الجمعة , مايو 10 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة

هل يجوز ؟؟؟… (2)


اجتمعت مع اصدقائي بقيادة استاذ (عادل التجاني) وتركوا جميعهم اعمالهم وشرحت لهم ما حدث بين مصدق ومكذب ، وانتهيت من كلامي والجميع ينظر لي بعين الريبة ، وكأنني ارتكبت جريمة ، وبدا صديقي (عادل) يحصي الاجراءات القانونية التي انتهكتها ، بل وبدأ يكتب مذكرة دفاع وهم يساعدونه في اخراجي من الجريمة ، التي قد يصل فيها الحكم الي سبعة سنوات علي حسب اراءه القانونية ، ولم يقطع حديثهم سوي صوت أحد العمال يصرخ:
بأن في الهاتف الأرضي فتاة تدعي (صفاء) تطلبك وحقيقة لم اقع من سلم (استاذ عادل)  الا ذاك اليوم ، وجميعهم خلفي حتي وصلت الهاتف بآخر نفس ، ولم أقل سوي الو… الو.. وجاءني صوتها كالنسمة ، وقالت لي:
هل انت جاد فيما طلبته مني ، فقلت لها :
نعم ..نعم ..نعم ثلاث مرات كافيات مقنعات ، ضحكت بهدوء ، وقالت لي:
اثبت لي انك عاقل حتي أصدقك .
كان سؤالها غريبا”، وجميع اصدقائي حولي مندهشين  ، فخطف الهاتف من يدي (سامر ) وقال لها :
أنا سامر اخو (نجلاء) زميلتك ، وانا من رشحك وهو عاقل ، فصمتت وصمتنا جميعا ، وقالت له:
دعني أفكر وسوف أرد عليه غدا” ، وسمعنا صوت الهاتف يغلق .
وعدنا والجميع يحملني لمكتب عادل بعد السقطة التي كادت تكسر قدمي ، ودخلنا في اجتماع اجرائي ، وتغير القانون من انتهاك وتعدي الي ازعاج عام وتعدي علي خصوصية وسنين عقوبته سنة وهو أخف ضررا” .
اما (سامر) فقد كان يتبسم وهو سعيد ويعتقد ما يقوله عادل هو من القانون الموجود دائما في ذهنيته ، ودائما معنا الصديق( الصادق يوسف) فهو مهندس مفصول من ادارة الكهرباء ويمتلك محل الكترونيات ، فتجده متمسكا” برأي (عادل) ويردد ارشاداته لي:
ابتعد من (الإلتماس) ، وتجنب الأرضي ، وخليك واعي للخطوط المتداخلة ، رغم ذلك فهو رجل طيب وجميع الذين اعرفهم يرتبطون  بحياتهم العملية حتي أسرهم تتشابه معهم في المفهوم ، وهذا هو التشابه الفطري .
عدت للمنزل وأنا فرح وكاني عصفور تبلل بالماء ، حتي شباب المنطقة احسوا بان هنالك لهيب حب قد لفحني ، و كانوا يتغامزون وانا معرضا” عنهم فأريد أن اعيش قصتي لوحدي .
السادسة صباحا” كانت مكتبتي تفتح ابوابها ، رغم اصابتي وقدمي التي تؤلمني ، والتي لم يسألني منها احد ، ولكنها ثمن النضال من اجل الحب ، ومضي اليوم واصدقائي يتشاورون  حتي اتصلت ، وكانت المكتبة ممتلئة عن آخرها ، وقالت :
أنا قريبة من المكتبة ومعي والدتي ، وقد اخبرتها وتريد ان تتعرف عليك ، ونحن في الطريق اليك ، هذا اذا كنت جادي ، لم اتمالك نفسي قلت لها :
أنا الجدية نفسها ، ولو اردتي سوف أحضر لك الآن ، قالت لي :
لا انا وامي سوف نحضر للمكتبة وسنأخذ خمس دقائق من وقتك ، قلت لها:
قولي خمسين سنة مائة سنة المكتبة ستسعد بوجودكم ، وقطعت الاتصال وانا مثل الذي لسعته كهرباء كما يقول (الصادق) يبدو أن المباراة كادت أن تنتهي وأنا منتصر ، أنها موافقة ضمنية فطالما تريد امها أن تراني (فصفاء) موافقة ، لقد تساقطت مني الاوراق ، وصرخت انادي اصدقائي: اجتماع ..اجتماع ، وكان الاجتماع معقود علي قدم وساق ، انها التوصيات الأخيرة ، وكل يدلي بدلوه ، لعن الله سلم (عادل) فقد سقطت منه للمرة الثانية ، ولكني لم أشعر بها هذه المرة ، ونفذت التوصيات التي خرجنا بها .
فقد ذهبت للحلاق الذي بجوارنا أزال جميع الشعر برغم قلته لكنني خفت أن اصبح اصلع ، واحضروا لي ملابس جديدة كل إختطف شئ ، ووجدت نفسي في ظرف نصف ساعة عريس ، وجلست انتظرهم في منضدة المكتبة ، حتي شاهدتها كالبرق في عيني ، وخلفها تظهر ملامح امراة في نهايات الخمسينات ، حتي اقتربوا ، وكانت (صفاء) تسبق امها ، وانا معتد بالملابس والحلاقة ، واحمل نصائح اصدقائي في عقلي ، سلمت علي اليد الحريرية ، وهي ممسكة بيدي وتقدمني لوالدتها :
عاصم يا ماما ، نظرت لأمها وأكاد اقول أني أعرفها ، فقالت لها امها
وهي تنظر لي مليا”:
أعرفه جيدا” ( عاصم ود محاسن) ، وكأني وقعت من الطابق العشرين ، أنها (سعاد)  جارتنا ، قالت  لأبنتها :
لقد انتهي الأمر ، هيا يا أبنتي فقد حضرت لأتاكد فقط من اختيارك ، لكن أتمني أن تجدي انسانا آخر ، حاولت ابنتها أن تسأل عن المشكلة  ، وانا صامت خجل من سوء حظي الذي رماني في أبنة( سعاد) .
وخرجتا ، واصدقائي يتهامسون ، وانا جالس صامت وأكاد اختنق من العبرة .

(يتبع)

Ghalib Tayfour

 

 

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.