معارض سوداني: أردوغان يسعى لاستعادة أمجاد الدولة العثمانية

أردوغان تربطه علاقة إيديولوجية مع البشير ويسعى لعودة الخلافة

السودانيون قلقون من دخول البشير في محاور ليس لهم فيها مصلحة

البشير متهم أمام الجنائية الدولية ولا يوجد دولة تستطيع تبرير ذلك

على مصر إعادة النظر في التعامل مع نظام البشير

طالب عبد الواحد إبراهيم، مسئول الإعلام في الجبهة الوطنية العريضة السودانية المعارضة، مصر بإعادة النظر في طريقة تعاملها مع نظام الرئيس السوداني، محذرا من العلاقة الإيديولوجية التي تربط كل من السودان وتركيا وقطر وسعيهم من أجل عودة الخلافة.

“إضاءة” التقت مسئول الإعلام في الجبهة الوطنية العريضة السودانية .. وإليكم نص الحوار:

في البداية كيف تابعت زيارة رئيس تركيا إلى السودان؟

رجب طيب أردوغان تربطه علاقات إيديولوجية مع النظام الحاكم في الخرطوم، وكلها أنظمة ترتبط بتنظيم الإخوان المسلمين الدولي وإن كان التنظيم يستخدم عناوين مختلفة في كلا البلدين، لكن في النهاية جميعها أحزاب عقائدية تتبع مركز واحد ومرشد واحد، وهو يدار بطريقة أشبه بالفيدرالية على الصعيد الدولي، يعملون جميعًا من أجل بناء المركز الواحد “الخلافة الإسلامية” ويرى عموم الأتراك أحقيتهم في النفوذ إن لم يكن في استعادة الخلافة الإسلامية، وتبدلت الأحزاب الإسلامية بتركيا في أشكالها وأسماءها من “أربكان” و”أردوغان” ولكنها جميعها تتحرك لأجل غاية واحدة  النفوذ و استعادة “الخلافة” يتحركون في الشرق العربي وحتى البلاد العربية في أفريقيا ويسعون إلى التمدد حتى غرب إفريقيا، وأردوغان صاحب طموح كبير ومشروع توسعي، الطموح له شخصيًا بينما المشروع تركي أصلا.

وزيارة رئيس تركيا إلى السودان تأتي في هذا الإطار للاستفادة من التموضع الجيوبولتيكى للسودان لمحاذاته أولًا إفريقيا جنوب الصحراء ثم دول الساحل وغرب ووسط إفريقيا وتمدده على سواحل البحر الأحمر المطلة على دول الخليج العربي، ومن الجنوب مصر أكبر وأهم دولة عربية، هذه الميزة أراد أردوغان أن يستغلها في توطيد قدرته بالتأثير على الخليج من جهة ومصر من جهة أخرى.

بما تفسر تنازل السودان عن إدارة جزيرة “سواكن” المطلة على البحر الأحمر تحديدًا لتركيا ؟

أردوغان يسعى في قرارة نفسه لاستعادة الأمجاد العثمانية في منطقة البحر الأحمر، أما مشروع تطوير موانئ السودان فلو أنه أسند إلى شركات أخرى غير تركية أو حتى تركية من خلال هيئة السياحة والآثار كان يمكن أن يكون طبيعيا، ولكن أردوغان يريد أن يطور المدينة الأثرية بهدف إعادة مجده العثماني، ولكن زيارة رئيسي أركان الجيشين التركي والقطري أمر بالتزامن مع زيارة أردوغان أشعر السودانيين بالقلق والتوتر من دخول الخرطوم في محاور ليس لنا فيها مصلحة كشعب ودولة، هذا الأمر عبرت عنه أطراف إقليمية عديدة؛ بشكل رسمي مصر والإمارات وبشكل غير رسمي المملكة العربية السعودية من خلال وسائل الإعلام، وبالتالي ترميم آثار جزيرة”سواكن” كان يمكن أن يكون مفهوما لو تم بين هيئات السياحة للبلدين”السودان-تركيا”، لكنه جاء في  ظل رمال إقليمية متحركة وإرهاب ينتشر في كل ربوع الوطن العربي وبين نظامين على علاقة تاريخية بكل تلك الجماعات الإرهابية مما أثار نوعا من المخاوف.

كيف تنظر للعلاقة بين السودان وقطر وتطورها بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة ؟

العلاقة بين السودان وقطر لها طابع إيديولوجي، حيث عاشت مجموعات كبيرة من قيادات الإخوان المسلمين من مصر والسودان في قطر منذ فترة السبعينات، وهذا أدى لتأثر صناع القرار في الدوحة بفكر التنظيم، بل وصل الأمر لدخول أمراء من قطر في التنظيم الدولي،  ونحن نرى أمير قطر تميم بن حمد وهو يقبل رأس القرضاوي، مما يعني أن لجماعة الإخوان مكانة كبيرة في قطر ويتلقون منها دعماً كبيرًا منها.

ما تحليلك لمحاولات بعض القوى العربية والدولية لإخراج البشير من تحت طائلة العقوبات الدولية؟

البشير متهم أمام المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية و وجرائم حرب و وجرائم إبادة جماعية، وهو يرفض المثول أمام الجنائية الدولية، الدول العربية أو الإقليمية لا تملك القدرة أو الحق لتبرير هذه التهم وكان الأفضل لها أن توقف العمل والتعاون مع البشير المتهم بقتل ٣٠٠ ألف مواطن في دارفور و٥٠ في جبال النوبة ومثلهم في ولاية النيل الأزرق، على الدول العربية أن تنحاز للسودان الشعب وليس للحكومة الأصولية.

أخيرًا .. لما التصعيد من قبل البشير تجاه مصر وآخره بخصوص ترسيم الحدود؟

البشير لا يهمه حلايب أو شلاتين ولا حتى السودان، هو ينتمي لفكر لا يعترف بقدسية الوطن والأرض، بل يسعى من أجل وصول الإخوان إلى حكم مصر، وهذا يتطلب من الحكومة المصرية إعادة النظر في طريقة التعامل مع نظام البشير وإلا ستخسر على كل الجوانب.
http://www.eda2a.com/news.php?menu_id=1&news_id=170267