الموتُ في كلّ حينٍ ينشُرُ الكفنا **
ونحنُ في غفْلةٍ عمّا يُرادُ بنا **
لاتطمئنَّ إلى الدنيا وبهجتها **
وإنْ توشّحْتَ مِنْ أثوابها الحسَنَا **
أين الأحبّةُ والجيرانُ؟ ما فعلوا؟**
أين الّذين همْ كانوا لنا سكَنا **
سقاهمُ الموتُ كأساً غيرَ صافيةٍ **
فصيّرتْهمُ لأطباقِ الثّرى رُهُنا **
لقد تضاءلت الكلمات وامسي الحديث معادا” في كل المقالات ، أكثر من سبعين قروب واتس ، وأكثر من مائة صفحة في مواقع تواصل بين الكترونية ، أو أغلب انواع التواصل عبر السوشال ميديا ، أتنقل بينها للتواصل في حضرتهم ، والحصيلة نسخ ولصق ، ومقال جميل يستحق النشر ، ومقال قديم .
لقد أدمن شعبنا التقليد ، وفساد حكومة المؤتمر الوطني يعلمه القاصي والداني ، حتي أنها اصبحت تتنفس فسادا” ، ولا يكاد يمر يوم دون جريمة ، واذا حدث ولم يرتكب شيئا فتاكد ان هنالك مصيبة أكبر سوف تحدث ، لقد أرهقت عيوننا من جراء النسخ ولصق والنظر للبلاوي المتلاحقة ، واصبحنا ندمن مفاسدهم ، وتجدنا نتسابق لنشرها ، كاننا نسعد بها ، وتكتمل سعادتنا بالسبق الصحفي ، لأول الناشرين لجرائمهم ، ولا ينقصنا الا نهنئ بعضنا بأننا أول من علمنا بهذه المصيبة او هذه السرقة ، او هذه المفسدة ، يوميا” تتواتر علينا رسائل تكرر نفسها ونكررها نحن ، ولا نجد فيها الا مضيعة لزمننا ومضيعة لمالنا ، وجميع الذين يتقافزون في المواقع لو استجابوا لنداء العصيان أو تظاهرة بديلا للنسخ واللصق لسقط هذا النظام منذ أمد بعيد .
ولكن سقف طموحاتنا لا يتعدي إختطاف مقالات جديدة تسعد القراء ، أو ارسال فيديو يحرك المشاعر بالغبينة علي هذا النظام الظالم المستبد ، والغريب في الأمر فقد صار نظام (المؤتمر الوطني) لا يهتم فقد تأكد له بان الشعب قد احب الخنوع ، وعشق الإستبداد ، وهذه هي أفضل السبل لمسايرة الشعب بنظام (جوع كلبك يتبعك) ، وكل ما توغلنا داخل الأسافير تجدنا بين (محاسن كبي حرجل) التي اضاع شبابنا في حكاياها آلاف (القيقات)، ليأتي خبر إيقاف إستيراد الاغذية من دولة مصر ، فننزلق معه وتتواتر الصور ونترك راس ونبحث عن الجلد ، فتسقط الينا من السماء الشيخة (موزا ) وتسوقنا الي المهاترات مع المصريين ، وجميعها قضايا إنصرافية ، ولم ناخذ نفسنا لنرتاح حتي تنطلق الاشاعات من كل صوب وحدب ، عن صراعات الحركة الشعبية وتكوينها ، وهذه هي قمة الإنصرافية ! ، وكل ذلك دليل علي نجاح نظام (المؤتمر الوطني) الفاسد في التلاعب بالقضايا ، وفتح بوابات إنصرافية ، ليعصف بالمعارضة القيادية والشبابية والنسائية ، فكيف لنا ان نهدر طاقاتنا في القضايا الجانبية وهذا النظام يتفشي مثل السرطان في جسم الوطن .
يجب علينا نغلق باب الإشاعات المهدرة للوقت والمال ، ونبحث عن سبل تقدمية تعصف بهذا النظام الي مزبلة التاريخ ، يجب أن نوقف اي عمل لايقدم قضيتنا ويصرفنا عن جذور المعضلة ، لا تهمني الاشاعات والصراعات ، الخاصة بالحركة الشعبية فهو كيان مؤمن بقضيته والإختلافات مجرد اراء متواترة وهو يملك القدرة علي ترميم نفسه والوقوف من جديد في وجه العاصفة ، كما لا تهمني (الشيخة موزا) فما تأخذه اليوم لمتحفها سأعيده غدا” في ظل الحكومة الديمقراطية التي تضع الوطن في حدقات عيونها ، كما لا تهمني (محاسن) فستعود غدا” لجامعتها في ظل نظام يؤمن بثقافة بنيه .
إن ما يهمني هو –وطني– الذي يهوي في الدرك الأسفل من قاع الجب ، ويحتاج لرجال لاينظرون الا امامهم ، لإقتلاع هذا النظام ، ويعلمون بالقضايا الإنصرافية والقضايا الحقيقة التي تستحق أن نتناولها بتفكر وروية ، والتي تفكك هذا النظام الجاثم علي صدورنا ، ونضعه في قالبه ؛ وهي السجون المغلقة ليكونوا عظة وعبرة لمن يعتبر .
أجد نفسي مع كوكبة من المستنيرين حتي أنني اشعر بضاءلة تفكيري معهم ، ولكنهم صامتون ، رغم رجاحة تفكيرهم وغزارة علمهم ، واتمني منهم الإقدام ، فالوطن يتأخر ، والطغيان يستشري ، والأمل في إصلاحه يتضاءل .
تقدموا يا كوكبتنا المستنيرة ، فلم نسمع بانسان قد لقى أجله في غير أوانه !! …
Ghalib Tayfour