حتي ندك الطاغية …
قبل فترة طويلة قرأت عن أحد الشركات العالمية التي خلقت برنامج عن الأدارة ، ونظمت مسابقة لإختيار افضل الشركات العالمية ، في كافة النواحي ، بداية” براس المال ، والفروع ، والادارة والتسويق .
أ الادارة دائما هي مربط الفرس لكل نجاح ، وفعلا تم اختيارات الشركات وحددت مائة شركة بعناية ، بداية من راس مالها ، ونوع العمل الذي تنتهجه ، والانجازات التي منحت لها ، وأقيم احتفال كبير دعي علي اثره مدراء الشركات المائة، وكانت شركاتهم جميعها غنية عن التعريف ، وحددت جائزة ضخمة للشركة الأفضل ،
واعتلي المدير المنظم المسرح ، وفاجأ الجميع بأنه حتى يتم الاعلان عن الشركة الفائزة ، هنالك مطلب بسيط ولكنه يحوي داخله مغلفا ضخما للعمل الاداري ، فطالب المائة مدير الذين حضروا بتقديم انجازاتهم في دقيقة ، دقيقة واحدة فقط ، يسردون فيها أفضل انجازاتهم ، ولم يعطيهم فرصة للتفكير ، وبدا في نداء المدراء ، والصعود للمسرح.
وكل الذين صعدوا المسرح فشلوا ، فهذه الشركات ضخمة ولو تحدثوا عن المبالغ التي في حوزة فرع فقط من فروعها ستنتهي الدقيقة .
حتي صعد الفائز بالجائزة والذي كان واثقا ، فعرف اسمه والشركة التي يديرها ، وقال: إنجازي ان تحت قيادتي خمسين نائب مدير دربتهم ، واذا أنا تركت العمل هم سيقودون العمل بعدي ، اذا لم يكن مثلي سيكون أفضل مني مرات ، ومرات ، ووضع المكرفون وعاد الي مقعده.
والجميع وقف يصفق له ، أتدرون لماذا ؟؟
لانه تجسمت فيه اعظم الصفات ، وهي نكرات الذات ، والعمل من خدمة المجتمع ، فاسقط عباءة الانانية .
هذا هو معني التسامي أن تعمل من أجل المجتمع والوطن ، أنه كافر كما نقول ، نعم كافر ، ولكنه كافر بالأنانية ، كافر باحتكار الخبرة التي تعلمها من الذين سبقوه ، واتخذ المسار الصحيح من أخذ الأجر حاسبه الله بالعمل .
كم منا يحتكر امكانياته ، حتي لا يستفيد منها جيلا اخر؟ ، وكم منا تقلد المناصب والوظائف ، واخفي مقدراته من زملائه في العمل ، حتي لا يطيحون به؟، فيكون مصيرنا مناصب بلا كفاءات، وعقول مفرغة، لا تحوي سوي إذلال الأقل درجة .
هذا القصة التي سردتها لأوضح بها للقيادات التي تبحث عن الديمقراطية ، وهي ممسكة بالقيادة سنينا عددا ، ولا توجد فرصة لتأهيل ولا تدريب ، وتقديم الصف الخلفي ليجدوا فرصتهم كما وجدوها هم ،
(لا يستقيم الظل والعود أعوج ).
تعلمنا الدين ، ولم نعمل به ، وتعلمنا الديمقراطية ، ولم ننفذها ،
اما ذاك القابع في قصر الجمهوري فتعلم أنكم تبحثون عن شيئا أنتم فاقدوه ، فتبشبث بالكرسي ، ورقص علي ابناء شعبه بفرح ، فسلاحكم مفرغ من الذخيرة ، جميعكم تتشبثون ماذا يمنع هذا المعتوه أن يتشبث .
عندما ترتدون عباءة نكران الذات ، وتفتحون عقولكم ، وقلوبكم للصف الثاني ، سيفتح هو أيضا قلبه للصف الذي يليه ، وكل يعطي للآخر ، فنبقي جميعا علي قلب رجل واحد .
حينئذا” سندك الطاغية في قصره ….
Ghalib Tayfour