الصادق المهدي والهذيان الأخير ..
الإمام الثمانينى وحيرة السنين
اخيرا أسفر الإمام عن وجهه الحقيقي ، مواصلآ تجلياته التي درج علي اخراجها ، بين الحين والآخر ففي مفاجأة متوقعه صرح بأن وقت العودة للوطن قد حان ، وأن المهمه التي قضي سنوات لإنجازها قد انتهت .
ويبدو ان السيد الإمام قد ادرك تماما ان لا منداحة الا التسليم بالامر الواقع وأن مهمته التي يتحدث عنها دائما استحالت الى حلم لن يتحقق ، كما أن قطار العمر قد قارب الوصول لمحطته الحتميه ، وهو أمر لا يمكن تفاديه ولا قدرة لاحد مقاومته ، فآثر العودة مكتفيا بما قد يحمله الحظ في نهاية المطاف .
والإمام يعلم علم اليقين أن حزبه الذي كان حزبا له أسنان ، ومخالب ، ومناصرين اصبح شبحآ من الماضي وبقايا حطام ، بفعل معاول الإنقاذ الهدامه التي اعملت ادوات هدمها القاسيه بلا رحمة في جسد الحزب العجوز ، فاستحال الي مخلوق بلا يدين ولا قدرة علي الوقوف يعاني امراضآ لا شفاء منها ، واستنسخت منه عدة مخلوقات مشوهة تحمل نفس الاسم ، أدخلتها في منظومتها وهي لا زالت تعيش علي الرضاعة منذ ان خرجت للحياه من ثدي الإنقاذ ولا سبيل الى فطامها ابدآ ؛ وأن حدث هذا فهو الرحيل الأبدي والمواراة تحت الثري .
ولم تكتف الانقاذ بكل هذا فقد تمكنت ، بدهائها ومكرها من الدخول الى دار الامام نفسه لتأخذ الإبن البكر ، ليوضع في حضانتها لتمده هو الآخر بمعينات البقاء ، ومعه شقيقه الأصغر الذي أصبح من حماة النظام بحكم الوضع الوظيفى في اغرب وضعية لا يمكن ان يتخيلها أنسان .
و الإمام الان في حيرة من امره ، إما العوده والتسليم واما البقاء في دائرة مفرغه لا فكاك من دورانها الذي اصابه بالدوار .
الامام فكر وقدر بعد ان استيأس من اقتلاع النظام الذي ظل يعتقد أنه في طريقه للزوال ، بعد كل ما يجابهه من محن ومصائب تجعله يوقن بنهايته . نظام الإنقاذ نفسه اصبح كالمريض الميئوس من شفائه ، في كل مرة يدخل في غيبوبة الموت ليعتقد الواقفون حوله انه في حالة احتضار ، وقد يبدأ البعض بالبكاء سوي بدموع حقيقية او دموع شماتة الأ ان المريض المحتضر يفاجئ الجميع بالجلوس مطالبا بالطعام والشراب ، بل وببعض المشهيات والمقبلات مما أدخل الجميع في حيرة بالغه ، فى مقدمتهم الامام العائد الذي استيقن من رحيل النظام ، ففكر وقدر واعاد حساباته فطار الي المبعوث في دياره عله يضع بعض البهار في طبخته الرديئةالصنع ، وهاهو يجمع شتيت المعارضه للجلوس في بلاد الأحباش بعد ان اقنعهم بان مخرجات حوار الوثبه هي ما يسعون لتحقيقه ، مع التأكيد بقيام الانتفاضه .
عودآحميدآ مستطاب أيها الاحباب ، ولتسعد سيدي الإمام بقليل من الفتات ، والكثير الكثير من العذاب ودمتم…
Ghalib Tayfour