حكم قرقوش
المعتقل (14)
هو أول من إستقبلني داخل الزنزانة بسجن كوبر (عنبر الزاوية ) قدم لي كوب ماء من ماسورة الحمام , تجرعته , وانا انظر للزنزانة , واتفرس في نزلائها, الذين تبدوا عليهم علامات التوكل والطمأنينة , نظرت لذاك الذي أكرمني بكوب ماء نظرة شكر وعرفان , تظهر فيه ملامح البداوة, وغرة الصلاة التي في جبينه , كفيلة بمعرفة تدينه .
قصير القامة , له شارب ولحية كثة , ذهبت أبحث عن فرشة حتي تأويني فتنازل لي الاخ : (لؤي سالم ) عن جزء من فرشته , وهكذا حجزت مكاني في عنبر (الزاوية ) .
بعد صلاة الصبح بدأنا التعارف , وكان هو أول المتعارفين الاسم : (عامرالسر ) من البجراوية , السكن الحالي بحري , سبب الإعتقال : الدولة الاسلامية ( داعش ) حقيقة لم أسمع بقية المتعارفين , وذهب تفكيري قصاد هذا الداعشي , هل ما قاله حقيقة ؟ أم نوع من المداعبة والمزاح !
وبدأت تتوالي الايام , وتوطدت علاقتي به , رغم الاختلافات ، وعدم تقبله للافكار الغير إسلامية , والتزمر الذي يعكسه في النقاش معه , حتي تصل في بعض الأحيان للمناوشات , ومن ثم نبدأ من جديد حوار المنطق , وما ذكره لي عن عدد المعتقلين من ( الدواعش) رقم غريب أولاً : عدد المعتقلين من القادة في سجن كوبر , وموقف شندي يتجاوز (50) أميراً , كما يتزعمهم دكتور (الجزولي ) وهو في العنبر المجاور لنا , ومن غرائب الصدف اسم العنبر( القاعدة ) , وجميعهم متزمتون , متمسكون بافكار الدولة الإسلامية , وكل ما تقوم به الدولة الإسلامية من قتل , وتعذيب , وحرق هو الصواب في نظرهم , وإن الحكومة السودانية , تؤمن بافكارهم وارائهم , ولكنها تخاف من الأنظمة العالمية , والدول الغربية , لدرجة أنها تقدم لهم مساعدات , والمعتقلين من قادة التنظيم يعاملون معاملة حسنة , لدرجة أنهم يخرجون في الاسبوع أكثر من مرة لعمل مناظرات , مع العلماءمن السودان , ومن ضمن المتناظرين ضدهم دكتور ( عصام الدين البشير) وتقدم لهم الوجبات , في فترة خروجهم , ويعاملون معاملة مميزة .
اما الذين دون مرتبة القادة , او امراء كما يحبزونها ، فيتجاوز عددهم (2500) داعشي سوداني .
اسباب الاعتقالات هي بغرض الحصر والمعرفة والإستعانة بهم في لحظات الحوجة فكلهم ينادون بالاسلام الذي لا نعرفه نحن , ودائما ما تصل معهم الحكومة لترضيات تسعد الطرفين , كما أنهم يقومون بمهمات خارجية , بسوريا ونيجيريا , وعند العودة يتم القبض عليهم , لفترة تشكل لهم الحماية من المطالبات الخارجية , وتتحري معهم حكومة السودان بصورة وقائية . ومن ثم يتم إطلاق سراحهم !
تم اطلاق ( عامر السر ) بعد شهرين من إعتقالي , بعد أن وصل معه علماء حكومة السودان لتسوية , لا أعرف مفادها , وبعد خروجه بساعات , احضروا ( محمد عبدالحميد أبا يزيد) هو من الأمراء الحقيقين ( للدولة الاسلامية ) بالسودان , والحق يقال أن الرجل يحفظ المصحف بعدة قراءات , ويتميز بالمرونة في تعامله , وكانت له ايضاً مناظرات مع علماء السودان (الضعفاء)كم كان يقول , ولكنه في النهاية يتبع لمجموعة لم نسمع بها من الصحابة , ولم نقرأ عنها في القران .
نزل جندي في مركب فيها فلاح وزوجته , فضرب الجندي زوجة الفلاح , التي كانت حاملاً في شهرها السابع فأجهضها , فمضي الفلاح الي الملك ( قرقوش ) يشكو له أمر الجندي . فحكم الملك ( قرقوش) علي جندي أن ياخذ زوجةالفلاح الي داره , حتي تحمل مرة أخري في سبعة شهور ثم يردها الي الفلاح كما كانت . عندما سمع الفلاح هذا الحكم قال : أيها الملك العظيم إني أرجع من شكواي واترك امري لله وعدالته .
إن الذي تقوم به حكومة البشير , وهؤلاء العصبة الظالمة الباغية , في ادارة شئون البلاد لهو جديد علينا , وجديد علي الشعب السوداني , ونهايته الإنهيار لا محالة , والظلم ظلمات الي يوم القيامة , وهذه الحكومة اختارات الظلمات منهجاً ومساراً ..
الثورة قادمة لا محالة
والعصيان هو المعبر
GHALIB TAYFOUR
شاهد أيضاً
أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد فيه الميزانية التي اجازتها الحكومة الانتقالية
Share this on WhatsApp#الهدف_بيانات أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد …