بيان عاجل ومهم من التجمع السوداني في فرنسا حول مسألة الإخلاء الكامل لمخيم الأدغال في مدينة كاليه شمالي فرنسا

ظل التجمع السوداني في فرنسا يتابع باهتمام بالغ التطورات المتعلقة بمخيم الأدغال في كاليه، ولم يكن هذا إلا تعبيرا صادقا عن اهتمام التجمع بقضية المهاجرين السودانيين الذي يمثلون نسبة عالية من المقيمين في هذا المخيم. وهو مخيم أقيم عبر فترة طويلة من الزمن في أطراف مدينة هادئة في شمالي فرنسا تحتل موقعا استراتيجيا قبالة السواحل البريطانية، تلك التي يرغب المهاجرين الوصول إليها بكل الوسائل الممكنة والمتاحة.
وقد مرت قضية معسكر كاليه هذه بمراحل وصراعات عديدة، كان أهمها:
• روح المغامرة واليأس التي سيطرت علي بعض المهاجرين بحيث جعلتهم  يحتلون سفينة بريطانية كانت راسية في ميناء كاليه الفرنسي، ما دفع  قوات الأمن الفرنسية الى اغلاق الميناء بالكامل.
• تدخل القضاء الفرنسي وقراره بالإخلاء الجزئي لمخيم كاليه وهو ماتم تنفيذه بحذر شديد، لكن حالما عادت أعداد المهاجرين لتعميره من جديد.
• مباشرة الحكومة البريطانية الشهر الماضي بتشييد جدار ارتفاعه 4 أمتار وبطول 1000 متر في مدينة “كاليه” شمال فرنسا لمنع تسلل المهاجرين غير الشرعيين عن طريق نفق المانش.  وتتطلع بريطانيا لأن يحمي الجدار الشاحنات والمركبات الأخرى ومنع المهاجرين الذين يستخدمون الحجارة وعربات محلات السوبر ماركت وكذلك جذوع الأشجار لإجبار السيارات على التوقف ومن ثم التسلل الى داخلها للوصول الى بريطانيا.

لكن علي أية حال فإن أهم التطورات كان زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند لمدينة كاليه، وإعلانه عن قرار حكومته بتفكيك مخيم المهاجرين في كاليه “بشكل كامل ونهائي“. وهو بالفعل ما تم تأكيده من قبل السلطات الفرنسية الت قررت أن تبدأ عملية الإخلاء الكامل في تمام الساعة الثامنة صباحا من يوم الإثنين 24 أكتوبر 2016 على أن يتم إنجاز العملية خلال أسبوع. وعرضت السلطات خطة دقيقة محكمة مدروسة يتم بموجبها ترحيل المهاجرين ـ وعددهم حوالي 8000 مهاجر ـ إلي عدد كبير من المراكز التي أعددتها الدولة لاستقبالهم في مختلف الأقاليم الفرنسية.
وستكون هذه المراكز سكنا للمهاجرين يسمح لهم بالإقامة بشكل إنساني يتم الاعتناء فيها بكل ما يتعلق بكاافة جوانب حياتهم مثل التغذية والصحة وتقديم طلبات الراغبين منهم للجوء إلى فرنسا وتعريفهم عن طريق مستشارين اجتماعيين بحقوقهم وبالفرص المتاحة لاستقرارهم في فرنسا مع الاهتمام بالأبعاد التعليمية لهم ولأفراد أسرهم.
ونحن في التجمع السوداني في فرنسا استشعارا مني بمسئوليتنا تجاه المهاجرين بصورة عامة وبالمهاجرين السودانيين على وجه الخصوص، نوجه بما يلي:
• أن يتفاعل المهاجرين إيجابيا مع عملية الانتقال من مخيم كاليه الذي أضحت فيه الظروف الصحية والأمنية غير مواتية للحياة ـ وعدم الاعتراض على ذلك وبخاصة بعد أن تلقينا تأكيدات من المسئولين في قمة الهرم الإداري والتنفيذي في فرنسا تفيد بأن هذه المهمة ستتم باحترام تام لكرامة وإنسانية المهاجر. وأنه فوق ذلك سيمنح حق الخيار بين منطقتين يمكنه الانتقال لها في فرنسا.
• سيبتعث التجمع ممثلين له لحضور عمليات الإخلاء وللتأكد من أن التدابير تتم بصورة مرضية وسليمة بالنسبة لكل المهاجرين وباحترام حقيقي لكرامتهم وإنسانيتهم.
• يرجو التجمع من المهاجرين بعد ترحيلهم لأماكن سكنهم الجديدة أن يبقوا على تواصل مع التجمع السوداني في فرنسا وممثليه، وإرسال أسمائهم وعناوينهم ومشاريعهم المستقبلية، ومتابعة المستجدات على صفحة التجمع فى الفيسبوك.

ولنبق جميعا على تواصل، وليتجدد الأمل لنا جميعا بأن تتغير الأوضاع في بلادنا بالصورة التي تسمح لشبابه وابناءه جميعا بحب البقاء فيه كعهدهم دائما، وبأن تتداخل مشاريعهم الشخصية مع المشروع الكبير لإعادة بناء وطننا العزيز.