الجمعة , مايو 3 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / *مقال تحليلي عن الراهن المعارض*

*مقال تحليلي عن الراهن المعارض*


*بقلم: محمد أمين أبوجديري*

عندما جمع رئيس النظام  قياداته وحذرهم من مغبة القرارات الاقتصادية الحادة التي سوف يصدرها كامر لابد منه بعد انكشاف رصيد الحكومة المالي ، انما كان ذلكم التنوير من أجل تكوين جبهة عريضة لامتصاص الغضب الشعبي المتوقع.

واحدة من السيناريوهات المتوقعة آنذاك هو تفجر انتفاضة جماهيرية شبيهة بما حدث في سبتمبر 2013  ، وبدأت أجهزة امن النظام في رصد المعارضة وتحركاتها، والملاحظ أن المعارضة كانت تحركاتها مجزأة،  كل كتلة تعمل لوحدها مما سهل عملية احتواء التحركات، لكن الضربة الكبرى جاءت من عملية الدعوة لعصيان مدني،  تمت عملية تشبيك واسعة للدعوة لعصيان مدني بشكل غير مفهوم وغير محدد الهدف والتحرك.

واتضح الآن وبعد مرور أشهر أن العصيان كان في مصلحة النظام ، أو أن العصيان استخدمه النظام بذكاء لكي يحبس الشعب الثائر في البيوت ويمنع خروجه في الشارع كما حدث في سبتمبر2013 .

رافق ذلك عملية دعاية إعلامية مكثفة تشكك وتخون أي ناقد لتجربة العصيان و لقد أضاعت المعارضة الحقيقية على الأرض الفرصة وانساقت وراء عصيان غير مفهوم أو محدد الملامح، وهذا يدل على عدم ثقتها في ما تطرحه من وسائل  ،  انا لا اقلل من العصيان المدني كوسيلة ثورية ولكن تنفيذه كان في الوقت الخطأ ، لأن العصيان المدني تسبقه المظاهرات كما حدث في ابريل1985،  لذلك عندما جلس المواطنون في اليوم الأول في بيوتهم بدون برنامج ، خرجوا ثاني يوم إلى اعمالهم.

كيف يتعامل جهاز الأمن مع المعارضة؟

جهاز الأمن يتعامل مع المعارضة بالاتي:
1 – الرصد الدقيق والاختراق البشري والإلكتروني.
2 – الأمن الوقائي وهو شغل استراتيجي يبدأ عملياته قبل حدوث الحدث ، مثلا إذا أرادت الحكومة زيادة الأسعار فإنها تدرس الأمر مع الأمن الوقائي  وعلى ضؤ ذلك يتم وضع خطط لأبطال واحتواء تحركات  المعارضة.
3- مواجهة الوضع الماثل على الأرض أو الا سفير  بواسطة القمع والاعتقالات والكتابة في الإعلام الموالي والجهاد الإلكتروني .
4 – توجيه أو استغلال القيادة السياسية نحو تنفيذ إستراتيجية النظام .

*قرارات نوفمبر الاقتصادية* :

كانت فرصة ثمينة لتحريك الشارع وفعلا تحركت المعارضة في هذا الاتجاه ، لكن المعارضة منقسمة إلى ..
أ – الإجماع الوطني (تيار الإسقاط فقط )،
ب – نداء السودان(تيار الإسقاط في حال فشل الحل السياسي الشامل )،
ج – مجموعات شبابيه متفرقة منها المعارض( الإسقاط ) ومنها تيارات الإصلاح الخارجة من جلباب المؤتمر الوطني.وهي ما شكلت بدايات الدعوة للعصيان قبل ان تلحق بها الاحزاب المعارضة.
المهم أن المعارضة تفتقد للمركز الموحد ، ومع بداية الإجراءات الاقتصادية تحرك حزب المؤتمر السوداني وحيدا دونما حتى تغطية من حلفائه في نداء السودان في خطوة يفهم منها عدة سلبيات في تنظيم نداء السودان بالداخل مما اوقعه فريسة سهلة لجهاز الامن الذي اعتقل قياداته ومفاصل الحركة فيه مما ادى الى شل حركة الحزب تماما،وكشف ظهر مجموعة نداء السودان بالداخل والتي لم تحرك سكنا لضعفها الظاهر. هذه الهجمة العنيفة على المؤتمر السوداني قصد منها ارسال رسالة تحذير لقوى الاجماع ، ولكن الاجماع لم توقف تحركاتها في عدة محاور أهمها محور مذكرة تنحي رئيس الجمهورية  وكان الرد الأمني جاهزا باعتقال قيادات من قوى الإجماع ، لكن ذلك لم يشل حركة الإجماع لأنها كانت جاهزة بخطوط أخرى نجحت عملية تقديم المذكرة مما رفع من درجة التوتر الأمني فتحرك لمحاصرة الاجماع دورا وافرادا وازدادت الاعتقالات .. واكب ذلك تحرك المجموعة الثالثة كما ذكرت اعلاه في اتجاه ابقاء المواطنين في بيوتهم وهو عكس تحرك الاجماع وخطتها في تحريك الشارع، مما اربك حركة المعارضة . عملية العصيان المدني لها سلبيات وايجابيات ، الناحية الايجابية الاساسية انها ادخل عنصر شبابي عريض كان واقفا في الرصيف ،وأصبح جزء من الحراك المعارض.ولكن نسبة لعدم تمرسها التنظيمي صاحبت تجربتها سلبيات عديدة مما اظهر ثغرات واضحة نفذ من خلالها جهاز الامن الى داخلها.
إذن يمكن اجمال فشل المعارضة من استثمار الإجراءات الاقتصادية الأخيرة في تحريك الشارع لعدم وجود المركز المعارض الموحد والمنسق للحركة الجماهيرية.

*يمكن تمثيل الحراك الجماهيري بالموجات صعودا وهبوطا*

لاسباب منطقية يشتد الحراك الجماهيري المناوئة  للنظام وتصل الموجة قمتها وعندما لاتستثمر في اقتلاع النظام تهبط الا ان تستقر وتهدأ، نحن الآن في مرحلة الهدؤ بفعل أسباب متنوعة ، ولكن هذا الهدؤ لن يستمر كثيرا فالنظام عودنا  على نكباته الكثيرة مما يرفع من وتيرة الحراك الجماهيري ضده، و ذلك لأن نظام الإنقاذ بعيد تماما عن سبل الحكم الرشيد .

*إذن ما الحل؟*
الحل يكمن في قيام *مركز نوعي للمعارضة* ، يضم القوى الديمقراطية الحديثة لا التقليدية الطائفية أو القوى المستندة على القبلية، أو المتاجرة باسم الدين.

هذه الكتلة المؤهلة لتنفيذ برنامج الحد الأعلى القيمي وهي الأقوى باتحادها لتنفيذ برنامج الثورة السودانية.
لكن هذا الحل تقابله بعض الصعاب  في الوقت الراهن ، لأن القوى الحديثة ما تزال غير مفروزة ، ومن بينها من لايزال يؤمن بأهمية التحالف مع الطائفية، والقبلية ، ومن لايزال يركن إلى الانعزالية الفكرية وحيث لا يرى ألا فكره وكفى ولا يترك أي مساحة لقبول الآخر في عمل مشترك هذا هو الواقع الذي يجب علينا تغييره .

ومن هنا يمكننا السير في الطريق الصحيح.

*بقلم: محمد أمين أبوجديري*

*عضو المجلس القيادي و نائب رئيس حشد الوحدوي*

*١٢/أبريل/٢٠١٧م*

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.