الثلاثاء , مايو 21 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / مكتبة غالب طيفور / السلطان وتنابلته …

السلطان وتنابلته …

السلطان وتنابلته …

      قد لا تصدق نفسك ، أو تغالطها احيانا في امور تبدو غير عاديه ان حدثت لك كامور حياتيه قد تحدث كالقول مثلا ان يتصل بك احدهم ويقول لقد كسبت يانصيب ، او جائزه قدرها مليون دولار  او سيارة موديل العام بنفس المبلغ ، وتظل اسيرا لإحساس عدم حصول هذا الامر ، وان حدث حقيقة ، او ان يقال لك تهانينا لقد تم اختيارك للقيام في اول رحلة لزيارة كوكب المريخ ، وايضا تتردد كثيرا في تصديق هذه المسأله هذا ما يحدث لنا في السودان ولكن ممن !!!
ضابط جيش عادي ليس لديه ما يميزه عن أقرانه ولا يملك أية موهبه تحقق له التفوق ، لقيادة سلاح من اسلحة الجيش ، او اداراته او أفرعه.. كل الذي حدث له انه اختير ؛ لقيادة  مغامرة  بليل او ما اصطلح علي تسميته بالانقلاب العسكري ، ولم يجئ هذا الاختيار الا لضعف شخصيته لتسهل السيطرة عليه من قبل الجهات التي اختارته ، وليسهل التخلص منه فيما بعد ان يتحقق نجاح التحرك التآمري المسلح ، وهذا ما حدث للضابط الانقلابي ( عمر البشير) الضابط بسلاح المظلات في يونيو (١٩٨٩)
هكذا اختاره تنظيم المتأسلمين الذي يتزعمه الهالك المجرم (حسن الترابي) وجماعته من حزب الجبهه الاسلامية القوميه ، وقد تم لهم ما ارادوا في اكبر تحرك تآمري مسلح في تاريخ السودان ثم توالت الاحداث عاصفة والتي يعرفها الناس بعد ذلك وجرت مياه كثيره تحت الجسر وتبدلت اشياء واشياء .
      لم يصدق الضابط ذو الشخصية العادية والآتي من اسرة  تعتبر من الاسر التي عاشت الفقر بكل تفاصيله والذي تنقصه موهبة القياده ، والزعامه لم يصدق بأنه عقب نجاح الانقلاب الذي لازمت قصة نجاحه الكثير من الاكاذيب ،والخداع ، والتضليل والتعميه بأنه اصبح رئيسا للبلاد او انه قائدا للجيش وما زالت تسيطر عليه هذه الاحاسيس المدمره فكل هذه السنوات ما كفته ليصدق ما حدث وما زال يتحسس رأسه و(يفرك عينيه)!! ليتأكد من ذلك لأن الامر أكبر من مواهبه المعدومه وشخصيته الضعيفه ، واوسع من مداركه الضيقه وأفقه الاضيق ولذلك عاني الوطن ، وشعبه معاناة مره تحت حكمه التسلطى الرهيب ..وهو لا يستجيب لنداء الوطن ولا لضميره لان ما وجد نفسه فيه من أبهة ، ومجد ، وحياة هانئه لم يكن يحلم بها في منامه او حتي احلام يقظته.
لذلك يظل كالطفل الذي لا يكبر ابدا ، مصابا بتخلف السلطه الذهاني لا تفارقه اوهامه او ما وضع تحت يديه من السلطات ،والنفوذ كالدمي في ايدي الصغار لن يقبل ان يشاركه فيها أحد وان امتدت يد اقرب اقربائه سيكون مصيرها العض الذي يدمي وربما يسمم ولا مجال لاحد لاخذها الا اذا غشيته  سنة من النوم لكن مثله لا يتركها حتي اذا أفاق من نومه قفز كالمصاب بمس من الجنون ، ليأخذ الدمي ويواصل اللعب ، والعبث بها ، والجميع ينظرون اليه بلا امل في حل او فكاك !! هذا ما يحدث بالفعل في بلادنا .
  ما حدث للرئيس حدث لكل معاونيه ، واتباعه فنوابه ايضا يمرون بنفس الحالة الشعوريه ، فما من احد منهم يعين في موقع او منصب الا ويتشبث به تشبثا عجيبا ، ولا ينتزع منه الا انتزاعا ، وهكذا انطبق علي الوطن حال السلطان وتنابلته الذين لا يكفون عن ممارسة كل ما لا يخطر علي بال من تقتيل للناس وقتل للحياة بسهولة ويسر ، وبروده لا تأتي الا من الذين راحت عقولهم ، وضاع تفكيرهم ، واختلط عندهم الخطأ ،  والصواب فكل من يشغل منصب ، او يجلس علي كرسي في عهد السلطان وتنابلته نجدها اكبر من امكانياته ، وذلك لانعدام المعايير ، وانحصار التنافس بينهم حسب مقاييس التطبيل ، والتهليل ، والرضوخ لقبضة الطغيان لذا نجد السلطان يستبدل تنابلته كما يستبدل احذيته ، والتي يراها ارفع مقاما من كل المحيطين به ،  والباحثون عبر كرسيه عن كل ما حرموا منه في حياتهم البائسة ولذلك سنظل نعاني ما لم نستيقظ ونعقد العزم علي جعلهم يستفيقون من حلمهم هذا وهذا سيحدث لاننا نثق في شعبنا وايمانه بوطنه ولك الله يا وطنا لا يستحق بقاء السلطان وتنابلته ثانية واحده.

Ghalib Tayfour

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد فيه الميزانية التي اجازتها الحكومة الانتقالية

Share this on WhatsApp#الهدف_بيانات أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.