ضياع القانون في دولة المتأسلمين ..
(محمد عبدالله بقاري)
إن الحديث عن قضية( العنف) الطلابي حديث قديم متجدد، وقد أشتهر الطلاب الاسلاميين به ، حتى صارت اسماءهم مرتبطة بذلك وليس ببعيد من الأذهان (الطيب سيخة) ، وهو أحد قادة مجلس ثورة الحكومة الإنقاذية والأمثال كثر .
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه كيف يمكن للطالب الجامعي ( الأعزل ) أن يقف في ركن النقاش لطرح قضية من القضايا ، وعلي الجانب الآخر طالب يحمل( سكين) أو (ساطور) لإسكات صوت الحق؟؟!.
المتأسلمين تفكيرهم غريب في هذه الأمور ، فدائما يخلقون لأنفسهم هالة إعلامية اما بإيصال (بقاري) لحبل المشنقة ، والهدف هو إرهاب الطلبة والمعارضين من الخروج في تظاهرات سلمية ضد النظام او التبشيع به في المواقع الإسفيرية أو الإعلاميه ، وتوضيح مفاسد النظام المستشري في عصب الدولة الهالكة ، علي أيديهم الملوثة بدماء ابناء الوطن وإغتصاب الحرائر والأعراض والأراضي ، وحقوق المواطن البسيط ، وتبدأ الصورة لهذا النظام في وضع خطوط عريضة تدين (بقاري) وتظهر انه قاتل وسفاح يجب ان يعاقب عقابا” شديدا” ، لما ارتكبه في حق المقتول ، الذي يمثل السلطة الشرطية ، وفي هذه الحالة يكون رأي الشارع متحيز حائر بين ضخامة إعلام المتأسلمين ووهن الإعلام للطالب الجامعي الفقير للإمكانيات ، أنه يحمل بساطة الفهم وضعف الوسيلة التفسيرية لقضيته ، التي تلاعبت بها السلطة العدلية بالبلاد ، وكل ما ذكر لايصب في مصلحة المتأسلمين في إعدامه ، فليس هنالك فائدة ، وليس هنالك مكسب إعلامي لحكومة البشير الطاغية ، أذا أقدم نظام البشير لإعدامه ، وسيموت الأمر في مهده ، ولا يعطيهم (شو) إعلامي ، كما انه يعطي للمعارضات صوتا” علي النظام ، للهجوم عليه وعلي الطغمة الحاكمة الفاسدة المتجبرة .
ويبقي إعدام (بقاري) غير مفيد للنظام ولا يدعمه إعلاميا” .
وهم دائما مهوسون بالإعلام أكثر من رواح (بقاري) او روح كل المناضلين الشرفاء ، لذلك ترجح النظرية بتدخلهم ، تدخلا” للزاهدين العارفين والأمرين المعروف والناهين عن المنكر ، وهم في الأصل ابعد من هذه الفضائل ، ولكنهم يهتمون بالأسلمة الإعلامية ، التي تجعلهم قريبين للسلطة ، وتشعر الشعب بالتسامح الكاذب ، الذي لا يمت لهم بصلة .
ليهللوا ويكبروا ، بما يفعلونه من تسامح وأحسان ، ويمطرون خزنة أهل القتيل بمال الشعب السايب ، بعد ان يضمنوا أن بامكانهم إعدامه ، بقضائهم الفاسد الذي أمسى يد باطشة للبشير واعوانه المتأسلمين في تنفيذ مطالبه البغيضة ، وتحوير الحقائق .
سوف تظل قضية بقاري هي أحد آلاف القضايا التي توضح انهيار السلطة القضائية في السودان وكيف انها ضربها الفساد .
سوى إعدم (بقاري ) أم لم يعدم يبقي هنالك علامات تساءل كبيرة لهذه القضايا ، وكيفية إنشغالهم بالبطش ، وتسخير إمكانيات ضخمة لدك حصون المناضلين بكافة الوسائل الجبانة ، والرخيصة ، وكل تلك الأحداث ستؤرخ لتبقي شاهدا” علي هذا العصر ، ويبقي هنالك مئات الآلف من أبناء هذا الشعب الذين أهدرت دمائهم بأيدي اشخاص معروفون ، وقتلوا امام الجميع وهنالك مئات الشهود ، وسجلت قضاياهم ضد مجهول ، والمجهول هو نظام البشير الذي لا يمكن ان يحاكم منسوبيه ، بل يبقي حامي لقتلته ومنسوبيه ، ويشجعهم بالبطش وتنكيل بابناء الشعب ..
أين هؤلاء الذين فتكوا بابناء (سبتمبر) الخالد ؟
اكثر من مئتان وخمسون شابا” اريقت دمائهم بسجل يحمل قاتلا” مجهول الهوية !!
بعض جهات طالبتنا بالإبتعاد من قضية ( محمد عبدالله بقاري ) حتي تبقي هنالك فرصة لقبول اولياء الدم الدية ، وكيف لهم بقبول الدية وهنالك ثلة من الفاسدين ، يقدمون عروضا” لأسرة القتيل برفض ، حتي تبسط لهم اليد العليا ، ونسأل الله تكون حمايته من الله ورعايته بيده ، ولا عاصم لقضاء الله الا هو .
وهكذا اوضح لنا محامي (بقاري) سوء الأخلاق لرجال العدل في زمن هذه الطغمة الفاسدة ، ولا أستبعد انها تمثيلية مكتملة الأدوار بين القاضي والمحامي والشهود ، وكل يحوي في داخله مشهد مطالبا” بتنفيذه .
إنما الأمم الاخلاق ما بقيت …
فإنما هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا ….
لك الله يا وطن فلم يبق فيك شيئا” مستقيم ، كل شئ فيك إنهار .
بقيادة البشير وصحبته الفاسدين المرتشين الكاذبين السارقين ، الناهين عن المعروف والأمرين بالمنكر والبغي ..
كلنا بقاري …
بس يا ود …
حيلك شد …
ويد علي يد ..
كلنا ضد …
العسكر وحكم الفرد …
العصيان هو الحل
Ghalib Tayfour