الإثنين , مايو 13 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / حزب البعث العربي الاشتراكي "الأصل" / انتفاضة شعبية ام عمل مسلح :الخيارات الصعبة

#الهدف

انتفاضة شعبية ام عمل  مسلح :الخيارات الصعبة

بقلم : الأستاذ محمد عثمان ابوشوك

منذ استقلال السودان  في يناير 1956 و بلادنا تدور في حلقة مفرغة  تجلت  اعمق مظاهرها فيما نعيشه الان في ظل  حكم الرأسمالية الطفيلية المتدثرة بشعارات الإسلام السياسي. ستون عاما  من الاستقلال تعاقب فيها على حكم البلاد ثلاثة أنظمة  عسكرية (تسعة و أربعون عاما ) و ثلاثة أنظمة  منتخبة ديموقراطيا ( احد عشر عاما)  تناوبت خلالها الشعارات اللبرالية و الاشتراكية و الاسلاموية.
و نتائج كل تلك السنوات بائنة لا تخطئها عين المراقب و المحلل الحصيف : تراجع مستمر في  مناحي حياتنا و معيشتنا و حتى ارتباطنا بوطننا .

انتفاضة شعبية ام عمل مسلح :الخيارات الصعبة

#الهدف

انتفاضة شعبية ام عمل  مسلح :الخيارات الصعبة

بقلم : الأستاذ محمد عثمان ابوشوك

منذ استقلال السودان  في يناير 1956 و بلادنا تدور في حلقة مفرغة  تجلت  اعمق مظاهرها فيما نعيشه الان في ظل  حكم الرأسمالية الطفيلية المتدثرة بشعارات الإسلام السياسي. ستون عاما  من الاستقلال تعاقب فيها على حكم البلاد ثلاثة أنظمة  عسكرية (تسعة و أربعون عاما ) و ثلاثة أنظمة  منتخبة ديموقراطيا ( احد عشر عاما)  تناوبت خلالها الشعارات اللبرالية و الاشتراكية و الاسلاموية.
و نتائج كل تلك السنوات بائنة لا تخطئها عين المراقب و المحلل الحصيف : تراجع مستمر في  مناحي حياتنا و معيشتنا و حتى ارتباطنا بوطننا .
اختلف الناس في تحليل أسباب هذه الحلقة الجهنمية المفرغة، غير أن الثابت في كل التحليلات هو عجز مختلف الأنظمة التي تعاقبت على حكم البلاد عن تحقيق مهام  ما بعد الاستقلال السياسي، على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والسياسي بحيث تحول الاستقلال إلى مجرد علم جديد وسلام جمهوري وحكام من ابناء جلدتنا، بينما ظل حال البلاد والعباد يسير من سيء إلى أسوأ. فكل الحكومات المتعاقبة على بلادنا افتقدت برنامجا واضح المعالم لحل الازمة الوطنية الشاملة، وكلها اعتبرت الحكم وسيلة ورافعة لتحقيق مصالحها الحزبية والفردية والطائفية.
غير أن السنوات السبع والأربعين الأخيرة (منذ 25 مايو 1969) شهدت تطوراً من نوع مختلف في عمق تأثيره على وتيرة تزايد عمق الازمة الوطنية الشاملة. فنظام مايو اختط نهجاً جديداً تمثل في استخدام الشعارات التي تخاطب بشكل مباشر طموحات الجماهير في نظام وطني وتقدمي يحل مشاكل التنمية في البلاد ببرنامج ثوري ويعالج معضلات التأخر الاقتصادي في أقاليم البلاد بتنمية متوازنة ومستدامة، استخدم النظام المايوى هذه الشعارات بشكل انتهازي ليستقطب مجموعات من المثقفين ورجال الاعمال دعماً لنظامه حيث وفر لها فرص العمل والثراء غير المشروع ليضمن ولائها الدائم له. ثم انقلب نظام مايو على هذه الشعارات ليتبنى شعارات التنمية الرأسمالية المدعومة من دول المعسكر الرأسمالي محتفظاً بطاقم من المثقفين ورجال الاعمال مضيفاً إليهم مجموعات أخرى من المثقفين ورجال الاعمال الجدد من مختلف أقاليم البلاد، وكان النظام قادراً على الصرف على كل هذه المجاميع بفضل ما توفر له من دعم غربي رأسمالي، ثم غادر النظام المايوى هذه الشعارات ليرفع شعارات الإسلام السياسي مستقطباً هذه المرة جماعات الاخوان المسلمين ومن إلتف حولهم كرصيد مضاف إلى رصيده السابق الذي تدجن وأصبح بوقاً للنظام وعصبة تأتمر وتنفذ ما يأمر به رأس النظام.
في هذا الإطار، هناك اربعة أمور ينبغي الوقوف عندها وتأملها:
الامر الأول أن المرحوم النميري برفعه للشعارات الاسلاموية واستقطابه للإخوان المسلمين، قد ادخل نفسه والبلاد في طور مختلف تماما عن الطورين الاولين من عمر النظام.. فنظام مايو في طوره الاشتراكي الأول لم يستقطب قوى اليسار الوطني التقدمى، بل استقطب مجموعات منسلخة ومنشقة عن الحزب الشيوعي لدوافع انتهازية شخصية، واستقطب أيضاً مجموعات من الناصريين وهؤلاء لم يكونوا يشكلون تنظيماً سياسياً ذو برنامج واضح وإنما كانوا من المنبهرين بالتجربة الناصرية المنفذين لأوامرها الصادرة من القاهرة، وفى المرحلة التالية استقطب النظام المايوى مجموعات من المثقفين ورجال الاعمال المعجبين بالنظام الرأسمالي العالمي وهي مجموعات لا يربط بينها رابط سوى تحقيق اقصى المنافع المادية والاجتماعية والسياسية من ارتباطها بالنظام، وبعضهم مشكوك في ولائه المباشر لأجهزة المخابرات الغربية المختلفة  اما في المرحلة الثالثة الاسلاموية فقد استقطب النظام تنظيماً لا افراداً مبعثرين، وهذا التنظيم كان يتمتع بدرجة عالية من الانضباط وله برنامج واضح وخطة متفق عليها للسيطرة على الحكم وبناء الدولة الاسلاموية (انظر اعترافات الدكتور حسن الترابي في برنامج شاهد على العصر).
الامر الثاني: النظام المايوى كان قادراً في مرحلته الأولى والثانية على تقسيم جزء من كعكة السلطة على الموالين له بفضل توفر الموارد والمعونات، وبفضل توقف الحرب الاهلية في الجنوب، بدخول النظام في مرحلته الاسلاموية قلت موارد النظام باندلاع الحرب الاهلية مرة أخرى في جنوب البلاد وبانهيار المشاريع الإنتاجية (مشروع الجزيرة ومشاريع الري الآلي والمطري وعوامل الجفاف والتصحر التي ضربت غرب البلاد وتسببت في مجاعة طاحنه، يضاف إلى ذلك جشع الاسلامويين وسيطرتهم على الأسواق المالية من خلال البنوك الإسلامية، والمصادر الإنتاجية الأخرى ومفاصل الدولة الرئيسية ضمن مخططهم لبناء دولتهم الاسلاموية، بذلك أصبحت كيكة المنافع لا تكفي الافواه الشاغرة واتسع الشق على الراتق فبدأت التململات ومظاهر التذمر تعم أوساط من استقطبهم النظام في مرحلتيه الاوليتين.
الامر الثالث: انتفاضة مارس ابريل 1985 لم تحقق برنامجاً وطنياً تقدمياً ، لأنها ومنذ البداية سيطر على قيادتها مجموعات عسكرية ومدنيه معروفة بارتباطها بالإسلاميين (سوار الذهب والجزولى دفع الله على سبيل المثال) ومجموعات من المثقفين التي حاولت ركوب موجة الانتفاضة لتحقيق البديل الأمريكي الغربي لنظام النميري.
كان واجب الانتفاضة الأول هو اقتلاع جذور النظام المايوى ومحاسبة سدنته في كل عهوده وبناء سلطة انتقالية تنفذ مهام ما بعد الاستقلال ومن ثم بناء نظام وطني ديموقراطي، ذلك لم يحدث وعادت الوجوه القديمة لتحتل واجهة النظام البرلماني المنتخب، وعادت البلاد الى المربع الأول لتدور الحلقة المفرغة طاحنة جموع الشعب في ازمة اقتصادية ماحقة، فخابت أحلام الناس في رؤية أي ضوء في نهاية النفق، وارتفع سقف الإحباط والخيبة وبشكل خاص في أوساط المناطق المهمشة التي ابعدتها صراعات الأحزاب التقليدية عن مراكز النفوذ والسلطة فاستغل جماعة الإسلام السياسي ذلك لتوسيع مواعين نفوذهم في تلك المناطق مستغلين في ذلك أموالهم الطائلة التي جمعوها أيام النظام المايوى.
ثم سجل الاسلامويون ضربتهم القاضية للنظام الديموقراطي المنتخب في 30 يونيو 1989 ليبدأوا عهداً من التمكين والاستفراد، واضعين الأساس لدولتهم الاسلاموية على أنقاض النظام الوطني، فأعدموا وسجنوا الالاف، وشردوا مئات الآلاف من وظائفهم، وسخروا موارد البلاد وجهاز الدولة والقوات المسلحة والشرطة لمصلحة تنظيمهم لملاحقة المعارضين لهم. وكان ذلك يقتضي منهم الصرف على أجهزة متعددة  والصرف أيضا على أعضاء حزبهم ومواليهم إضافة لشراء ذمم المعارضين ممن اهتزت قناعاتهم، غير أن موارد البلاد ما كانت لتتحمل كل ذلك الصرف الباهظ ، فأصبحت الكيكة مرة أخرى لا تكفي افواه الجميع، فبدأ التذمر في أطراف البلاد، وكانت بدايته في وسط الاسلامويين أنفسهم، فتمرد المرحوم بولاد_ وهو من قادتهم_ ثم لحق به الدكتور جبريل إبراهيم رحمه الله وهو أيضا من قادتهم، فأسس حركة العدل والمساواة .
____________________
#الهدف
تصدر عن حزب البعث العربي الاشتراكي “الأصل

للمزيد من الأخبار تابعوا صفحتنا على فيسبوك:
https://m.facebook.com/hadafsd/

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

وجدي صالح في حوار لـ”مداميك”:

Share this on WhatsAppوجدي صالح في حوار لـ”مداميك”: ليست هناك تسوية.. ما يجري هو محاولة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.