Laa-Laa لا لا موقع شباب السودان الحر
الكيكة المسمومة …
دائما يغرد رئيس الجمهورية السودانية المستلب للشرعية بتغريدات ، تتنافي مع ماضيه وتكذب حاضره ، وتعبث بمشروعه الحضاري المزعوم ، وتعود بنا الي بياناته التعبوية الجهادية التي كان يطلقها في سالف عصره المحضور ، وهو يدعو ويتداعي بالإستقامة ، ويبتدر تصريحاته الماجنة : ( أن العمل والمناصب الدستورية والتنفيذية ما هي الا تكليف وليست تشريف كما يظن البعض منكم ، وانها اعباء يسألنا عنها المولي عز وجل ، ونسأل المولي أن يوفقنا ومنسوبينا علي تحمل مشاقها ) ، فسبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا ، فقد اصبحت التكاليف والاعباء والمشاق بين ليلة وضحاها ، ما هي الا كيكة يصعب إقتسامها ، من فرط الأيادي الكثيرة التي تتصارع لإقتسامها .
ان الكيكة التي تمتد الايدي لاستلابها ما هي الا كيكة وطن منهوب تدحرج في قاع سحيق ، ووصف هذا المريض لتوزيع المناصب الدستورية لجمهورية السودان بكلمة كيكة ما هو الا إنتقاص لقدر الوطن ، وسوء تقدير للمواطن، وإيلاج المصطلح هذا لايعدو سوي إيعاز بغنيمة تم سبيها ، أو الاستيلاء عليها بطرق غير مشروعة وهذه حقيقة ، ويحتاج السارق أن يرشي المرضي الذين زاحموه وشاهدوه وهو يستولي عليها ، وبالطبع هم يشابهونه في تفكير والنظرة الدونية ، وتتملكهم ضعف الرؤية الدينية والوطنية ، فوجب عليه منحهم ووجب عليهم القبول ، ولو جزء بسيط من الغنيمة ليسكت بها افواههم ، ويحفظ بها ودهم ليكونوا أعوان له في الشر.
وانتقاء البشير لكلمة الكيكة ينجلي بها معدنه وسوء منبعه ، فكلمة تهبط بك سبعين زراعا” تحت الأرض ، وآخري تصعد بك الي السموات العلا ، ولكنها من صميم معدنه . والالفاظ التي تخرج من فيه تعكس البيئة التي تدرج فيها ، والفهم الذي استقاه وتوضح أن إرادة الجبار هي التي اختارت أن يحكم هذه الأرض الطيبة -والمؤمن مبتلى- !!.
هذه الكيكة تشكل أرواح الشعب ، مجملة في مواطنيه الذين عانوا الويلات ،و تألموا من جروح الماضي وأنات الحاضر ، سبحوا في بحور الخرائط المترامية ، يتصارعون في غياهب الطغيان الذي شق نسيجهم الإجتماعي ، وفصل الوانهم ليطرز بها ستارا” يحميه ، وشق جروفه نيله ، ليحمي نفسهم من توحد ابناءه الأبرار .
ولكن الى حين ؛ فسيتساقط الزمن وينقشع التاريخ ، ليحفل بدمار إرثكم المقيت بين جنباته ، في ليالي المستقبل القادم ، ويعود الضياء يفتح أنواره شرقا ليجد (جبال توتيل) تئن من اوجاعكم ، وتنام الشمس علي صوت الإبادات الجماعية غربا” ، وتترنح الشمس علي ضياء الجنوب التي غربت من حضن الوطن ، وتتهادي علي شمال السودان المهجر بالسدود والمزروع بالنفايات السامة ، فلا تعود الشمس تحفل بالعودة .
اقتسموا الكيكة كما شئت أيها البشير، وأكثر من الأيادي التي تعجلت ، ولم تغتسل حتي لتناولها تحسبها كيكة شهية ، ولكنها كيكة مسمومة تمتلئ بدماء الأبرياء ، وعذاب الفقراء ، ودموع اليتامي التعساء ، فلم يعد الوطن يحفل بتناول وجبة الاشقياء !! …
Ghalib Tayfour
