صباح الخير….. تخريمة صباحية…. خريفية

صباح الخير….. تخريمة صباحية…. خريفية

ذات خريف حل اهلا به وسهلا في سنة 1992فتحت باب بيتنا ذو اللون المائي وهو لون لا اعرف هل انه لون كان مقصود حين دهن به هذا الباب الذي لم يعرف او بالاصح منذ ان وعيت انني قد رأيت له مفتاح يقفل به او يفتح به الى يومنا الكائن هذا يبدو انه باب متحرر من القيود التي التي يفرضها بنو البشر على الابواب بالاقفال التي يفرضونها على الابواب من حوله كما الاقفال التي يفرضونها على العقول بغية السيطرة على على السلطة والثروة كما هو يحدث الان ببلادنا وبلاد من حولنا لذا تراني اعشق هذا الباب الذي تحرر فصار فاتح اناء الليل واطراف النهار لا فرق عنده بينهم. ولكني مازال لونه يحيرني هل هو بسبب طول الزمن الذي لم يدهن فيه فاكتسب هذا اللون مقاوما الصدا عموما خرجت في ذلك الصباح الخريفي الباهي لونه المرصع سماءه بالسحب السمحة القياد ركوب التي تغيث الثرى المكروب وانا ممتلئ زهوا ومفخرة بالزي الذي ارتديه فقد كان حلما انتظرته طويلاً ان البس ذلك القميص الابيض والبنطلون البني كان هذا اول يوم لي في المرحلة الثانوية وكنت في طريقي لذلك الصرح العملاق الذي احتوى فناءه بعمالقة في شتى ضروب الحياة انه الصرح الاكاديمي مدرسة بحري الحكومية الثانوية العليا.
بدت لي تلكم النخلات السامقة والتوام التي كانت في الركن الشمالي الغربي من المدرسة عند اقترابي من الولوج والدخول للمدرسة عبر بابها الغربي عبرت الباب ودخلت فناءها باحساس مستكشف من عهد الكشوف الجغرافية اكتشف قارة جديدة فهي بحق كانت قارة بالنسبة لما كنا نراه في الكون من حولنا فقد كنا ننظر لطلابها من الدفع التي سبقتنا انهم وصلوا نهاية المطاف لما كان يتمتع به من مزايا في ذلك الوقت مكمل الثانوي العالي فقط اكمال وليس له ميزة انه صاحب شهادة سودانية بنجاح.
اول ما يشد انتباهك هو ذلك الموقف الحديدي للدراجات والذي استخدمناه لاحقاً بغشاوة الصبا وطيش المراهقة سلما للهروب الغير مبرر من بعض الحصص. من الاشياء المثيرة وانت في الطريق للمدرسة شاهدت بعض من طلاب السنتين التي يسبقونا وهم يحملون يدخنون بطريقة عادية في وهم في الطريق اما التمباك فقد كان يتداول بالطريق وداخل فناء المدرسة وداخل الفصل بشكل عادي من المفارقات ان النجاح كان من من 135 والذي يكفي لدخول بحري الثانوية 159من مجموع الدرجات المتحصلة في امتحانات الشهادة المتوسطة فكان ان فقدنا زملاء اعزاء ذهبوا للمدارس الثانوية الاخرى ولكن كعادة المحسوبية والواسطة التي اوردتنا موارد الهلاك ايضاً كان هناك من دخل معنا مدرسة بحري الثانوية وهو قد تحصل على اقل من تلك الدرجات المطلوبة لدخولها. وايضاً كان من المفرح اننا التقينا بزملاء اعزاء كانوا قد درسوا معنا المرحلة الابتدائية وفقدناهم بذهابهم الى مدارس متوسطة اخرى غير التي درست بها ولكن هاهي بحري الثانوية تسع الجميع زملاء سابقين وجدد ولاحقين فقد كان كعبة للعلم التقيت فيها مع اجيال البطولات والتضحيات
عبرت المدخل وموقف العجلات وكان بعدها على اليسار حديقة غنا وخضرة زمن الخريف ورائحة المطر والمكان تذكي الانوف وتنعش الروح بشذى عطرها الفواح بالمنى الذي ظل قابعا في الذاكرة يذكر بعبق الامكنة وعلى يمينك وانت تواصل من البوابة الغربية معمل الكيمياء وفي جنوبه الجغرافي معمل الفيزياء الذي تلاصقه المكتبة تذيد توغلا وانت ترتدي عباءة كولمبس لاستكشاف الامكنة داخل المدرسة تعبر قليلاً في اتجاه الشرق فيكون على يمينك مكاتب الادارة والتي كان يقودها المدير والمربي والمعلم استاذنا محمد المرضي. كان اكثر شيء اثارة هي الطريقة الجديدة لصرف الكتب فقد كان هناك ورقة تؤخذ من مكتب الباشكاتب بها اسم جميع المواد وكان التقسيم الاداري للمعلمين بالشعب مثل شعبة الرياضيات وشعبة اللغات والتاريخ و….الخ فكان الطالب يحمل تلك الاستمارة ويذهب بها شعبة شعبة حتى يكمل جميع الكتب والمواد المقررة.. سامح الشيخ