الخميس , مايو 2 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة

*قصاصات مفخخة*

     دائما ما الملم كل قواي .. وأختطف الهاتف بشجاعة تماثل الأساطير في عهودهم البربرية متقمصا دورهم … وبذابلي ومهندي نلت العلا ، لا بالقرابة والعديدِ الأجزل ، واعتصر الجوال بمعصمي الرقيق ، واشاهد الأوردة التي تبرز  من شدة الإعتصار وكانه الحسام الممشوق حتي يكاد جوالي ان ينفجر ، واستهدف رقمها بهدوء ورصانة واختار جانباً قصي من الجميع ، حتي تأتيني رنات الإنتظار ، التي يخفق قلبي معها رنة برنة ، واخاطب نفسي بالثبات ، واتنحح بصوت هامس حتي تستعد حنجرتي المرتعدة خوفاً من سماع صوتها الشجى ، واتحدث مع نفسي باني جاهز ، وافكاري مُرتبة ، واعتلي سفوح احلامي التي لا تقبل الا بالفوز بها ، ما اقساها من رنات تخلخل الفؤاد ، كانت كلمة : الو صباحك طيب كفيلة ببعثرة كل اوراقي وتمزيق كل دفاتري ، وشعرت بان معصمي المتقلد لذلك الحسام يكاد يرتجف ويسقط الجوال وحنجرتي تأبي ان تتحدث حتي سمعتها تعيد الترحيب بصورة  اجمل من سابقتها : الو صباحك طيب ، فشعرت بنفسي أردد كلمة : الو الو الو وكاني لا اسمعها ، فقالت يبدو ان الشبكة سيئة ، وانا مثل الببغاء اردد : الو الو الو .. حتي اغلقت الجوال وسمعت رنات الاغلاق متوالية في اذني .. نظرت للجوال ونظرت الي نفسي واكتشفت اني أجبن من مشي علي ارض !.. وضحكت بحرقة من تلك النترة التي إجتاحتني قبل الاتصال ، وكيف اني تشبهت بالاباطرة والعمالقة .. وآليت علي نفسي ان اتصل من جديد ولكن اتصالي لم يكن افضل من سابقه ، اربعة اشهر ، وانا اتصل وتجتاحني الرجفة وافضل ما قلته لها ان المكان الذي اقطن فيه تنعدم فيه الشبكة ، فقالت لي : يبدو انني غير محظوظة في التحدث معك ،، واغلقت السماعة ،، فتملكتني اوجاع لم يشفيها سوي صوت تحطم الجوال وهو يصطدم بالحائط .. وجلست أبكي وحيداً بلا شعور وعاتب حظي .. لقد كنت بذرة لمجتمع لم يعلمني التحدث مع النساء سوي مع امي .. وبعضا من الصور والمقاطع اشاهدها علي التلفاز ، وكمية من المجلات لم تشفع لي .. خمسة وعشرون عاماً من عمري قضيتها مع الرجال .. واجمل الكلمات التي سمعتها أنت بطل.. انت أسد .. أنت شجاع ..
لم اسمع يوما باني طيب  ، أواني وسيم ، اوانك محب.. أوانك رائع ..
ولم اتبادل كلمات الإشتياق والشجن الا في الأغاني الحالمة .. ولكن انعدام التجربة جعلني بلا تفاعل .. وعندما حاولت سقطت في اول امتحان .. فالنساء لا يحتجن لاسد ، او نمر ، او بطل .انهن بحاجة لقلب حنون ، وصدر ودافيء .. وكلمات تلهب انوثتهن .. وترضي غرورهن ، وتشعرهن بانهن ماسات ولألئ ثمينة ..
تبا للبطولة والرجولة!! التي تنتزع الحب والحنين والشوق ..
اليوم زواج (شهد) بعد ارسلت لي رقم هاتفها .. ولكنها لم ترسل لي كود الكلمات للوصول لقلبها ..
ولكِ العذر يا نفسي فلم تُكتب لك السعادة ..  وهي غير مهذبة فقد اعطتني رقم هاتفها ..
——————————
انا صديقتك يا (شهد) ، واعلم انك كنت جريئة ، أكثر من اللزوم وانتي تمنحين (شهاب) رقم هاتفك ، وهذا ما جعله يسترخصك ويهينك ويتعذر ، بأن الشبكة سيئة ، وربما يتصل بك امام اصدقائه ليوضح لهم انك تحبينه ، وتتوهين في بحور حبه ، وهو لا يرغب فيك ، فعذره يا (شهد) لا يغفر ، ولا يمكنك ان تتنازلي له أكثر من ذلك سيعبث بشرفك .. فهؤلاء الشباب طموحاتهم في العلاقات الغرامية التي تشبع رغباتهم فقط .. يتحدث الجميع عن أدبه الجم واخلاقه .. ولكن النوايا لا يعلمها الا الله .. ولو عرف اخوتك بالاتصالات ، والمحاولات سيقتلونك بلا رحمة .. نحن مجتمع لا يعرف الزمالة والصداقة بين المرأة والرجل .. واذا تواجدت هذه الزمالة او الصداقة بحكم المنطقة او العمل فهي محرمة ، يحترمونها في الخفاء خوفاً من المجتمع ، ولا يحترمونها في النور امام المجتمع  ..
لقد احببتي (شهاب) بكل حركاته وسكانته .. ولكنه اختار الصمت .. واغلق هاتفه في النهاية وحمد الله لم تصل رسالتك له بانك تحبينه ويمكنك انتظاره حتي نهاية العمر .. لا تأسي يا صديقتي ربما له علاقة خفية ..
شكرا صديقتي (عبير) سأتزوج اليوم ، وقلبي معه .. وساكون ظالمة لهذا الرجل الذي اختارني .. ولم اقل له حتي الآن (احبك).. وعندما قلت ذلك لأمي إنتهرتني ..

مبروك يا (شهد) !.. فقد انطلقت زغاريد الفرح ، ويبدو أنه قد تم عقد قرانك …

( تساؤلات)

Ghalib Tayfour

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.