الله يقصم كل طاغية ويسحق من حشد …

الله يقصم كل طاغية ويسحق من حشد …
لم تنتهي ولن تنتهي المحن والإحن ، وكلما اغلقوا بابا” فتح الله عليهم ألف باب ، وهم في غيهم يعمهون ، لا يهمهم وطن ، ولا يشغلهم ألم مواطن ، وستضرب عليهم الذلة والمسكنة ، طالما أن حاديهم يسير في غياهب الظلم والإستبداد ، وطالما بقت السلطة والثروة هي مبتغاهم ومرتعهم ، وامست قضاياهم تشيب منها الرؤوس وتزكم الإنوف ، ضربوا الامثال في الفساد والمفسدة حتي اكملوا خطوطه ، بعدأن اكملوا خطوطا” سابقات في التعذيب والقتل وسفك الدماء بلا قيد او شرط ، ولم يشبعهم حتي جعلوا رجال الوطن عبيد سخرة ، ونسائه خدام للذاتهم وشهواتهم المريضة علي حسب الشكل والمضمون فكان هتك العروض شيمة من شيمهم يتفاخرون بها ، وكلما دق انذار يكشفهم لوحوا بايديهم  وكانما الأمر لا يعنيهم ، ووضعوا اصابعهم في اذانهم حذر الصوت ، واستبشروا ، فرحا بما أوتوا ، لا يهمهم سوي ارتفاعهم علي اكتاف بعض ليطالوا النجوم ، بلا رهبة من السقوط ، ولا نظرة للمواطن الذي تقلص ، لا يعيرهم نظرة فهو يصارع في السيول ، ويكافح في الكوليرا ، ويقتطع  من قوت أطفاله لدفع الأتاوة والضريبة ، ويتمزق من  سداد فواتير الكهرباء والمياه والنفايات ، وما النفايات الا تلك الفئة الحاكمة المبطنة بنوازع الشر ، والحقد الطبقي علي المجتمع ، حكومة جاءت تحمل الحسد والبغض ، والرواسب الاجتماعية ، لتخرجها فحيحا قاتلا” لتهتك النسيج الأسري ، ويبقي المواطن المغلوب علي امره يقاتل لقوت يومه ، ليعود في أماسيه المضنية بفتات الأرض ، يحلم بيوم تزول فيه سحابة صيف حار ، أحرقت جبين غروره المشرأب ، وداست علي انفاسه المتسارعة لسداد ما لا يستطيع سداده ، وحساب ما لا يستطيع حصاده ، ليجد نفسه اكتفي من الألم واحتفي به الندم ، ومل من الصبر الذي ابتلع مرارته ، والسقم الذي استوطن في معيته .
ويكون القادم  بكل خيباته ، اذا كان اسوء فهو أفضل في نظره ، فلا يوجد مرارة أمر من المر ، ولا يوجد مستقبل يبني علي الخضوع ، ولا أمل يبني علي الذل ، ولا حياة لعجلة تأبي ان تتوقف او تستريح .
  أكتملت الدائرة وامست تضيق وتلتف وتخنق بحبالها علي أعناق الشعب ، وتتحشرج الأنفاس لتلفظ الرمق الأخير ، ولو لا روح يملكها المالك سبحانه وتعالي لقلنا أنهم اخذوها ، ولو لا صبر أيوب الذي منحه الله لشعبنا السوداني لقلنا انه ايضا امسي في طي الكتمان  .
ولكنها تصاريف القدر وكلمة من الله القاها علي الصابرين ، وما ربك بظلام للعبيد ، سيلتفت الشعب بفضله ، وينتقم الشعب بأمره ، وسيعلمون الي أي منقلب ينقلبون .

Ghalib Tayfour