*الاقصاء في خطاب الحلو*

*قيسانيات*

*الشريحة الاجتماعية الحاكمة السودان تعرف شعبيا باسم الجلابة ويمتلك الجلابة السلطة الاقتصادية والسياسية أنهم يسيطرون علي الاقتصاد في السودان كما لهم السيطرة علي الأحزاب القوية وكذلك علي الإعلام فضلا عن الثقافة المهيمنة*

*هذه الفقرة من خطاب القائد عبدالعزيز الحلو رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان وهي بالتأكيد اذا اردفنا تعريف الجلابة الذي أورده لاحقا في نفس الخطاب تجد أن القائد الحلو هو ليس متمرد علي السلطة المركزية في الخرطوم بل متمرد حتي علي حركة المجتمعات الطبيعة لان هناك اشكال نظري واضح في تعريفه للشريحة الاجتماعية الذي استند عليه او في الاستخدام الوظيفي للمصطلح من ناحية مما أنتج خلل واضح إقصاء لمكونات سودانية أخري واقحمت بأنها تتماهي مع السلطة وانها حواضن اجتماعية للسلطة وهو تناقض كبير للغاية مع أطروحة الحركة الشعبية وصراعها الطويل. ضد (المجموعات السلطوية) التي تتحكم في سودان وهي بالتاكيد لا تمثل (شريحة اجتماعية) او كما سماها الجلابة حسب تعريفه هم ( العرب والأتراك والتجار والأجانب الذين وفدوا الي السودان في القرن الخامس عشر)*
*وبربط عبارة الحلو أعلاه التي جاءت في خطابه مع الفيديو الذي طالب فيه الحلو باحقية جبال النوبة أن تكون دولة (شمسها برة) فدون مواربة أن دولة الجبال يقصد بها الجبال فقط ومكونها من النوبة عدا ذلك لا يشمل لان جزء من المكونات التي تقطن المنطقة وإن لم يسمها الحلو إلا أنه عرفها لاحقاً وفصل في أمرها بتعريفه أعلاه وأنها مجموعات دخيلة انصهرت وهو في حد ذاته يحمل تناقض كبير فكيف لمجموعات سكانية أن تحتفظ باصولها المتسلطة كالعرب مثلا اذا هم انصهروا مع السكان الأصليين ومن القرن الخامس عشر ( وهذي ايضا معلومة خطأ) كيفية الاستمرار لهذه المجموعات مع أصولها اذا كان لها من الأصل وجود بحالتها الأولي*
*إن الهجرات الي السودان لم تكن في القرن الخامس عشر حسب وصف القائد الحلو بل إن تاريخ الهجرات بدأ ما قبل كوش في العام ١٥٠٠ ق.م  في ارض اليمن القديمة عبر باب المندب حيث بلغت التجارة أوجها  الوصول إلي القرن الخامس عشر*

*المعلومة التي اوردها الحلو بأن تاريخ الهجرات المجموعات التي وصفها بالجلابة بدأ في القرن الخامس عشر  هي بالتأكيد لا تستند علي الحقيقة تاريخ حركة المجتمعات بدأ في العام في القرن ١٥ هو خطأ فادح للحلو*
*التعريف للجلابة هو محض خطاب تعبوي علي أسس عنصرية يسعي عبره الحلو لتنصيب نفسه دكتاتور مشابه  وللدكتاتور الحاكم في الخرطوم فقط مع ضدية في الإتجاه المعاكس له*
*وقرع طبول الحرب ضد مكونات السودان عبر الحشد على أسس جهوية موغلة في الكراهية*
*إن الشجاعة التي يتوهمها الحلو في خطابه عن مواجهات الهوية أو غيرها يضعنا أمام تساؤل مهم للغاية عن ماهية الثقافة العربية المهينة ومحدداتها من سلوكيات وممارسات وغيره؟*
*علي الحلو أن يمتلك الشجاعة اكثر ليفند لنا الشريحة الاجتماعية التي تقوم علي مكونات اجتماعية تنتمي إليها وتدعهما بشكل مباشر أو غير مباشر*

*ليحدثنا عن اي المكونات السودانية التي يمكن وصمها انها مجموعات يمكن أن تكون دخيلة وليحدثنا ايضا عن المجموعات الأصلية لنعرف مقدار النقاء وعن موقعنا من الشريحة الاجتماعية الحاكمة لنري شجاعة القائد الحلو لا إطلاق الاتهامات وشيطنة المكونات الأخري*
*إن ما حمله الخطاب قد يعبر عن الذين يرغبون في تفتيت السودان تحت دعاوي الوحدة الطوعية كما قال احد العباقرة ( فرتقة السودان وتوحيده علي أسس جديدة في ظل دولة كوش المجيدة ) وماهو الا خطاب عاجز لفشل في تقديم رؤية سياسية يمكن أن يجتمع حولها الشعب السوداني كما قدم جون قرنق يومها والتف الشعب السوداني حوله في مشهد لن يتكرر علي الاطلاق بإطلاق مثل هذه الخطابات التي تفتقر الحقيقة والسند*
*اذا احتكم الحلو الي المدرسة النظرية في التحليل الطبقي كان اجدي من إشارة إلي مكونات بعينها وعلى الاقل يمكن أن يستبين هذا الأمر أكثر متفاديا بذلك الخلل الوظيفي في المصطلح (التحليل المادي) خصوصا مع وجودة سلطة سياسية واقتصادية تمثل (الراسمالية)عند مجموعة محددة طيلة فترة ما بعد الاستقلال ويكون تجليات الصراع نتاج حكم طبقي*

*لا يكمن الخلط ما بين الحركة الطبيعة للهجرات ومابين السلوكيات التي تمثل سمة عامة للعالم كالرق ولا يمكن الاحتكام لها علي انها السبب الرئيسي لهجرات المكونات التي أشار إليها الحلو*
*ما اغفله الحلو متعمدا وبشكل سطحي عن طبيعية الهجرات ومابين الجرم المرتكب في وطن عبر مجموعات سلطوية ( شريحة اجتماعية حسب المسمي )ورثت السودان ضمن ( ختة صندوق ) من المستعمر البريطاني خطأ كبير جدا إذ أن هذه المجموعات السلطوية مارست في السودان وفق مصالحها والتي تقتضي تنكيل وتشليع لكل السودان باستخدم عناصر التجهيل وهي بالتأكيد لا تعبر عن اي مكون ولا تمد بصلة لشعب السودان ومكوناته*
*هذا الخطاب له ما بعده على اعتبار تقسيم المكونات الي جلابة ( عرب + اتراك + …) ضد أفارقة وزنوج تمثل المجموعات الأصيلة وتشبه هذه الدعوات حميدتي ومن علي شاكلته*

محمد قيسان
٢٢/ ١٢ / ٢٠١٧م