الأحد , مايو 12 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / وثائقيات سودانية / من حكاوى المنافى على تماس مع الاسلامويين

من حكاوى المنافى على تماس مع الاسلامويين
تحرير: عبد الواحد ابراهيم
سودانى نبيل، التقى رجل أعمال إريتري – (قبل انفصال إريتريا من أثيوبيا) - يعمل فى قطاع النقل والترحيل سنوات الثمانينات، سرعان ما تآلفا وتحابا وصار بينهم العيش والملح والملاح على الطريقة السودانية  - الإريترية ، عرض الإريترى على صديقه السودانى ان يشاركه فى اسطول عربات نقل مكون من (19) مقطورة عاملة  فى طريق بورتسودان الخرطوم، قام السودانى بصيانة المقطورات (قندرانات) من نوع الفاييت، وأشترى لها إطارات وأكمل الشراكة وسارت الامور بشكل رائع بين الاريترى "حسن ككيا" والسودانى احمد أبراهيم.
وبعد عام جاء  الى الخرطوم قادما من اديس ابابا وبطريقة جنونية،  الايطالى دكتور بيرس رجل الاعمال الشهير المالك الذى بدأ استثمارته بمزرعة قطن ومسلخ للذبيح ومدبغة للجلود ومصنع للامباز ومشروع زراعى للسمسم والفول.

من حكاوى المنافى على تماس مع الاسلامويين

من حكاوى المنافى على تماس مع الاسلامويين
تحرير: عبد الواحد ابراهيم
سودانى نبيل، التقى رجل أعمال إريتري – (قبل انفصال إريتريا من أثيوبيا) – يعمل فى قطاع النقل والترحيل سنوات الثمانينات، سرعان ما تآلفا وتحابا وصار بينهم العيش والملح والملاح على الطريقة السودانية  – الإريترية ، عرض الإريترى على صديقه السودانى ان يشاركه فى اسطول عربات نقل مكون من (19) مقطورة عاملة  فى طريق بورتسودان الخرطوم، قام السودانى بصيانة المقطورات (قندرانات) من نوع الفاييت، وأشترى لها إطارات وأكمل الشراكة وسارت الامور بشكل رائع بين الاريترى “حسن ككيا” والسودانى احمد أبراهيم.
وبعد عام جاء  الى الخرطوم قادما من اديس ابابا وبطريقة جنونية،  الايطالى دكتور بيرس رجل الاعمال الشهير المالك الذى بدأ استثمارته بمزرعة قطن ومسلخ للذبيح ومدبغة للجلود ومصنع للامباز ومشروع زراعى للسمسم والفول.
كان منقستو هايلامريم يدير اثيوبيا عبر المنفستو الماركسى فقام بتهديد كبار رجال الاعمال فى اسمرا ومنهم دكتور بيرس الذى قرر مغادرة البلاد الاريترية والتى كانت جزء من اثيوبيا وقتها فاتفق مع احد الطيارين المهرة على حمله خارج اثيوبيا والى محافظة القضارق المحاددة لاثيوبيا مقابل مليون دولار، تم ترتيب كل ذلك مع الطيار الاثيوبى وحمل دكتور بيرس امواله حوالى 19 مليون دولار ومن حسن حظه ان الرئيس جعفر نميرى كان يزور القضارف فى ذلك اليوم فهبطت الطائرة فى بالقضارق احد درر شرق السودان فابلغ الرئيس بهبوط طائرة اثيوبية فى المدينة، ختم النميرى مهرجانه الخطابى الشعبوى ثم طلب من الأجهزة الامنية ان تاتيه بالطيار ومرافقيه.
  استمع النميرى الى قصة الرجلين  وعلى الفور منح النميرى الطيار حق اللجوء السياسي  حيث أستقر بالخرطوم، والتفت الى الايطالى دكتور بيرس قائلا: يمكنك ان تذهب معى الى روما افريقيا فاخذه بامواله فى الطائرة الرئاسية الى الخرطوم.
أقام دكتور بيرس بالسودان مزرعة لتربية حيوان  ومصنعاً للزيوت من بذرة القطن   واسطولاً ضخما من الناقلات بعدد 65 مقطورة بمعاونة صديقه الأريترى وشيد بعض المصانع الغذائية والكثير من الإستثمارات المالية فى البنوك السودانية،  ومنزلاً ضخما بافخر المناطق فى الخرطوم، ازيلت كل العقبات أمام بيرس الذى حصل على كل التسهيلات اللازمة لإستثماراته لانه كان يملك كلمة وخط اتصال مع الرئيس نميرى شخصيا، وسارت الامور بشكل طبيعى الى ان قامت الإنتفاضة واطيح بالرئيس جعفر نميرى فى إنتفاضة شعبية فى  ابريل من العام 1985م.
قرر بيرس بيع ممتلكاته وتصفية اعماله فى السودان والعودة الى روما وطلب من صديقه “حسن ككيا” ان يجلب من يشترى كل ممتلكاته، فاستعان ككيا بصديقه  وشريكه فى المقطورات السودانى احمد أبراهيم، فقرر شريكه شراء ممتلكات الخواجة والتى تتطلب مبالغ كبيرة، منزل بالخرطوم (2)، مصانع، مزارع، عشرات الناقلات، مخازن، ورش صيانة العربات وتوكيلات لشركات أوربية، حزم احمد السودانى العزم على مساعدة صديقه، وشراء الممتلكات وكان صاحب قدرات مالية وله سمعة فى السوق، ولكنها دون استثمارات الايطالى بيرس.
ذهب احمد الى استاذه الذى درسه مادة التربية الإسلامية (الدين) والقيادى بتنظيم الاخوان المسلمين ” على عبد الله يعقوب” والمدير العام للشركة القابضة لبنك فيصل الاسلامى، و كانت ان ضمته الرفقة النضالية مع هذه القيادات المتأسلمة أبان المعارضة السودانية المعروفة بـ(الجبهة الوطنية فى العام 1977م) والتى إتخذت من ليبيا مقراً لها فاختار استاذه وفاتحه فى الامر، سال لعاب القيادى الاسلاموى الى تلك الصفقة وطلب منه دراسة جدوى على ان يتم فيها تحديد وقت السداد فقام أحمد بتسلميه دراسة الجدوى بكل ثقة بوصفه أستاذه ورفيق نضاله فى السنوات الكالحات!
واخذه استاذه الى “أحمد ابراهيم الترابى” رئيس قسم الاستثمار ببنك فيصل الاسلامى بهدف تمويل هذه الصفقة تامل الاسلامويين الدراسة وطلبوا اسبوع لاخطاره  بالموافقة او الرفض بقرار تمويل الصفقة.
مر الاسبوع، ثم زارهم فى البنك وبمنتهى العطف والحنية  طلب منه استاذه على عبد الله يعقوب  تغير آجل السداد من ثلاثة سنوات الى ستة  فشعر  بحنوهم عليه وإطمئن فقام بتعديل دراسة الجدوى الى ست سنوات، ثم ذهب الى البنك وطلبوا منه اسبوعين للمتابعة التصديق على طلبه، ثم اسبوع  اخر واستمر الحال هكذا الى ان ذهب الى استاذه فى مجلس الشعب مرات عديدة، ثم منزله، وبعد مضى فترة من الزمن علم ان الصفقة تمت لحساب احد رجالات الاخوان المسلمين القيادى صاحب الفضيحة الشهيرة فى العهد الديمقراطى ” الطيب النص” والذى منح قرض ميسر السداد وعلم من صديقه الاريترى “حسن ككيا” ان الخواجة دكتور بيرس قد غادر الى روما وانه اى “حسن ككيا “فى طريقه الى روما مدينة العقل والحلم ليلتحق بدكتور بيرس.

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد فيه الميزانية التي اجازتها الحكومة الانتقالية

Share this on WhatsApp#الهدف_بيانات أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.