الأحد , مايو 5 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / مكتبة سامح الشيخ / النخب والرضوخ للعوام

النخب والرضوخ للعوام

النخب والرضوخ للعوام

ظلت النخب السودانية منذ الاستقلال، على تقليديتها في العمل العام، الذي اكثره في العمل السياسي العام،تسجل حضورا ضعيفا في جوانب الحياة الاخرى ثقافة، اجتماع، رياضة ظلوا يطرقون بابها على استحياء غير مؤثرين في حياة الناس العادية نسبة للصفوية التي يحيطون ويغلقون انفسهم عليها في العلاقات الاجتماعية وعدم احتكاكهم مع كل من يعتقدون بعدم التقارب الفكري معه.
بل نجد انه حدث العكس ان تاثير العادات والتقاليد خصوصاً لم يحدث تغيير كبير منذ اكثر من خمسين سنة مازلنا نحارب ما يخص العادات التي تعتبر انتهاكا لحقوق الإنسان وهي مدة كانت كفيلة بان تكون تلك العادات الان تاريخاً يدعوا الواحد للضحك عندما يتذكر ان مجتمعنا كان يمارسها في وقت من الأوقات. تجد كثير من نخبة السودان يرفضون الحداثة بسبب الرضوخ للعادات والتقاليد ويخافون الدخول في المعارك الفكرية والنقاشات خصوصاً الدينية منها على المستوى الفكري في المجتمع نجد أن الفكر الديني السعودي اخذ في المد، ويجد الدعم من السلطة الحاكمة الان يتجلى هذا المد في الزيارات التي يقوم بها شيوخ الدين الذين يعتقدون بالفكر الديني السائد في المملكة العربية السعودية حيث تجد المحاضرات التي يقدمونها يضيق المكان بالحضور من شدة الازدحام فيها، مقابل ذلك لا احد يذكر متى كانت اخر زيارة لشاعر بحجم نزار قباني او سميح القاسم او كاتب كصنع الله ابراهيم او مفكر كادونيس لا احد يتوقع زيارة للخرطوم في هذا العهد اي زيارة كهذه ، وكان يمكن استثمار الفضاء المفتوح لذلك بانشاء قناة فضائية معظم القنوات الخاصة ينشئها فرد وليس مجموعة افراد، ولا تحتاج للمداد الذي اريق عنها وعن تأسيسها.النخب السودانية رغم المصادمة الشكلانية الظاهرة في النقاشات السياسية على ارض الواقع او افتراضية في الاسافير الا انه مهادنة وخنوعة وخجولة في موضوع الحداثة والنقاشات الفكرية التي تفضي لمجتمع يحترم حقوق الإنسان وذلك بالتصدي فكريا للأفكار القديمة والفتاوى وهذا على صعيد الافكار يمين يسار لم ينبري احد لذلك بعد اغتيال محمود محمد طه للتصدي لهذا التغيير الفكري الذي ساد المجتمع، فمجتمعنا مازال موجود به تسامحا فطريا يقبل الافكار الحديثة ان قدمت له بطريقة منطقية ومقبولة لاننا ان تركنا هولاء البسطاء يتلقون ثقافتهم فقط من منبع الايدولوحيا الدينية السعودية دون مواجهة لها بالفكر فهذا الفكر به افكار كثيرة متشددة في نواحي حقوق الإنسان التي يجب ان تسود للتعايش في مجتمع متعدد الثقافات كمجتمعنا.
النخب في التأثير الفعلي على الواقع رضخت وانساقت وراء العامة حتى تريفت المدن التي يحكى لنا عن انها كانت مدن لم تتطور مدينة واحدة لتصبح مدينة حديثه من حيث البنى التحتية،  او الحياة عامة اذادت النعرات القبلية والتعصب الواضح الذي هو اشبه بالاسترقاق النفسي للمنظومات الحزبية للنخب بسبب الايديولوجية في الحوارات السياسية يتحول عندها المثقف السوداني ناطقاً باسم حزبه متعصبا له مدافعا عنه ناسياً شخصيته اعتقد ان هذا كان غير موجود قبل الانقاذ لكن بسبب القهر اصبح الحزب في حكم القبيلة يقيس الشخص على المرتكز الفكري الموروث لحزبه الخطا والصواب دون اللجوء لافكاره الشخصية في مواقف ونقاشات ذات طابع شخصي.
حتى الاسلامويين الحاكمين الان الذين يعتبرون انفسهم مجددون وكثيراً ما يتحدثون عن ضرورة تجديد الخطاب الديني عندما استلموا السلطة رضخوا للخطاب القديم الذي كان ينتقدونه ولم يطبقوا المنهج الذي زعموا انه تجديدي  بل ذادوا في الرجعية واتضح ان ما اسموها احزاب طائفية كانت تسبقهم بسنين في ما يسمى الان ضرورة تجديد الخطاب الديني. فالحادث الان يجعل مسالة كثير من البنود التي جاءت في ميثاق الأمم المتحدة لحقوق الإنسان صعبة التطبيق بسبب الجهل بها  وتعارض بعضها مع العادات والتقاليد والموروثات الاجتماعية والدينية.

سامح الشيخ

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

ما بين( الحلو) (وعبد الواحد) وترق (مرق) وسلام جوبا // سامح الشيخ

Share this on WhatsApp اولا دعنا نتفق ان كل اسم علم ورد في العنوان يمثل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.