الإثنين , مايو 6 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / مكتبة عبدالقادر العشارى / مسارااات – انها لثورة فى الافق القريب
revolution.png

مسارااات – انها لثورة فى الافق القريب

revolution.png

عبدالقادر العشارى
مسارااات
انها لثورة فى الافق القريب


منذ شهور خلت تنبأنا .. ان الانفجار الثورى وبوادر الأنتفاضة التى اجتاحت السودان اخيرا قد بلغت حد النضوج الثورى .. وان حالة الثورة المستمرة التى انتظمت القطر بأكمله ستنفجر يوما فى وجه الطغاة .
لقد عاشت الملايين من جماهير الشعب السودانى فى عهد الطاغية عمر البشير حالة من الخوف والقهر لم يعرفها شعب قبل ذلك وكان ذلك نتاجا لعديد من الممارسات الغير انسانية فى مقامها الأول وغير اخلاقية ظلت سائدة فى حكم الحركة الاسلاموية منذ انقلابها على الديمقراطية وحتى لحظة كتابة هذه السطور .
كثير من الناس يظنون ان الشعب السودانى قد استكان او جبن او قد انطفأت نار الثورة بداخله ،، الا ان يقيننا ان هذا الشعب المتمرس فى الأنتفاضات .. ذلك التاريخ المجيد من البطولات التى سطرتها اياديه القوية بأحرف من ذهب على لوح التاريخ وحققت بها الانتصار الساحق على سدنة الشموليات البغيضة وطفليتها اللئيمة .. ان هذا الشعب الصانع دائما وابدا للثورات ظل يصبر ويصابر ويتقى فى ذلك الفتنة حتى وصل الى هذا الدرك الاسفل من الفقر والعوز والحاجة وانتهاك حياته وحرياته وحرماته وشرفه فبلغ السيل به الزبى ولم يعد هناك مجال للصبر .
خرج الناس وانتفض الشعب الذى  التحمت بمواكبه الشوارع فى تظاهرات هادرة عمت كل ارجاء البلاد فى مثل هذا الشهر من العام 2013 فتزلزلت الأرض تحت اقدام الطغاة واهتزت عروشهم وضاقت بهم الارض بما رحبت وبأسرهم وازدحمت بهم وبأسرهم صالات المغادرة فى المطار هروبا من الشعب وحسابه العسير الذى لن يترك صغيرة ولا كبيرة من جرائمهم التى اغترفوها فى حقه الا وحاسبهم بها فى ساحات المحاكم وباحات القضاء .
اصبحت الازمات تطل بوجهها القبيح وتحاصر كل بيت منذ مطلع الفجر وحتى مغيب الشمس .. ومنذ ان فصلو البلاد وذهب الجنوب حال سبيله كرد فعل للسياسات الاقصائية والنظرة  الاحادية من جانب النظام ذهب ربع سكان البلاد وثلث المساحة كما ذهب صادرالبلاد الوحيد الذى يضخ النقد الاجنبى لخزينة الدولة “النفط” من غير عودة الى اهله ، فباتت الحياة اليومية فى كل اسرة معركة ضارية ،، لا تعادلها حتى معارك الحرب واوارها ، ولذلك انتفض الناس فى العام 2013 وقاطعو الانتخابات فى 2015 ورفضو تسليمه جلود الاضاحى فى هذا العام فى تطور وتقدم ملحوظ بخطى حثيثة نحو العصيان المدنى والتحدى السياسى ، وظلت الانتفاضة مستمرة تجوب الوطن هنا وهناك فلم تكن من مدينة او قرية فى هذه البلاد الا وانتفضت فى وجه هذا النظام الكالح السواد ،، فالنظام يترنح الان من الضربات التى توجه اليه من كل مكان وهو  يعانى الحشرجة الاخيرة وان للموت سكرات ..
فنقول اليوم للبشير وطفيليته : انه لا مفر من امر الله ، وان الشعب سيجابهكم حتى ولو كنتم فى بروج مشيدة ومحصنة ، فالثورة الان ستستمر – بشكلها السابق او بأشكال اخرى – تقتضيها ضرورة الحدث . ونحن على ثقة كاملة .. من ان القوات المسلحة ، وقوات الشرطة السودانية هى جزء لا يتجزأ من شعبنا ، تعانى ما يعانيه ، ولا يمكن ان توجه عليهم سلاح الشعب – شعب الجياع والعطاشى والعاطلين والنازحين والمشردين ، الذين سينتظمون فى تظاهرات يعبرون بها عن احساسهم وما يصيبهم من جوع وموت وخوف .
نتوقع .. ان تقوم القوات المسلحة بحراسة الشعب ، وهى تعرف الامه وتعيش مأساته ، فهى سودانية الأصل والمنشأ ، ووطنية الشعور والتربية ، والذين تلتحم بهم الشوارع هم ابنائهم واخوانهم وزوجاتهم ، وهم فى محنة انسانية يعلمها العالم اجمع ، فالذى يوجه النار لأخيه وزوجته وابنه .. وهو يعلم انهم على حق وانهم لم ينتفضو فى الشارع الا عندما بلغ الامر الحد الذى لايطاق .. فالذى يوجه النار لمثل هؤلاء هو جندى مرتزق مستورد لايمكن ان يكون جزءا من القوات المسلحة او الشرطة او غيرها من القوات النظامية ..
وهنا نحن نحذر كل من يطلق النار على المتظاهرين ،، ان الشعب هذه المرة لن يدير له الخد الاخر ليحلو له الضرب ، فالشعب ملزم تاريخيا ووطنيا وانسانيا ان يدافع عن نفسه وفئاته الضعيفة من النساء والأطفال الذين قتلو بدم بارد فى سبتمبر من العام 2013 ، ونرجو ان يعلم ” من لا يريد ان يعلم او يتعلم ” ان القتل لن يقابل الا بالقتل ، والنار لن تواجه الا بالنار ، والخطف لن يقابل الا بالخطف والبادئ هو الأظلم .
ان كانت ثمة نصيحة نسديها لعصابة الانقاذ وعلى رأسها المجرم الهارب من العدالة الدولية البشير هى انه من الخير له امام نفسه وضميره والشعب والتاريخ وامام الله  .. من الأفضل له ان يتنحى – كفى ما تلطخت به يداه من دماء الأبرياء من ابناء هذا الشعب وكفى ما حدث فى عهده من خراب ودمار لمقدرات الأمة واخلاقياتها.
ان الناس على علم كامل .. انه هو المسؤل الأول عن كل الذى حدث فينبغى ان بتحمل مسؤلية اخطائه كاملة بجانب مسؤلية طفيليته وابواقه وزبانيته فهم يأتمرون بامره ، اما اذا حاول ترقيع حكمه المنهار ، من شاكلة حوار” الوثبة ” او مايسمى بخارطة الطريق ، فليعلم ان الثورة زاحفة لا محالة نحوه ونحوهم ، واذا حاول ايقاف زحف الشعب بالدم والنار والتخويف والتضليل ، فأن الثورة السودانية لن تقف عاجزة عن حماية نفسها ومواطنيها من نساء واطفال ورجال ، وعند ذلك فليتحمل هو المسؤلية امام التاريخ ، فسوف تبدل الأرض بغير الأرض وتبدل السماء بغير السماء .. وحينها سوف لن يكن امامه الا البحث عن حفرة تأويه او مجرى يحتويه ..

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد فيه الميزانية التي اجازتها الحكومة الانتقالية

Share this on WhatsApp#الهدف_بيانات أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.