الثلاثاء , أبريل 30 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / الحركة الشعبـــيــة لتحرير السودان شمال / محمد علي كلاي: لم يكن ملاكماً فحسب بل محارباً ضد التمييز والعنصرية والحرب-

محمد علي كلاي: لم يكن ملاكماً فحسب بل محارباً ضد التمييز والعنصرية والحرب-

06-06-2016
ياسر عرمان

ترجل محمد على كلاي ذلك الإنسان الإستثنائي وأحد العلامات المضيئة في القرن العشرين. محمد على القاطرة البشرية يعد واحداً من أهم الرياضيين في القرن الماضي، ولكنه لم يكن فقط ملاكماً كما عبر هو نفسه في إحدى اللقاءات، بل ربما تكمن أهميته وقيمته التي لا تنفد مع الزمن في الخيارات الزاهية والصعبة التي إختارها وضمنها موقفه من حرب فيتنام ورفضه التجنيد والذهاب للحرب ومواجهته الحملة الإعلامية المسمومة ضده بشجاعة، وكذلك منعه من السفر والملاكمة ومصادرة جوازه، مع ذلك لم يهادن حتى كسب القضية، رفضه العرض السخي لمقاول الملاكمة الفاسد دان كينغ للذهاب للملاكمة في جنوب إفريقيا وجاء رفضه لذلك العرض بسبب مبدئي متمثل في موقفه من نظام التفرقة العنصرية في جنوب إفريقيا في ذلك الوقت، ووفائه لعلاقته بمالكوم أكس رغم كل الضغوط التي مؤرست عليه من جهات عديدة بينها إيلاجا

محمد علي كلاي: لم يكن ملاكماً فحسب بل محارباً ضد التمييز والعنصرية والحرب-

محمد علي كلاي: لم يكن ملاكماً فحسب بل محارباً ضد التمييز والعنصرية والحرب

06-06-2016
ياسر عرمان

ترجل محمد على كلاي ذلك الإنسان الإستثنائي وأحد العلامات المضيئة في القرن العشرين. محمد على القاطرة البشرية يعد واحداً من أهم الرياضيين في القرن الماضي، ولكنه لم يكن فقط ملاكماً كما عبر هو نفسه في إحدى اللقاءات، بل ربما تكمن أهميته وقيمته التي لا تنفد مع الزمن في الخيارات الزاهية والصعبة التي إختارها وضمنها موقفه من حرب فيتنام ورفضه التجنيد والذهاب للحرب ومواجهته الحملة الإعلامية المسمومة ضده بشجاعة، وكذلك منعه من السفر والملاكمة ومصادرة جوازه، مع ذلك لم يهادن حتى كسب القضية، رفضه العرض السخي لمقاول الملاكمة الفاسد دان كينغ للذهاب للملاكمة في جنوب إفريقيا وجاء رفضه لذلك العرض بسبب مبدئي متمثل في موقفه من نظام التفرقة العنصرية في جنوب إفريقيا في ذلك الوقت، ووفائه لعلاقته بمالكوم أكس رغم كل الضغوط التي مؤرست عليه من جهات عديدة بينها إيلاجا محمد.

كان لمحمد علي نظرة إيجابية لإختلاف الديانات ووصف إختلاف الديانات بإنه مثل الأنهار والبحار والمحيطات ذات أسماء مختلفة ولكنها جميعاً تحمل المياه والخير وواحدة في جوهرها، وهو داعية للتعايش الإنساني، وحينما رفض الذهاب الي حرب فيتنام قال إنه لايمكن يقطع مسافة عشرة الالاف ميل يذهب لقتل أناس آخرين فقراء وللعمل على سيادة جنس على الآخر، وقد شارك محمد على في حركة الحقوق المدنية وظهر في بعض المنتديات مع مارتن لوثر كينغ وربطته صداقة قوية بمالكوم أكس، ومحمد علي إنسان جاء من أوساط الفقراء وصعد الي منصة المسرح العالمي وشغل العالم كله، وقد وصف رحلته بإنها كانت رحلة للبحث عن الحقيقة والحب والسلام والتفاهم، ولعمري إن هذا لمنافيستو كامل، وهو من أوئل السود الذين كسبوا إعجاب أمريكا بكاملها وفي ذلك أسدى خدمة للباحثين عن مساواة الأعراق ولمساواة السود على وجه الخصوص .

كرمه الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش بأن أعطاه ميدالية الحرية، ودعاه باراك أوباما كضيف شرف في مراسم تنصيبه كأول رئيس أسود للولايات المتحدة الأمريكية، بعد أحداث سبتمبر وقف بشجاعة ضد الإرهاب ومع المسلمين الأمريكان، إن في حياة محمد علي دروس لنا جميعاً ولاسيما للشباب.

بعد إصابته بمرض(البراكستون) الشلل الرعاشي إستمر في الحياة العامة وفي الظهور في مختلف المحافل رغم القصور الذي أحدثه المرض في قدراته وكانت تلك شجاعة، ولقد كان منظره مهيباً ومؤثراً وهو يأخذ وقتاً طويلاً ليشعل الشعلة الأولومبية بصعوبة وجسمه يرتجف، وهو كان من كان أسداً في شبابه، ولقد بكى الكثيرين حينما تمكن من إشعال الشعلة الأولومبية وهم يتذكرون أيام شبابه ويتذكرونه وهو يهزم شخصيات جبارة مثل جورج فورمان وفريزر في مباريات قل ما تتكرر وهو يتحرك كالفراشة في حلبة الملاكمة.

لقد جر عليه إسلامه ومواقفه السياسية متاعب عديدة ولكنه كان إنساناً مستقيماً لا يتراجع عن ما آمن به، لقد كان محمد علي أسطورة إنسانية رائعة الملامح ولقد عاش حياة كاملة الدسم تحملها الكثير من الفيديوهات والصور، لا سيما صورته الجميلة والحميمة مع نيلسون مانديلا وهو لقاء على خلفية من القيم الإنسانية المشتركة.

من المهم التوقف عند إسلام محمد علي فهو لم يتناقض مطلقاً في البحث عن مجتمع إنساني لكل البشر من كل الديانات والألوان واللغات. إن في حياة محمد علي الشاب والشيخ معاً الكثير مما يمكن أن نأخذه منه، فقد كان محمد علي يبحث عن مجتمع إنساني وهذه هي القضية التي لا تسقط بالتقادم وستكون موجودة حيثما وجد البشر في الكرة الأرضية.

وقد كلفته مواقفه الكثير وفوتت عليه فرص عديدة ولكنها في الأخير جعلته إنساناً متميزاً في سجل النضال الإنساني.

نسجل له شكرنا لإهتمامه بزيارة السودان، وصورته الرائعة وهو يمسك اللوح ويقرأ القرأن في مسيد أم ضوبان، ولقد كان مسلماً وسطياً معتدلاً لم يستخدم إسلامه ودينه الحنيف للإنتقاص من حقوق الآخرين، أو للتهييج أوالتهريج، ولذا يتذكره اليوم الملايين في كآفة أنحاء الكرة الأرضية بكآفة اللغات ومن كآفة الديانات ويرسلون له التحية وآخرين ونحن منهم يدعون له بالرحمة والمغفرة.

إن القضايا التي سار تحت رآياتها محمد علي يوماً ماتزال حية ولم تمت.

05 يونيو 2016م

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

*ألا تستحق مركز موحد للمقاومة!*

Share this on WhatsApp*جمر الشباب شديد الوهج* *بلاغة وفصاحة الدم المراق* *ألا تستحق مركز موحد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.