمم المتحدة وميثاق حقوق الإنسان وان يحارب مع ان ما جاء فيه تدعوا له جميع الأديان والسؤال الاخير بالنسبة لنظرية المؤامرة هل الخلافات الطائفية والمذهبية تسبب في الغرب وهل اذا اختفى الغرب واعوانه كما يريدون ويرددون من الوجود هل ستختفي تلك الخلافات وستتوحد كل طوائف المسلمين ليصبح هنالك اسلام و مسلمين فقط دون لقب سني شيعي صوفي اباضي؟و دون ايدولوجيات اسلاموية؟
اصلاح الحال ببلادنا وما حولها لن يتم دون الاتفاق على عقد اجتماعي يقر بعلمانية القوانين التي ستدير الدولة و يضمن هذا العقد التداول السلمي للسلطة بالمقام الأول وعدم احتكارها لطائفة او قبيلة او مجموعات عرقية.

سامح الشيخ

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

تحالف الصّمت مع الرُّصاص و قنابل الغاز !!

Share this on WhatsApp============= عمر الدقير في سياق التبرير لتوقيع اتفاق ٢١ نوفمبر، كان الزعم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.