الجمعة , مايو 17 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / هل ثورة الجياع تحتشد في الأفق! ؟

هل ثورة الجياع تحتشد في الأفق! ؟

انشغل الناس في الأيام الماضية بارتفاع الدولار بشكل متسارع خلال ساعات وليس فقط ايام، واعتبره العديدون مؤشرا على انهيار الاقتصاد السوداني. الحقيقة التي أكدها الخبراء منذ فترة وكذلك تقارير البنك الدولي وصندوق النقد الأخيرة هي أن السودان، كباقي دول المنطقة يعاني من حالة انهيار اقتصادي خطير بالفعل، وان هذا الانهيار سيتسبب قريبا في أزمات سياسية واجتماعية. ان الربيع العربي قبل 6سنوات لم يكن في الحقيقة سوى إحدى مظاهر الانهيار الاقتصادي في المنطقة، ولكن السودان الذي ظن البعض أنه نجي من ذلك الانهيار، كان في حالة أسوأ من الدول التي ثارت شعوبها، لذلك فإن التغييرات التي حدثت على الاقتصاد تلك الفترة كانت أشبه بهزات ارتدادية فقط.

أن الزلزال الاقتصادي الوشيك في السودان في الفترة القادمة سيكون له تأثير أكبر ربما مما حدث في 2011 بعد الإنفصال بل وحتى في 2013 وحتى ماقبل عصيان العام الماضي . وهذا ليس لأن الاقتصاد السوداني الان أسوا حالا، بل لأن الدول التي كان من الممكن أن تدعم السودان هي الآن أسوأ حالا أيضا، اقتصاديا وسياسيا. فدول الخليج التي توشك على الدخول في صراعات جديدة أكبر من مقدراتها لن تتمكن من دعم السودان، فحتى وان تم استئجار الجيش كمرتزقة مثلما يحدث الآن في اليمن، الا ان المال الذي يعتقد النظام انه ربما يتدفق عليه لن يحصل  ولو على جزء يسير مما قد يغطي العجز الاقتصادي الكارثي للبلاد. ورغم أن الذهب الذي أصبح الآن موردا أساسيا للدولة لا يعاني كثيرا من تقلبات الاقتصاد العالمي، الا ان عمليات التنقيب العشوائي ووجود الاحتياطات الكبري في مناطق الحروب يجعل عائد الذهب لا يكفي لتغطية نفقات الميزانية المثقلة بالديون الخارجية.

الان وفي ظل المزيد من العجز والذي سيؤدي إلى دورة جديدة متسارعة من رفع الدعم ومن ثم ارتفاع الأسعار وركود السوق والتضخم الذي سيؤدي للمزيد من ارتفاع الدولار وانهيار العملة، فإن البلاد اقتصاديا تدخل في نفق مظلم لا يكاد يبدو له مخرج حتى الآن إلا بمعجزة أو ضربة حظ. على هذا الصفيح الساخن للأوضاع الاقتصادية يغلي المجتمع السوداني وخاصة في المدن الكبرى تحت ضغوط المعيشة المرتفعة، حيث أصبح العنف الذي يتجلى في ظهور عصابات النهب المسلح وعصابات السطو المنظم جزءا من المشهد اليومي في احياء الخرطوم. ولم يصبح مستغربا  ما يجري من نهب منظم على المحال التجارية كما جرى قبل أيام في سوق الغدير بامبدة الحارة 15 حيث أصيب أكثر من 13 شخص بضربات السواطير التي كان يحملها مهاجمين على السوق، الذين نهبوا المواطنين والتجار في وضح النهار.

ان الجوع الذي حذرت منه مؤخرا تقارير الأمم المتحدة والتي حسب مؤشراتها فإن أكثر من ثلث  السودانيين يعيشون في حالة من انعدام أمن غذائي من الدرجة الثانية و 9في المائة يعانون من انعدام أمن غذائي حاد ،في حين أن 60 في حالة خطر وعدم الاستقرار في أمنهم الغذائي. باختصار فإن السودان بأكمله يعاني الان حالة من الجوع المتفشي ولكن ربما بدرجات. إذن فإن  من يتوقعون أن ثورة ما قد تلوح في الأفق فإن توقعاتهم ربما تصدق، لكنها بالتأكيد سوف تكون ثورة جياع. فالضيق الاقتصادي قد يقود الناس الي الشارع، ولكن هذه الثورة سوف تكون ربما سلمية ظاهريا ولكنها ستكون مليئة بالغضب والغبن الطبقي والاجتماعي وبالتالي فهي لن تكون خالية من العنف وستنتج عنها بالتأكيد فوضى عارمة. ولكنها أن حدثت فستكون ثورة شعبية صادقة وعفوية ولذلك ستكون قابلة أيضا لأن تتم محاولات عدة للسطو والقفز عليها. على كل حال فإن الأجواء الان تحتشد بغيوم انفجار وشيك لا محالة. فحتى الأوساط داخل النظام تعاني من تشظي وانعدام رؤية. والحقيقة أن هذا النظام يعمل بأسلوب الحظ واللعب على عامل الزمن فبعد هبة سبتمبر انقذته حرب اليمن لذلك فهو دوما ينتظر القفز على فرصة ما، فهو نظام يقوده سماسرة يعملون بنظرية اقتناص الفرص. أي كان ما ستحمله مقبل الايام فإن الشعب السوداني مقبل على فترة عصيبة يبدو أنه سيكون لها ما بعدها.

عثمان نواي

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.