الأحد , مايو 5 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / مكتبة سامح الشيخ / سينمات في حياتنا

سينمات في حياتنا

سينمات في حياتنا

لثمتني الان نسمة من نسيم انعش لي روحي ، فتذكرت تلك الايام المهيبة ، التي كان بها وقت تعطيه الاسر لنفسها لتروح عن نفسها ساعات ، وكان الترويح يريح النفس ، وتختلج عواطفها ومشاعرها محبة والفة ، ولم يكن تمدد  الكيزان الجدد والدواعش الذين يعيشون بيننا لتنكيد كل اللحظات الجميلة الباقية ونحن لا ندري والتي نريد ان يحيا ويعيش ابنائنا ومجايليهم  مثلها ومثل ما استمتعنا نحن بها واستمتع بها ابائنا من قبلنا وامهاتنا   ولكنك ستدري حين تسامر احدهم سمرا روحيا ، لن يفقهه اصحاب الفهم الظاهري والسطحي انهم يريدون تحريم وتجريم الفنون  و  كل الجمال    عبر تدينهم الشكلاني الذي يدعوا لتشجيع النفاق عبر الارهاب والعنف ، ولو اعطوا فرصة ليكونوا في هذا الكون وحدهم دون علمانيين وتقدميين وليبراليين واشتراكيين يحبون الحياة  الذين يقابلون ويرمون  بعداوة لحبهم  للحياة لانهم يدافعون عن الجمال والفنون والحياة لذلك  حاولوا  ان لا ترموا اعداء الحياة الدنيا بعداوة  مثلها قدر الامكان   فالعداوة لن تغير ما بقوم لكن المحبة في  اعتقادنا بها كما اعتقاد القوم التركوا النوم الذين قالوا المافيهو محبة ما عندو الحبة فهي غيرت كثر وظني ان محبة هابيل لقابيل هى اعلى انواع المحبة على الاطلاق وجاءت كلاما منزلا من عنده سبحانه وتعالى قرأنا يتلى ،) لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (29) فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (30) فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ ۚ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (3 فانظروا لهذا التصوير المرئي للحادثة برغم جريمة القتل انظر لمحبة هابيل ظني ان قابيل تغير بعدها وتاب توبة نصوحة . وكل من لا يرمي بالعداوة من رماه ويصبر حدود الصبر هو وارث للمحبة الفطرية عن هابيل بن ادم . واقوى انواع المحبة هي تلك التي تاتي بعد عداوة.
الا انه على العموم كل اللحظات الباقية بيننا على الفطرة وعلى الاية الكونية السامية وهي اختلافنا ، ان جميع ذكرياتنا مع كل من مر في حياتنا هي في دور السمر وهي اثنان منزلية وشوارعية او رسمية وهي  دور الرياضة او دور المسارح والسينما سوح الدراسة بمختلف مراحلها  والكازينوهات ،او عائلية في الافراح والاتراح.
اتذكر بداية الثمانينات وفي احد امسياتها اول ذهاب للسينما في حياتي كان يوما ليس كغيره من الايام ، اصطحبنا في ذلك اليوم وفد رفيع المستوى بقيادة اسباب جمال الكون في حياتنا وهن السيدات عشة خضر رحمها الله وبنتها رحاب والسيدة ليلى النور وبنتها عفراء والسيدة اسماء النور وبنتها صفاء وابنها جمال ،والسيدة اسيا النور وابنها سامح ،ذهبنا من الختمية مرورا بجنينة عبود وتوغلنا عبر الحدود الى حي الاملاك ثم عبرنا شارع موقف الحاج يوسف وتقدمنا سيرا على الاقدام حتى تركنا من وراءنا  على اليمين العذبة واحد بنات وبنين وعلى اليسار نادي الاملاك ،وولجنا نحمل تذاكر الدخول لسينما حلفايا التي صارت نصف في ايدينا وانصاف اخرى شقيقات للتي بايدينا القاها من يقف على باب دخول مسرح السينما وارتقينا السلالم ونحن نرى شاشة مهيبة ضخمة لم نر لها مثيل من قبل وجلسنا في المكان الذي كتب عليه لوج في التذكرة ، وبعدها اطفئت الانوار وبدا الفلم الذي كان انتاج العظيمة بوليود وهو فلم عدالتي والبطل الذي يدعى اشك الذي انتقم لمقتل اخته الجميلة ،خرجنا من الفلم ونحن نكثر من الالحاح على تعلم فنون الكراتيه والقتال ، وتوج لي ذلك بدخول دورة سباحة وتاكوندو منتصف الثمانينات بفرع الرياضة العسكرية باحد الاجازات الصيفية المدرسية.
تكررت الذيارات العائلية وغير العائلية لدور السينما بالخرطوم بحري بعدها فكانت المتابعة من الصحف في صفحات اين تقضي امسيتك وكانت سينما كل من الصافية وكوبر والوطنية وحلفايا سينما حاضرة.
لكن يظل اول يوم اذهب فيه لسينما خارج مضارب الخرطوم بحري  حاضرا بالذاكرة وكان ذلك اليوم هو يوم ذهبنا برفقة عمي عبد المنعم الشيخ انا وكل من محمد سليمان وايمان سليمان ، وكان ان شاهدنا الاعمال الكاملة الكوميدية  الاسطورية  الصامتة لشارلي شابلن حيث كان ذهابنا لسينما الازرق ذهبنا راكبين بالمواصلات العامة ورجعنا سامرين فكهين ضاحكين مستبشرين على ارجلنا عبر شارع النيل ونسيمه المنعش للروح المفيد لصحة البدن وكان معه حق العم منعم الشيخ لاختياره طريق العودة راجلين فعبرنا كبري النيل الازرق عبر المكان المخصص للمشاة الذي في منتصفه تلك الفلنكات الخشبية التي فعل بها الزمن ما فعل وهي ما فتئت تقاوم برغم نيل الزمن منها وحفره فيها اغوار كفيلة لاسقاط غير المنتبه عبر فتحتها داخل العظيم المندفع من هضبة مكادا العظيمة واهلها العظام اخوتنا باثيوبيا والتي لاسمها اليوناني هذا نفس معنى  اسم السودان بلغة الضاد، مررنا بعدها بكازينو النيل الازرق والمخازن والمهمات والنقل الميكانيكي ثم حديقة اركويت فمطعم الاندلس عند تقاطع شارع المزاد مع شارع البلدية ،وجدودنا زمان وصونا على الوطن وعلى التراب الغالي الذي ان استمر حال هولاء اما ان يصير لدولة  قطر كما صار الان شريط نيله الازرق  عند ضفته الشمالية نواحي الخرطوم بحري مكان طيب الذكر النقل النهري او الوابورات ، او صار سعود وهابي العقل والهوى مع غزوهم الفكري الذي يصوب السهام نحو اهل السلسلة والسجادة التي نشرت الاسلام عبر حكمته وموعظته الحسنة وجوهر ومقاصد الدين .واهل التنوير والثقافة الذين يكفرون الان عبر منابر التكفير العلنية كأسهل ما يكون وتأليب البسطاء على من يحبون لهم ولغيرهم الحياة .

سامح الشيخ

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

ما بين( الحلو) (وعبد الواحد) وترق (مرق) وسلام جوبا // سامح الشيخ

Share this on WhatsApp اولا دعنا نتفق ان كل اسم علم ورد في العنوان يمثل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.