*التغيير*

دورة التغيير نمط يحدث بشكل يومي قد يكون جيد او غير جيد،  و قد يكون بك او دونك،  لك او عليك، و لكنه دائم و يحدث حولنا للاشياء، اﻷشخاص و الحياة من حولنا. 
في بعض المجتمعات المقيدة في ظل أنظمة بربرية، نجد أن هناك سياج عزل وهمي مضروب بين عامة الشعب و فئة المستنيرين من العامة، المفكرين، المثقفون، العلماء، اﻷكاديميين و قادة & ورموز المجتمع من المربيين معظمهم يحترفون الصمت و كأن اﻷشياء طبيعية و لا يوجد خلل في عدم المقدرة علي استخدام العقل للتشكيك في اﻷشياء او نقد السلوك النمطي للمجتمع او الثقافة الممارسة تحت جلباب العادات، القيم، اﻷخلاق و الفضيلة و المصقولة بالدين مما يعطي افضلية لتمادي القهر الذي يمارسة أصحاب النفوذ من الاغنياء، الحكام و القائمين علي أمر الدين. فيصبح الشعب مطية و الدولة مرتع للمصالح الاسرية، الجهوية، القبلية او الفكرية الضيقة لأفراد بعينهم يشكلون ثالوث السلطة . فالسلطة مستمرة لنجاحها في تحقيق العزل و بث الشك و الريبة بين الشعب و الثورة الفكرية، أن الأفراد الذين يتبعون للفئة المذكورة أعلاه نجدهم عاجزين امام السياج العزل الوهمي و يعتقدون أن الشعب ميؤوس منه و لا يمكن تغييره بسبب الاستكانة، الاستسلام، السطحية، التبلد و الرجعية في سلوك العامة. في حين أن الشعب من جانبه يظن أن الملهمون جبناء و انتفاعيون سيطر عليهم الخوف و الجشع مما أصابهم بالعجز عن طرح برامج تلبي أمال و تطلعات الشعب و تنجده من ويلات الحكام.
إن الإنتصار في معركة لا يعني الفوز بالحرب، فقد تستطيع الثورة الفكرية النهوض بمستوي وعي الشعب عبر تشجيع العقول للتمرد علي الأوضاع الغير مرغوب فيها و العمل علي تغييرها. و لكن لن تكتمل الصورة ما لم تنبع الرغبة اﻷكيدة من قبل الشعب في إحداث التغيير المنشود عبر الية للمشاركة و العمل الجاد لاحدث الفرق المطلوب في كل مرحلة و هذا يضمن احداث النقلة و الاستمرارية من دون هاجس الخوف من رجوع السلوك المعتاد عند غياب المؤثر. لان الرغبة و اﻷرادة عاملان مهمان في استنفار العزيمة و تعزيز الملكية . و هكذا يمكن ان يحدث التغيير، الاحلال و الابدال لكل العقبات او ما لا يساعد في التقدم و النمو .
التغيير مصفوفة حسابية، لوحة من اﻷلوان المختلفة و مكملة لبعض و نوته موسيقية محال ان تتشكل كاملة من دون عمل جماعي منسق بدقة، يودي فيه كل طرف واجبه بشكل دقيق و كامل حتي يكتمل اللحن،  و لابد من ملهم يقود و ينسق الادوار.

ياسر عبدالحليم