تتوالى الاحداث وتتراص الصفوف والنظام ييتنهض حقائبه في موسم الهروب المر.

علاء الدين الدفينة.
………
ليلة من ليالي هارون الرشيد.
………
تتوالى الاحداث وتتراص الصفوف والنظام ييتنهض حقائبه في موسم الهروب المر.
………
اضراب الاطباء يمضي نحو يومه الخامس وسط زعر النظام واغداقه للمستشفيات العاصمية باطنان من الاجهزة بينما وزارة العدل تنكب ليلا ونهارا على قانون حماية الاطباء ولسان حالها يولول ب(الروووب)… وفي الاثناء ووسط رضاء جماهيري غير مسبوق باضراب الاطباء عبر اللجنة المركزية للاطباء كأعلى ممثل شرعي لهم كشط وحذف من الوجود ما يسمى بنقابات المنشأة ونقابة واتحاد الاطباء فإن لجنة المعلمين تلتقط القفاز وترمي بحجرها في بركة الاحداث منذرة هي الاخرى بطوق جديد في عنق النظام وتتوعد بإختناق جديد أشرنا له قبل ايام.
…….
الاحداث تكشف للنظام ألا واقي له من طوفان شعب معلم مبتكر جبار يعلم كيف ومتى يحرك بوصلته ويعرف تماما عبر من وماذا ينفذ للهدف مباشرة ودون تجار او وسطاء… وبينما (يلعب) النظام خارج حلبة الشعب وميادين الواقع في ماريثون وثبته التي القت به خارج المضمار فإن الشعب صاحب المصلحة الحقيقة يلتف حول ممثليه في لجانهم المختلفة ويلغي فعليا جدران حماية النظام مما يسمى اتحادات ونقابات سلطوية ويجبر النظام بالجلوس والتفاوض مع ممثلي الشعب الحقيقيين كما في لجنة الاطباء لدرجة الاستجابة الفورية وبكل زعر وانصياع لمطالبهم في اعتراف صريح بشرعيتهم وشرعية مطالبهم وهو يركل زور نقابات المنشأة واتحاد ونقابة الاطباء كما صرح بذلك منسوبي الاجهزة التنفيذية للنظام من نائب رئيسهم ووزير صحتهم ووزراءها بدولتهم ووكلاء وزاراتهم…ويدفعون للشعب استحقاقاته وهم صاغرون… قال النظام انه تفاوض مع الاطباء واستجاب لبعض مطالبهم وسيستجيب للبقية…وسقف الاطباء ثابت (كل المطالب وكافة الحقوق) وكلما زادت ايام الاضراب زاد سقوط الساقطين ورسوخ الراسخين.
……..
الاحداث تعلن بزوغ نجوم الشعب وافول ازرع النظام وسياطه حيث تجاوز النظام في تفاعله مع الاحداث ظلال اوهامه من مؤسساته واعتمد أصول الشعب وألسنته التي تحدثت بإسمه.
والاحداث نفسها تتطور وتتشعب حيث تفسخ جلد النظام على عورة التعليم ليكتشف مرة اخرى ان لجنة التعليم المركزية حقيقة لا اوهام مثلما كان يعتقد امام رماد تقارير السارقين والناهبين وهي تترى عليه يوميا متدفقة بعبارات (ارمو قدام…وراء مؤمن)…حتى يجد النظام ان قميصه قد تم قده من (وراء) وهو (مدبر) عن شعب صبره وقوته كفان لميزان البطشة العظمى والثورة الجبارة.
………
والاحداث التي فجرها اضراب لجنة الاطباء لم تكشف ضعف النظام فقط بل كشفت عبقرية الشعب المعلم العظيم وهو يلقي بعصي الحقيقة التي لقفت ما يأفك النظام حيث انبرى دفاعا عن الاطباء كل الشعب الملتف حول ابناءه مدعوما بهم ويكشف الشعب عن عبقريته وهو يفاجئ النظام بلجنة مماثلة للمعلمين واخرى للصحافيين وثالثة للدبلوماسيين ورابعة للقضاة وخامسة للصيادلة وسادسة للبيطريين… وجميعها اجسام حقيقية موازية لاجسام النظام…وجميعها لا تهمنا بمثلما تهمنا لجان الاحياء…وجميعها ليست ذا أثر بمثلما يحدثه أثر المواطن الذي افترض النظام انه سيتذمر من (العصيان الطبي) ليجد البشير ونظامه ان المواطن لا يكتفي بتأييد ما احدثه الوطنيون بل يتقدمهم ولسان حاله (ماذا يضر الشاة سلخها بعد الذبح؟)…إن النظام يلطم حظه أمام التأييد الشعبي الواسع لحراك احراره من كل الفئات وعلى رأسهم الاطباء… النظام الآن يعرف بأنه قد كان يحكم في (الجحيم البركاني لارض الثوار) بينما مسخه يصور له انه الجنة…النظام يدرك ما قميص يوسف وما قميص الفرعون…النظام يدرك أنه عار إلا من أقلام اسحق احمد فضل الله الذي لم يتخير من المهنة إلا أنه (حاطب) ولم يجد من الميقات إلا (ليل يتستر به عن خمر وليل وشفاه)…وهيهات…و (أفلام) (الهندي) عزالدين الذي انحرفت فيه (إبرة) من (إليلية) مرضه نحو (فجوة) متسعة فيه جعلته يحسب كل (خابور) أنه (فيه) فبات يرمي الاطباء بكل افرازات (ثقبه) (المتوسع) (بأستطراد) قلمه المتعفن.
……..
ويزداد وجوم النظام امام الحقيقة بعد 27 عاما من انخداعه بانه قد كبل الشعب وقيد سواعد نضاله…الحقيقة ان الشعب قد احكم الطوق وللابد بكل حذق وحنكة ودهاء على اعناق المتاجرين باسمه واسماء الاديان… الشعب الذي حسبه النظام قد (إنهار) أثبت أنه (أنهار) تدفع من علاها كل الزيف وهي تطمر ارضها بميراث من تجارب النضال العبقري لهذا الشعب العظيم.

علاء الدين الدفينة.