الإثنين , مايو 6 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / دعاة مشاركة الإنقاذ إنتخاباتها فى المؤتمر السودانى

دعاة مشاركة الإنقاذ إنتخاباتها فى المؤتمر السودانى

طالما بدأ بعضا من إدارة حزب المؤتمر السودانى مناقشة قضية المشاركة فى إنتخابات الإنقاذ علناً وفى ذات الوقت تتحجج بأن موضوع المشاركة لم يحسم رسميا ولم يتخذ قرار بشأنه داخل الحزب، دعونا نوضح كيف خرج موضوع مشاركة الإنقاذ  إنتخاباتها للرأى العام. منْ مِن  متنفذي حزب المؤتمر السودانى الذين يودون مشاركة الإنقاذ إنتخاباتها؟

الشواهد تقول أن المشاركة فى إنتخابات الإنقاذ لم تصبح شأناً داخليا رغم تمسك ادارة الحزب بأن الموضوع لم يتم حسمه داخليا. إدارة الحزب بنت إستراتيجيتها حول موضوع تسريب رغبة مشاركتها فى الإنتخابات من خلال قنوات مباشرة وغير مباشرة. إحدى تلك القنوات تدوير ورقة فى قروبات واتساب تحسب على دعاة المشاركة فى شكل نقاط مختصرة عن إيجابيات وسلبيات المشاركة فى إنتخابات الإنقاذ ركزت على إيجابيات المشاركة وقللت من إيجابيات الرفض لشرعنة الإنقاذ بالمشاركة. لم يتم توجيه الورقة لقنوات الحزب الرسمية بل قام بتدويرها أحد أعضاء المكتب السياسي من دعاة المشاركة. وجدت الورقة هجوما واسعاً وشعر مقدمها بالحرج بضعف الحجة وضعف الورقة نفسها.

المحاولة الثانية أتت من مقال منشور فى التويتر والفيسبوك لمسؤول الاعلام بإسم (الصباح البهى) يشير فيه مُلمحا إلى ضرورة مشاركة الإنقاذ إنتخابتها مقتدية بتجارب دول اخري وتحويلها لمعركة نضالية. وأبدى إعجابه بمبادرة عادل عبد العاطى والذي أعلن فيها عن عزمه خوض إنتخابات الإنقاذ. تلك كانت أولى المحاولات لإخراج موضوع الإنتخابات إلي النقاش العلنى. فى حينها كتبتُ مقالاً بعنوان (مُحاولة شرعنة الإنقاذ)  ردا على مقال ووجهة نظر المسؤول الإعلامى للحزب.

فى المحاولة الثالثة إتجه دعاة المشاركة إلى التعرف على شخصيات تؤيد المشاركة فى إنتخابات الإنقاذ وأتاحت لها منابرها للتبشير بمشاركة الإنقاذ إنتخاباتها..أحد هذه الشخصيات هو السفير البريطانى السابق مايكل أرون والذي صرح  ومن خلال منبر الحزب وبلغة عربية فصيحة أنه إلتقى بعضا من بإدارة الحزب وأخطروه برغبتهم بمشاركة الانقاذ إنتخاباتها. وإعتبر السفير هذه الخطوة خطوة إيجابية تدعم الإستقرار والسلام. فالسفير ومن ورائه الإتحاد الأروبي يريدون الحفاظ على هذا النظام لوقف هجرة السودانيون ومعهم الإثيوبيون والإرتريون إلى أوربا. نُشر ذلك اللقاء على الهواء مباشرة على الفيسبوك فى أحد مواقع الحزب بتاريخ ٣ أكتوبر ٢٠١٨ فى سابقة غريبة وهى أن تتيح لسفير دولة اجنبية أن يعلن عن رأيه فى شأن داخلى يخص فى المقام الأول عضوية الحزب والمواطنين. إذا كانت إدارة الحزب تعتبر أن أمر المشاركة فى إنتخابات الإنقاذ شأنا داخليا لعضويته ولم يبت فى الامر بعد بقرار بالمشاركة أو المقاطعة فلماذا نقلت وعبرت عن رغبتها للسفير البريطانى بعزمها مشاركة نظام الإنقاذ إنتخاباته؟

على رأس الذين يريدون دفع الحزب للمشاركة فى شرعنة الانقاذ بإنتخاباتها رئيس المجلس المركزى لحزب المؤتمر السودانى والذي أعلن فى المحاولة الرابعة تبنيه لهذا الخط رسميا من خلال الطريقة التى بدا بها نقاش موضوع الإنتخابات فى إجتماع المجلس المركزى وأخيرا فى لقاء منشور فى النت بتأريخ ٢٧ مارس ٢٠١٨.
فى ذلك اللقاء يقول رئيس المجلس المركزى متحدثا بإسم الناس: “أن الكثير من الناس بالرغم من عدم الثقة فى النظام وبتحكمه فى مفاصل الدولة، وبإستطاعته التزوير، لكنهم يفتكروا أن جزء من المخرج سيكون بالمشاركة فى العملية الإنتخابية.” وأستطرد يقول: “أنها واحدة من وسائل المقاومة والتغيير. وهى تقلل من الكلفة على المواطنيين بالمشاركة بصوته بدلا من المشاركة فى المظاهرات.” حقيقة يعبر رئيس المجلس هنا وبصفته الإعتبارية والشخصية عن رغبة بعض من إدارة الحزب فى المشاركة فى الإنتخابات وليس السواد الأعظم من عضوية الحزب الرافضة للموضوع برمته.  إستثمرت إدارة الحزب الكثير من الزمن والموارد فى إقناع العضوية الرافضة خاصة عضوية المجلس من أجل تمرير قرار المشاركة والذي تتبناه إدارة الحزب سوى رئيس الحزب والذي لم يعلن عن رأيه صراحة فى موضوع المشاركة من عدمها.

فى المحاولة الخامسة طُرح موضوع المشاركة فى الإنتخابات فى بيان سياسي بتاريخ ٣ أبريل ٢٠١٨ يوضح تناقض إدارة الحزب حول الموقف من الإنتخابات. السؤال الذي يطرح نفسه وبشدة؛ إذا لم يحسم الحزب رأيه حول المشاركة من عدمها فلماذا تنشر إدارة الحزب الموقف من الإنتخابات؟ الإجابة ببساطة هذا هو اسلوب التذاكى السياسي الذي يعلى التكتيكى على الإستراتيجى والذي ينشط عندما لا يجد معارضة داخلية حقيقية داخل الحزب. إدارة الحزب تريد إعلان موقفها لحلفائها من دعاة الهبوط الناعم ودعاة حوار نظام الإنقاذ..
الخطير فى دعوة المشاركة هذه شيئان، الأول إعتبارها إنتخابات الإنقاذ (إستحقاق)  لذا كثر إستخدام مصطلح (إستحقاق إنتخابي). والثانى إعتبار المشاركة (إستثمار سياسي). وهل الإستثمار يكون فى تجارة الإنقاذ الفاسدة؟

هناك قطاع عريض جدا داخل الحزب رافضا لشرعنة الإنقاذ بإنتخاباتها حاولت إدارة الحزب الإستفادة من سيطرتها على قنوات الحزب، وفى خطوة إستباقية، التسويق لشرعنة الإنقاذ بالمشاركة فى إنتخاباتها وإسكات الصوت الرافض لشرعنة الإنقاذ بالمشاركة فى إنتخاباتها.

مبادئ المؤتمر السودانى تؤمن بالإستقلالية  وإختلاف الراي. من حق أى عضو التعبير عن رأيه فى القضايا التى تهم الوطن والحزب دون وصاية او حجر على الرأى. لذا من إدارة الحزب أن تعبر عن رأيها ووجهة نظرها والتى هى المشاركة فى إنتخابات الإنقاذ إلا إنه لا يحق لها سوء إستخدام سلطاتها بالدفع بوجهة نظرها بهذه الطريقة وإسكات أصوات الرافضين بحجة واهية مفادها ان هذا شان داخلى للحزب لم يبت فيه بعد. فى حين تسوق الادارة للمشاركة بالاساليب التى تطرقنا لها أعلاه.

أختم مقالى وأقول أنه لايمكن لنظام مجرم وفاسد مثل نظام الإنقاذ والذي جثم على أنفاس الشعب السودانى بالقتل والسحل والدم أن يتحول إلي نظام ديمقراطى يؤمن بالتدوال  السلمى للسلطة وإلا لما حكم البشير السودان ل ٢٨ عاما وهو مطارد ومطلوب للعدالة.
إنتخابات 2020 هي محاولات لشرعنة نظام فاسد وتزيف للإرادة السودانية، لن يتنازل الإنقاذيون طوعا للقوي المعارضة  عبر صناديق الإنتخابات. وعلى من يريد المشاركة فى شرعنة الإنقاذ بإنتخاباتها أن يتذكر نازية النظام السوداني، وإستعداده لإبادة أكبر قدر من المتظاهرين كما حدث في إنتفاضة سبتمبر وملأ السجون بالشرفاء لا لسبب سوى أنهم طالبوا بحياة كريمة للشعب السودانى.

سيف اليزل سعد عمر
٥ أبريل ٢٠١٨
saifalyazal @ hotmail .com

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.