الثلاثاء , مايو 21 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / مكتبة غالب طيفور / دولة الفساد الأعظم…

دولة الفساد الأعظم...

        الفساد ...هذه الكلمه التي ارتبطت بكثير من الأنظمه في شتي ارجاء المعمورة عبر الأزمنه والحقب قديما  وحديثا ، ولم يكن السودان استثناء فقد شهد فسادا عبر الحكومات التي تعاقبت علي الحكم عقب الاستقلال لكنه كان فسادا مقدورا عليه سواء من الانظمه العسكريه ، أو الحزبيه فقد استنت القوانين وشكلت المحاكم ، وحوكم الكثيرون بموجبها سجنا" ومصادرة" للاملاك وغيرها من الأحكام المثبته في اضابير المحاكم والمراجع القانونيه ، وبذلك حورب الفساد بحيث أنه لم يصل حدا" يشكل تهديدا للاقتصاد الوطني ،او معايش وحياة المواطنين .

دولة الفساد الأعظم…

دولة الفساد الأعظم…

        الفساد …هذه الكلمه التي ارتبطت بكثير من الأنظمه في شتي ارجاء المعمورة عبر الأزمنه والحقب قديما  وحديثا ، ولم يكن السودان استثناء فقد شهد فسادا عبر الحكومات التي تعاقبت علي الحكم عقب الاستقلال لكنه كان فسادا مقدورا عليه سواء من الانظمه العسكريه ، أو الحزبيه فقد استنت القوانين وشكلت المحاكم ، وحوكم الكثيرون بموجبها سجنا” ومصادرة” للاملاك وغيرها من الأحكام المثبته في اضابير المحاكم والمراجع القانونيه ، وبذلك حورب الفساد بحيث أنه لم يصل حدا” يشكل تهديدا للاقتصاد الوطني ،او معايش وحياة المواطنين .
     لم يكن من الممكن استئصال شأفة الفساد استئصالا” تاما وهذه من المستحيلات لكنه وجه بصرامه وارادة استطاعت ان تقف به في هذا الحد ويشهد التاريخ لكل حكام السودان من الوطنيين بداية بالزعيم الراحل الأزهري ومرورا بالعهود التي تلته كحكومة المرحوم الفريق عبود ومن بعده المحجوب ، والصادق المهدي وسرالختم الخليفه (الحكومة الانتقاليه عقب نجاح ثورة اكتوبر الشعبيه ) ثم نظام مايو وعهد الراحل نميري وحتي الفترة الديمقراطيه التي سبقت نظام الانقاذ العجيب شهد الكل لهم بالنزاهه ونظافة اليد والبعد كل البعد عن المال العام فقد كان عيبا كبيرا وفضيحة يعاني من يرتكبها اجتماعيا ، ونفسيا بل وتلحق العار به وبأسرته ولذلك خرج كل هؤلاء الحكام من الحكم مرفوعي الرأس  وبتاريخ أبيض ناصع البياض بلا ارصدة في البنوك ، بل ولا منازل تأوى اسرهم من بعدهم ، ولا حسابات في الخارج ، بغض النظر عن حكمهم ديمقراطيا كان او شموليا ، هكذا كان حكام السودان وبالوثائق رجالا لم تبطرهم النعم ولا عملوا لكنز او جمع الثروات .
حتي جاء الثلاثين من يونيو من العام( ١٩٨٩)  وفيه استولت علي السلطه جماعة ممن ادعوا بانهم جاءوا لنصرة الاسلام . قدموا أنفسهم بأنهم الانقياء الأطهار الذين دفعتهم غيرتهم لنصرة الدين وإقامة دولة الحق والعدل ، وإنصاف الضعيف ووعدوا من خلال شعاراتهم  واناشيدهم علي العمل الخالص لله والدين والوطن ومن ينسي الهتافات الشهيرة (ما لدنيا قد عملنا  نحن للدين فداء)
(ولنأكل مما نزرع ولنلبس مما نصنع)
والمفاخرة بأنهم فقراء جاءوا من بيوت الطين وهي لله هي لله لا للسلطه ولا للجاه ولترق منا الدماء وانهم ظل الله في الارض وحقيقة لم يعرف لأحد من هذه العصابة التي انشقت عنها الأرض واخرجت هذا النبت الغريب والثعابين التي لم يرها الناس ناثرة سمومها القاتله لم يعرف لأحد منهم تاريخا ولا وجاهة ولا ثراء بل كانوا من غمار الناس كلهم بلا استثناء شكل الفقر والبؤس محور حياتهم واهلهم ، بداية بالمقبور الهالك( الترابي )واتباعه الذين يعرفهم المجتمع السوداني تماما فيهم الذي تربي مقاسما الحيوانات طعامها المعد لها اساسا ومنهم الذي لم يري صنابير المياه في بيئة تفتقد لكل انواع الحياة المتحضرة ومنهم من لم يري الكبريت والصابون الا عندما وطئت قدماه العاصمة للدراسة ومنهم من كان يشعل نار الطعام بروث البهائم ، ومنهم من لم يري اللمبه الكهربائية ،والمروحه الا وهو في سن البلوغ ومنهم من كان كساؤه الدموريه والدبلان لا يستبدلها الا كل عام في الاعياد ومنهم من لم يلبس الحذاء الا بعد بلوغه سنا متقدمة او بعد استيعابهم بداخليات المدارس هكذا جاءت نوعيه لا يجمعها الا الحقد الاجتماعي ، والكراهية لكل ما هو جميل يعانون نفسيا واخلاقيا
بهروا الكثير من الشباب بالخداع المظهري كاطالة اللحى وعلامة سجود الصلاة علي الجباه والسبح وغيرها من ادوات الدجل والشعوذه فاستمالوا اعدادا كثيرة من الشباب البرئ دفعوا بهم لمحارق الحرب في الجنوب والغرب ،والنيل الازرق ففقد الوطن ذخيرة من هؤلاء الشباب الذين كانوا  سندا لأسرهم وأهلهم واعملوا سياسات التمكين التي استغلها الكثير من الانتهازيين ، ومدمنى الكذب واهل الدهنسه والعمل في الظلام فاحدثوا شرخا عميقا في قلب الوطن .
اما الفساد فقد اصبحت له دولة داخل الدوله لها اركانها ومهندسيها ،وحماتها وموروث الفساد عيانا بيانا دون خجل يحميه رئيس النظام بكل قوة عين ، يأخذ المعلوم ويقسمه علي أسرته ، واهله ، وازواجه واتباعه من المال العام ومن ثروات البلاد واتسعت الدائرة لتشمل ضباط الجيش والامن ، والشرطه وانتشرت العمولات ، والمخالفات والتسهيلات فالسفن المحملة بالمخدرات يكتشف أمرها بالميناء ولكنها تدخل بعد تهديد مراكز القوي والعصابات المجرمه للسلطات التي تغض الطرف مغلولة اليد صاغره يقبض علي اللصوص ، وناهبي الأموال العامه فيهب وزير العدل ومدير الشرطه للمتهم ويطلق سراحه وأن حوكم فمسألة ذر رماد علي العيون ويرتكب مدير مكتب الرئيس التعيس جرائم اخلاقيه يحميه رئيسه ويسبغ حمايته عليه ويطلق الرئيس ابن الوزيرة المقبوض في جريمة حيازة مخدرات .
أما عن اهل الحزب الحاكم فحدث ولا حرج الا ترون كيف تبدلت اوضاعهم واحوالهم .
اما العامة من الناس فيقبض عليهم ويقام عليهم الحد بلا رحمة ولا مراعاة لجوعهم وظروفهم التي دفعتهم لارتكاب الجريمة البسيطه  .
     دولتنا أيها الساده رائدة الفساد وتأتي في مقدمة الدول سيئة السمعه في كل المجالات فهنيئا لكم يا قادة الانقاذ بدولتكم الفاسدة ورئيسكم الفاسد المفسد
      ولا عزاء لابناء الوطن والامر لله من قبل ومن بعد…

Ghalib Tayfour

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد فيه الميزانية التي اجازتها الحكومة الانتقالية

Share this on WhatsApp#الهدف_بيانات أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.