الجمعة , مايو 3 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / *قصاصات* هل نعود ؟؟ …

*قصاصات* هل نعود ؟؟ …


هل نعود ؟ بعد ما تساقطنا  مثل أوراق الأشجار في الفيافي ، وهجرنا موطننا ، ولا نعلم أيكترث لنا موطننا لما نلاقيه ، وما نعانيه ؟!
أم يولينا ظهره كما أولت  أوطان أخريات ظهورها لفلذات أكبادها ؟ حتي خبأت وذبلت مشاعرهم وهنا بعد وهن .
وحنين إنفطار أشواقنا يصارع فينا من أنات الوداع ، وعيون ذوينا الغائرة صورة تضاجع منامنا ما بين اليقظة والأحلام ، كأننا لن نراهم مرة أخري ، فتتقلدنا الوخزات بقلوب تتقطر ، ونفوس تتحسر ، وأشواق من حنينها تتكسر ، رغم  بشارات القدوم المضروبة الآجال ، التي تبقي وديعة لأماني زائفة ، ما شاخت ولكنها إندثرت بعد ان عركتها عجلات الزمن بعالم يرتحل زمانه ؛ كإرتحال السحاب بلا موعد ولا ميقات ، ولا تزال الأمال منحوتة توجعنا بنقش أمل جديد ، نتشبث بمستقبل غائب ، فنحصد حاضر مبعثر ، ولا زلنا نضرب موعد للأياب وينجلي لنضرب وراءه موعدا” أخر فلا يعود .
وعندما نضع اخر اللمسات للاستواء علي المسندة لننام من فرط التعب ، تصطادنا شماعة الذكريات فتمزق أنفسنا بعتاب الوعود ، وتجافينا بنقض العهود ، ونحتفل بشماعة الأقدار زريعة ، أو نعاتب الزمن الذي يسابق الريح في هذه المنافي التي تدفننا احياء .
وها هي المواسم تدور بتواقيتها المتسارعة وتتغير لتشكل الهطول والنزول ، فلا شتاء يتوقف ، ولا ربيع يزدهر ، ولا نعود ، ولا نعلم الي أين المسير ؟ .
ولم تتوقف أجراس الوطن عن هاتفنا حتي امست غصة تطعن في الحلق ، ورهبة ترتجف من فرطها الدواخل ، ولا قديم يذكر ولاجديد يبعث الطمأنينة ، سوي تجدد مآسينا بقدوم قد حان آوانه ، وأياب قد شارف زمانه ، ونأتي محملون بكنوز كسري ، ونار قيصر ، وتنطفئ كل المحادثات بموعد يشابه سابقاته ، ولم تبقي لنا الدنيا شيئا نتزرع به الا الضحكات الشاحبة تحكي معني المعاناة ، وألم الإشتياق ، وتجعلنا لقاءتنا فاترة بطعم التكرار ، فلا عدنا ولا متنا ، ولم يبقي لنا سوي تذكرة تعج آلامها بجراح الحزن ، وتعصف بنا داومة التواصل من حنين الوطن التي تلفحنا بصوت  يختنق مرارة خالي من مذاق ، ويوما بعد يوم تتبخر الأماني والآمال حتي يمسي الأياب تاريخ مكرر ، وأكذوبة تشابه شهر أبريل في تفاصيله ، فتوجع السامع ، والمستمع .
والسؤال الذي لا يبرح عقولنا هل كنا نعلم بأننا سنغيب بلا عودة ؟ وتظل الخطوات المتسارعة الحالمة بالعودة في ماضينا ، محملة بسحاب الأماني التي تتبختر بانها عائدة ، لترتوي من مياه الوطن المكدر بطعم ترابه الغالي ، وضجيجه المفتون ، ونضم أطفالنا لنحكي لهم حكاية ما قبل المساء في باحاتنا اشجاننا التائهة في طلاسمها .
وكلما توسدنا المفارش عاودتنا نواقيس الذكري بعذاب الترحال لنسمع صراخ شوارع الوطن وهي : تحتفي بحضورنا وتبكينا بحنين الغياب ، وتمتلىء المداعبات التي تهدلت بين شوق الترحال وعذاب الآمال ، وتدور سنين العمر تاكل في اجسادنا كأننا لم نهجر ولم نهجر ، وتموت الكلمات في كل موعد جديد نضربه ، وتثقل الكلمات التي نبتدرها في المهاتفة الممزوجة بالأماني الطيبات لعل الصدق اليوم يلامسنا ونوفي الوعود ، ونعود ، وننثر الفرح ، وتودع اللوعة أبوابنا .
ولا يزال الهاتف يرن ، وانا أتوسد نفسي ، ولا استطيع أن أكذب ، علي الوطن من جديد عندما يسألني عن الموعد الجديد لحضوري ، فوطني لا ييأس ولكني يأست أن أعود ، فالعالم أخذني من وطني !.
ولكني أحبك يا وطن… وأحب جميع عائلتي ، فكونوا شهود …

Ghalib Tayfour

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.