الأربعاء , مايو 15 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / مكتبة سامح الشيخ / الخطر القادم إلى السودان

الخطر القادم إلى السودان

الخطر القادم إلى السودان

ان ما يقوم به الماسكين والمسيطرين على كراسي السلطة بالسودان حزب البشير ورهطه ، لم يكفيهم ان ارجعونا للخلف سنين عددا ، باعادتهم لشرور القبلية واذكاء جمرتها داخل السودان وذلك عن طريق تسليح القبائل عن طريق مليشيات تحارب مع الجيش المفترض به  انه نظامي ،لكنه صار نظامي مدجن واليف لا يحمي الدستور والقانون  ،بل جيرت شراسة جنوده وقادته التي التي يجب ان تكون من اجل حماية المواطن ودولة الحقوق المتساوية التي يعيش بها الا انه  صار يعمل بدون اي اعتبار للقانون او الدستور الذي من واجباته  حمايته بل صار مشاركا في القمع داخليا وخارجيا  ومشاركا في كل الاعمال الغير دستورية وغير القانونية والتواطؤ مع السلطة وقبوله العمل جنبا الى جنب مع مليشيات قبلية يحميها رئيس الدولة وتأتمر بأمره وقبوله بمليشيات اخرى عقدية حزبية ووحدات جهادية تأتمر بامر الحزب ،ارتضى القادة والجنود النظاميين العمل مع كل هذه العشوائية وعدم احترام القانون مقابل المخصصات وحقوق ما بعد الخدمة .
اما الخطورة الاكثر فاجعة هي مشاركة القوات السودانية سواء ان كانت نظامية او شبه نظامية في ما يسمى بعاصفة الحزم ،التي تقودها المملكة العربية السعودية باليمن التي قالت عنها القيادة السعودية ابتداء من الملك انها معركة اعادة الشرعية لليمن ونسوا ان يعيدوا الشرعية للسودان واستعانوا او قبلوا بخدمات الحكومة السودانية التي تعتبر هي ايضا غير شرعية ،خطورة الامر تكمن في ان الدعاية الحربية ليس كما يقول الساسة علنا  فمن وراء حجاب هم   يذكون الفتنة الطائفية التي نعتبر نحن بعيدا عنها بالسودان لكن هذه المشاركة ادخلتنا في قلب تلك الفتنة ذيادة على نيران الحروب الاهلية التي نعاني منها ادخلتنا الى صراع سنة شيعة الذي لن تنهيه حروب ولن ينهيه حلف عاصفة حزم او غيره سينهيه فقط القبول بالتعايش وحفظ حقوق كل طائفة ، الان يتصور معظم البسطاء الذين تمر عليهم خدع التعبئة الطائفية والاتجار السياسي بالدين  ان الجيش السوداني مشارك لحماية المقدسات الاسلامية في حين انه مشارك من اجل حماية سلطة طائفة تريد ان تستولي على سلطة الطائفة الاخرى وبالوكالة حيث ان اليمن هي ظل الفيل بينما الفيل المقصود بهذه الحرب ولم توجه له عاصفة الحزم نيرانها واسلحتها يوجد على الضفة الاخرى من الخليج يرقد بسلام امن مطمنا من النيران وجحيمها التي يرمي بها تحالف عاصفة الحزم ليموت بها اطفال ونساء وشيوخ وعزل مدنيين باليمن ، اي انه صراع بين طائفتين على السلطة به ما به من العنف الدموي والقتل والكراهية بين الطائفتين لدرجة ان كل طائفة تقول ان الطائفة الاخرى اخطر عليها من خطر الصهيونية وبهذه الخدمة التي ساهم بها شيوخ السلطان تشكل ما يعرف بالشرق الاوسط الجديد وهو تحول العدو من صهيوني الى حروب طائفية وعداء تاريخي خمد لفترة بين مسلمي الشرق الاوسط ، هكذا سيتم نقل عقيدة الكراهية للسودان نحو الطوائف الاخرى ونسوا ان السودان نفسه يعتبر طائفة اخرى ثالثة منذ دخول الاسلام السودان عن طريق الصوفية  .
كل هذا الان يتم عن  طريق الدولة التي زجت بسودانيين للمشاركة في مثل هذه الحروب الطائفية ، في حين انه من واجبات الدولة ان ترعى حقوق جميع الطوائف التي تعيش بها وتكفل مشاركتهم في اداء عقائدهم وتضمن مشاركتهم في الحكم وقسمة السلطة بدون ان تتعدى احداهم على الاخرى ، الا ان دولتنا ضيعت هذا المعنى للدولة وصورت ان الدولة يجب ان تنحاز لدين الاغلبية وهو الخطا الذي يذيد من الخطورة وهو خطأ استراتيجي واقع به جميع الدول كما تسمى من المحيط الى الخليج بضفتيه السنية والشيعية ،فهذا حريق مشتعل لن يطفأ الا بمعاملة الدول لانسانها بكرامة بعيدا عن كل اشكال التمييز . وهذا ما حدث بتركيا حيث تتعايش جميع الطوائف ومن مختلف الاديان دون ان تتعدى احداهم عن الاخرى لان الدولة التركية تقف على مسافة متساوية بينهم وتحفظ حقوق كل طائفة .

سامح الشيخ

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

ما بين( الحلو) (وعبد الواحد) وترق (مرق) وسلام جوبا // سامح الشيخ

Share this on WhatsApp اولا دعنا نتفق ان كل اسم علم ورد في العنوان يمثل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.