Laa-Laa لا لا موقع شباب السودان الحر
سامح الشيخ
معظم المستنيرين والمثقفين سواء كانوا من المركز أو الهامش يجمع بينهم الإصرار على السير دون أن ينتظروا ويراجعوا أنفسهم في محطات النقد، ودراسة البناء منه الذي يجعل العربة تسير للامام بدلاً عن السير للامام خطوة والرجوع للخلف الف خطوة. لابد للنقد البناء أن يرى نتائج له ملموسة وذلك للاذعان لبعض حيثياته المنطقية فالمركز له ظلامته وانتهاكاته التاريخية المستمرة منذ زمن الحرب الأهلية الاولى التي أدت إلى انفصال الجنوب .
ومازالت مستمرة في ظل الحرب الثانية بكل مناطق الحرب الحالية بدارفور وجنوب النيل الازرق وجنوب كردفان ،،لذلك يظل موضوع الحرب وفظائعها توجب الاعتذار لكل السودانيين المنتهكة حقوقهم بسببها وتعويضهم عن ذلك ومحاكمة كل مسؤول عن ارتكاب هذه الجرائم وهذه الانتهاكات، وهذا ما لا تريد أن تفعله الدولة ومن يدعمها ومن لف لفها .
لأنه اعتذار يخفف من حدة الغبن والاحتقان الماثل أمامنا ، وخطوة للامام في طريق رتق النسيج الاجتماعي الذي فتقه أطراف الصراع على السلطة والثروة بانتهاكات عرقية ،فقد
أدى الصراع في الحرب الأولى إلى بروز انتهاكات عرقية جسيمة حيث استثمر كل من الأطراف لتجييش وتجنيد عديد من مناصرين عبر الدين الاسلامي والدين المسيحي والجهوية شمالي جنوبي وظهرت في السطح مصطلحات عفا عليها الدهر واكل لكن الردة الحضارية التي حدث للسودانيين وجدت بيئة صالحة تقدس الماضي وتبقى فيه لذلك أضحت بيئة مناسبة لاذكاء جزوة الحرب عبر الجهوية والعرقية بمصطلحات من قبيل عبد ، جلابي ، غرابي ، جنجويد ،جنى عرب ،اضان زرقة ، واضان حمرا ، واولاد بحر وهذه هي الكلمات التي تلهب حماسة العامة العدوانية وتثير حفيظة الدفاع عن الكرامة لمعظم السوداني كل بحسب موقعه .
كل هذه الاسماء تعتبر أدبيات عموم غير رسمية لكن دخول واحد من المصطلحات الى الأدب السياسي الرسمي للحركة الشعبية وهو مصطلح جلابة الذي يجب إعادة النظر لعلميته ودخوله في الكتب والخطابات الرسمية للحركة الشعبية او غيرها من الحركات السودانية ،وان يستبدل بمصطلح مواكب للعلمية والأكاديمية فبهذا المصطلح تخسر الحركة جماهير ممكن كسبهم في صفها كما أن ستخسر جماهير معها وفي صفها.
فان كانت الحركة الشعبية او غيرها من الحركات السودانية الأخرى لا تدري ذلك يجب أن تدري ان النظام يستطيع التألييب ضدها وتهييج مشاعر كثير من الجماهير ضدها بواسطه استعمالهم لهذا المصطلح الذي يضر اكثر مما ينفع لأن وقعه في عقل كثير من السودانيين المنحدرة أصولهم من الشمال النيلي من القبائل العربية ، والمستعربة والنوبية مثل وقع كلمة جنجويد التي صارت تعمم على كل سوداني تنحدر أصوله من القبائل العربية بغرب السودان بنفس منهجية مصطلح جلابة ، لذلك إعادة النظر فيه يعتبر ضروري من أجل رتق النسيج الاجتماعي و لا تضر.
ويمكن عمل استطلاع وقياس راي عن ما ذكرت من وجهة نظر في الميديا التي من فوائدها استطلاع الآراء من أجل اتخاذ القرار المناسب .
