الأحد , مايو 12 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / الحركة الشعبية لتحرير السودان فيما بعد 2005م: الممارسة والمآلات (2) في القيادات التي تقاد ولا تقود (1)

الحركة الشعبية لتحرير السودان فيما بعد 2005م: الممارسة والمآلات (2) في القيادات التي تقاد ولا تقود (1)

حالة علي عسكوري (2)

بقلم محمد جلال أحمد هاشم
القراءة بطريقة ويلٌ للمصلّين!
ذكر عسكوري في أكثر من موقع اتهامي لأناس (يقصد ياسر عرمان) بأنهم يفكرون بعقلية نخاسين. فقد جاء عنه في الحلقة رقم (1) ما يلي: “لست من أهل العلم والمعرفة التى تمكننى من إتقان ذلك الضرب من المعرفة الذى لا يبلغه إلا الراسخون فى العلم الذين بلغت بهم الوقاحة والسقوط  بحيث لا يجدوا فى أنفسهم حرجا من وصف الآخرين بالنخاسين”. ثم قال في الحلقة رقم (2) ما يلي: “ذكرت فى مقالى الأول كيف أن الدكتور محمد جلال سقط فى مستنقع الشتم والإساءة لأفراد سودانيين واتهمهم بأنهم نخاسيين” (“نخاسين” بياء واحدة وليس إثنين؛ ثم في الأصل ينبغي أن تكون “نخاسون” بالرفع كونها خبر إنّ؛ ومثل هذا كثير في كتابات عسكوري حيث يرفع المنصوب وينصب المرفوع). ثمّ كرر ذلك في الحلقة رقم (9/ 3): “فأنا كما أكد فى مقاله وأكد جهلى، لست من أهل العلم والمعرفة التى تمكننى من إتقان ذلك الضرب من المعرفة الذى لا يبلغه إلا الراسخون فى العلم الذين بلغت بهم الوقاحة والسقوط  بحيث لا يجدوا فى أنفسهم حرجا من وصف الآخرين بالنخاسين”.وكذلك جاء في نفس الحلقة (9/3) ما يلي: “وليس نشر الترهات لزرع الفرقة بين شعوب السودان أو إذكاء الفتنة وتأجيج نار العنصرية البغيضة ووصف الناس بأنهم ’نخاسين‘ والآخرين ’عبيد‘” (“نخاسون” بالرفع كونها خبر إن). ثم قال في الحلقة رقم (10/4) قال: “وإذ فعلت ذلك، كنت أحسب لوشائج صداقة قديمة تنكر لها  أمام الناس ثم جهل علينا ليصفنا بـ ’النخاسين‘ وحسب أن صمت الناس على سقوطه الأخلاقى وتجاوزه لكل الأعراف  والتقاليد جبناً وعجزاً”.
انظروا إلى تركيزه على هذه التهمة التي يرفعها في وجهي في أكثر من حلقة. ليس هذا، بل طفق يحرّض الناس ضدي في عدة قروبات واتساب، مناشداً لهم بأن يتخذوا موقفاً قوياً ضد محمد جلال؛ لماذا؟ لأنه وصف ياسر عرمان بأنه يفكر بعقلية نخاس. بل شعر في بعض القروبات إلى أنه يحتاج ليشرح ماذا تعني هذه الكلمة، وطفق يتحدث عن تجارة الرق، وكيف أنها تعتبر شيئاً خطيراً أن يتم ربط اسم شخص بها .. إلخ.
حسناً! تُرى أين ومتى قلت هذا؟ جاء قولي هذا في سياق تحليل نقلته عن آخرين. أدناه النقاط المتعلقة بكلمة “النِّخاسة” (انظروا ما جاء مضعّفاً Bold):
“ويرى الكثير من المراقبين أن هذه الخطوة تنطوي على جملة أخطاء قاتلة من حيث النظر والتدبير. فمن حيث النظر كان ينبغي أن يعلم مالك عقار وياسر عرمان ان عبد العزيز الحلو ليس ذلك الإمّعة الذي يمكن لكائن من كان ان يحركه. فالذين ألمّوا بالمراحل التي صعد بها عبد العزيز الحلو عسكريا، يعلمون تماما انه يعتبر أحد القيادات الفذة في مجال حرب العصابات. اما الذين ألمّوا بمراحل صعوده القيادي سياسيا من بين اعضاء الحركة من جبال النوبة  فيعلمون ان ذلك حدث تحت نظر ورعاية وإشراف يوسف كوة. وقد نظر اولئك المراقبون الى أن هذه النظرة تستبطن عقلية النخاس، وهنا طبعا يقصدون ياسر عرمان. حامل هذه النظرة لا يمكن ان يعترف بالفضل لشخص يرى أنه في مرتبة العبيد. وبهذا يقصد من يتبنون هذا الرأي ان الموضوع يحتمل عدة إسقاطات، أولها النظرة الدونية التي يكنّها ياسر عرمان لكلا عبد العزيز الحلو ومالك عقار، ثم أبكر نفسه. وبموجب هذه النظرة وخنوع مالك عقار لها تمكن ياسر عرمان من فرض سيطرته على الأول. وقد نجح ياسر عرمان في فرض سيطرته على عبد العزيز الحلو بموجب هذه النظرة، ذلك باتخاذه لمالك عقار كدرع يتوقى به شكوك عبد العزيز الحلو وتحوطاته. وقد نجح ياسر في هذا إلى حد كبير لولا وجود أبكر آدم اسماعيل بجانب عبد العزيز الحلو، حيث حذره من الخط الذي يقوده ياسر عرمان متخفّيا وراء مالك عقار. الذين رفعوا هذا التحليل قبل أكثر من سنتين تنبئوا بأن ياسر عرمان، بموجب طبيعة شخصيته النّخّاسية، لا يرى ان أبكر آدم إسماعيل، بوصفه مجرد عبد من جبال النوبة، يمكنه أن يحدث كل هذا الفرق. عليه، لا بد من شخصية شمالية تقف وراء هذا الأمر. هنا جاءت الترشيحات على ان هذه الشخصية هي محمد جلال أحمد هاشم وما يتبع ذلك من فكر واعضاء الحركة المستقلة الذين يحملون فكر منهج التحليل الثقافي ومنظور المركز والهامش في تحليل الأوضاع الراهنة واستشراف المستقبل. على هذا وقع جميع أبناء الحركة المستقلة المنضوين داخل الحركة الشعبية تحت طائلة التآمر ضد ياسر عرمان ومالك عقار ومن والاهما”.
ثم بعد استعراضي لهذا الرأي جاء قولي:
“بخصوص شوطنة ياسر عرمان وتصويره بأنه ينطلق في أعماقه من عقلية نخاس الرقيق، فإني لا أتفق مع هذا الرأي، ذلك دون تنزيه ياسر عرمان من جملة نقائصه القاتلة”.
فأين اتهامي لياسر عرمان بأنه يفكر بعقلية نخاس؟ فأنا استعرض رأياً قاله آخرون (ورواية الكفر لا تكفّر)، ثم بعد ذلك أرفضها جملةً وتفصيلا. ولكن فقط من يقرأون بطريقة (ويلٌ للمصلين) ليتوقفوا بعدها، يمكنهم أن يتهموني بأنني وصفت ياسر عرمان بأنه يفكر بعقلية نخاس. هذا دون أن أتعرّض لحالة التماهي التي يعيشها عسكوري عندما يقول في الحلقة رقم (10/4): “وإذ فعلت ذلك، كنت أحسب لوشائج صداقة قديمة تنكر لها  أمام الناس ثم جهل علينا ليصفنا بـ ’النخاسين‘ …”. فهو إما يتماهى في شخصية ياسر عرمان لدرجة أنه يشعر بأن كل ما يقال في ياسر عرمان يمسّه هو بصورة مباشرة وشخصية، أو أنه يكذب. فأنا لم استعرض أيّ رأي لآخرين يصفون عسكوري بأنه نخاس. هذا مع أني سوف أتعرض في نهاية حلقاتي لموقف عسكوري من هذه المسألة.
وبعد؛ لقد نشرت هذا التوضيح وأوردت مقتبسات كلامي أعلاه وتم نشر ذلك التوضيح في أكثر من قروب. وقد تأكدت لي عضوية عسكوري في أكثر من قروب تم فيه نشر توضيحي. ليس هذا فحسب، بل هناك من راجع عسكوري فيما اتهمني به. ولكن مع كل هذا لم يملك عسكوري الشجاعة ليعلن أنه قد التبس عليه فهم المسألة. واليوم، هأنذا أنشر هذا في معرض ردودي لما قاله عسكوري، فهل سيعتذر؟ ولكن من فاته زمنُ الاعتذار تجاهلاً، فاته شرف الاعتذار.

عسكوري والمكابرة
اشتُهر عسكوري بالمكابرة وعدم التزحزح قيد أنملة عن موقفه مهما ثبت أن موقفه خاطئ ومبني على باطل. من أشهر المواقف الدالة على ذلك أنه في كتابه عن سد مِرْوي تهجّى كلمة “الحامداب” خطأً على النحو التالي: “الحماداب”. والحامداب هي المنطقة التي تم بناء السد فيها؛ وكان اسم السد في بعض مراحله هو “خزّان الحامداب”، بخلاف ما أورده عسكوري في عنوان كتابه (خزان الحماداب: نموذج الإسلام السياسي للإفقار ونهب الموارد، 2014). عليه، فأن عسكوري قد أخطأ في تهجئة الاسم إمّا عن خطأ طباعي أو عن جهل بالتهجئة الصحيحة. عندما أهداني مشكوراً نسخة من كتابه بلندن، قمت فوراً بلفت نظره إلى هذا الخطأ. عندها عاجلني بقوله: “لكن أهلنا بيسمّوهو خزان الحماداب”! نفيت له ذلك نفي خبير كوني قد طفت منطقة المناصير من الشامخية أدنى مقرات إلى برتي أدنى محلّيّة أمري شرقاً وغرباً، ثم كذلك إلى واحات ساني، وديم عون، وواحة جورا، فضلاً عن جميع قرى أمري والحامداب شرقاً وغرباً. ولكن عسكوري أصرّ على أنّ هذا هو النطق الصحيح لاسم المنطقة والخزان، مدّعياً أنّ المناصير ينطقونه بهذه الطريقة. عندها لزمت الصمت لأني فيما أعلم عنه لن يتراجع حتى لو بعث لنا اللهُ نبياً ليقوم بتصحيح ما قاله. ثم اتفقنا على أن أحمل معي في طريق عودتي للسودان ما يقرب من عشرين نسخة من الكتاب أهداها ممهورةً باسمه لمجموعة من المهتمين بالقضية مشكوراً.
ما إن وصلت هذه النسخ إلى أصحابها بالسودان حتى اندلع نقاش حامي الوطيس في وسائط التواصل الاجتماعي حول خطأ عسكوري في تهجئة اسم المنطقة والخزان. المشكلة أن هذا الاسم (الحامداب)، ليس فقط اسماً للمنطقة، بل هو اسم أهلها أيضاً. فهم فرع من الشايقية ينحدرون من اسم “حامد”، ومنها جاءت صيغة الجمع بالطريقة السودانية “حامداب”، أي أبناء حامد. وطبعاً اسم “الحماداب” يقبل نسبته إلى “حمّاد” أو “حمادة”، لكن قطعاً ليس “حامد”. التقت آراء جميع المناقشين في تلك المنازعة حول أن الاسم الصحيح هو “الحامداب” وليس “الحماداب”. إلاّ أن عسكوري ظلّ يغالط بتعنّت يحسد عليه، مصرّاً أنّ الاسم الصحيح هو “الحماداب” وليس “الحامداب”. فقد “ركب” عسكوري رأسه، وامتطى حمار المكابرة وظلّ يغالط الجميع بما فيهم أهل المنطقة، وبعضهم كانوا زملاء دراسة له بالجامعة. هؤلاء بدأوا أولاً بالحسنى، مشيرين له بأنهم من منطقة الحامداب وأنّ “حامد” المعني هنا هو جدّهم الأكبر الذي ينتسبون إليه … ووووو إلخ. ولكن من يقنع الديك!
واليوم، بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على صدور الكتاب وهو يحمل في عنوانه خطأً أبلق دون أن يعترف صاحبه بذلك، هل لا يزال عسكوري يعتقد أنّ اسم المنطقة هو “الحماداب”، وليس “الحامداب”، أم تراه قد ارعوى واعترف بخطئه؟
تعالوا ننظر للمكابرة التي لا تعرف الحقّ، كما لا تعترف بالحقيقة!
جاء في الحلقة رقم (10/4) قوله [ما بين حاصرتين تصحيحاتي لأخطائه اللغوية والطباعية]: “وبالرغم من أننى أعلم بإصطفاف [“باصطفاف” دون همزة] الرجل مع جماعة الترابى والمؤتمر الوطنى فى قضية المتاثرين [المتأثرين] بخران [بخزّان] الحماداب وعمله معهم …”. إنه يقول “الحماداب”! إذن لا يزال عسكوري، ونحن في منتصف عام 2017م، مصرّاً على أن اسم الخزّان هو “الحماداب”، وليس “الحامداب”.
فكما قلنا، من يقنع الديك!
ترى لماذا أوردنا كل هذا؟
أوردناه لسبب بسيط، ألا وهو أن نوضّح للقارئ طبيعة الشخصية التي انتاشنا بها ياسر عرمان. لقد اختار لنا شخصاً “أصنج”، لا يعرف الحق ولا الحقيقة، وإذا عرفهما، فهو على استعداد بألاّ يعترف بهما مكابرةً منه. وما كان هذا ليهمّنا في شيء. فعداوة مثل هذا الشخص تزكية للمرء. لكن ما يهمنا هنا هو أنّ هذا الشخص “الأصنج”، الذي لا يعرف الحق ولا يعترف بالحقيقة، هو نفسه من اختاره ياسر عرمان ليكون قائداً للحركة الشعبية بولاية نهر النيل، ثم جعله مرشحاً لمنصب الوالي؛ شخص مكابر، ناكر للحق والحقيقة، فاحش العبارة، فاجر الخصومة؛ إذا تكلم أو كتب، فكأنه يفسو بفمه وقلمه دون إسته، والعياذ بالله.
ونواصل؛؛؛
محمد جلال أحمد هاشم

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.