الخميس , مايو 2 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / مكتبة لنا مهدي / حول إعادة كتابة تاريخ السودان (تفكيربصوتٍ عالٍ)

حول إعادة كتابة تاريخ السودان (تفكيربصوتٍ عالٍ)

حول إعادة كتابة تاريخ السودان
(تفكيربصوتٍ عالٍ)
•••
لنا مهدي
•••
تاريخ السودان ككل بحوجة لإعادة كتابة بأيدي مؤرخين منصفين باحثين عن الحقيقة وحدها
بعيداً عن عين الانبهار المفضي للوقوع في شطط التحيز 
بعيداً عن عين التحامل المفضي للوقوع في شطط كراهية الآخر وشيطنته
بعيداً عن جلد الذات
وبعيداً عن (أنا ومن بعدي الطوفان)
التاريخ المكتوب بحيادومنهجية وعلمية، في الأصل هو وعاء حافظ للحقيقة وحدها
وليس متكأً لمجد يفيد منه اللاحقون على حساب السابقين
حتى لا يكون كريديت للواحد على حساب الآخر
وحتى لا يصبح التاريخ المصنوع بأيدي آخرين عداد رصيد سياسي لمن يليهم دون أن يجهدوا في كتابة سطر في صفحة التاريخ المتكئين عليه
التاريخ السوداني تمت كتابته بقلم رصاص كلاسيكي غير مبري جيداَ وبطرفه ممحاة تمحو وتثبّت حسب الأهواء
بينما  المبحر في في التاريخ السوداني وفي الشأن السوداني ككل ينبغي له أن يستصحب معه شراعيْ موضوعية وحياداً إيجابياً
إذ لا يصح وفعل الكتابة والمشاركة في الهم العام الحياد السلبي الذي ينتهجه بعض ذوي الياقات المنشاة الذين يخشون مغبة الرأي فينأون كما ينأى السليم من الطاعون- من بؤر التصنيف والتعليب والقولبة التي يجب أن يرحبوا بها كلها  لو كانت ثمن رؤاهم!
لا بد من إعادة كتابة تاريخنا الحديث والمعاصر دون أسطرة ودون تحامل ودون جلد ذات لربما نستطيع العبور بعدها بالوطن لشطآن الأمان ماخففين من حمولات التحيز أو الكراهية للآخر المختلف أو كليهما..
تاريخياً.. الخطأ الرئيس والفادح الذي نقع فيه اعتبار انقلاب ١٩٨٩ هو بداية كوارثنا بينما الكوارث تواصلت حتى في ممارسات الديمقراطيات، فالفترات الديمقراطية اعتبرناها أزهى الفترات السودانية وهذا خطأ مركزي وقعنا فيه
كان زهرة شباب السودان لا يطوون أحلامهم ويحملونها بين جوانحهم خفية بل يدحرجونها أمامهم ويوشكون أن يبلغوا مسها بأصابعهم، اعتقدوا الدنيا ديمقراطية حقاً والوطن واعد برغم الغيم والظلال ولكن كل شيء يهون فقد قال محمد أحمد المحجوب مشاكل الديمقراطية لا تعالج إلا بمزيد نمن الديمقراطية أو كما قال، اليوم جمعة والناس يستعدون لجلسات سعيدة ويهمون بإعداد الفطور السوداني التقليدي زمان قبل أن تلغى وجبة الفطور بعد أن عودت الإنقاذ الناس أن يهاجروا  زرافات ووحداناً خارج المنزل طلباً للقمة العيش ولا يجتمعون إلا عشاءً!! الوقت وقت بكور وفجأة تدق الموسيقى الكريهة إيذاناً بشؤم وبوم حلا على البلاد، البيان رقم واحد وعرفنا وقتها مصيبة حطت على البلاد أسمت نفسها الإنقاذ وكما قال البيان رقم واحد :” لإنقاذ بلادنا العزيزة من أيدي الخونة والمفسدين لا طمعا في مكاسب السلطة بل تلبية لنداء الواجب الوطني الأكبر في إيقاف التدهور المدمر ولصون الوحدة الوطنية في الفتنة والسياسة وتامين الوطن وانهيار كيانه وتمزق أرضه ومن اجل إبعاد المواطنين من الخوف والتشرد والجوع والشقاء والمرض ” فتأمل ما حل بالبلاد بعد 27 عاماً هل ضاع حلم الشباب الواعد أم أوشكت البلد نفسها أن تضيع؟!!
مشكلتنا التي ما زلنا نجترها أننا ركزنا على الانقاذ ولم نتناول بالنقد العادل والتشريح بمبضع جراح مقتدر فترة الديمقراطية الثالثة والتي كانت كارثية..
ولو لم نفعل ولو لم نواجه أنفسنا بشجاعة ستذهب الإنقاذ وستبقى خيباتنا..
ومن التركات التاريخية الثقيلة
تركة القائد الملهم
تلك مشكلة تاريخية خطيرة توارثتها قوانا السياسية
وكاريزما القيادة عندها تصبح كريديت وسيفاً مسلطاً على رقاب ذوي العقول النقدية
لذلك من المهم جداً أن تتفكك كاريزما الفرد لصالح المؤسسة ومهم جداً  أن يكون الولاء والانتماء للفكرة وللمشروع  وليس للشخص
من السهولة بمكان تعبئة الجمهور وتوجيههم تجاه رمزية  القائد والإفادة من ذلك سياسياً (ودة لعب على المضمون)  لكن الأشق والأصعب تعبئتهم وتوجيههم لصالح نصرة الفكرة والقضية التي يحملها نفس  الشخص.
الكاريزما لو لم يتعامل معها صاحبها ومن هم حوله بحذر وحيطة  حتماً ستحول الفرد لقيادة صمدية ، الأحد الصمد الذي لا يقبل المخالفة ولا النقد حتى لو نقد موضوعي 
والضحية الوطن وإنسانه الأغبش المهمش البسيط..

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

*قوى الاجماع الوطني* *بيان مهم* *تعديلات الموازنة زيادة لمعاناة الشعب بإعادة تجريب المجرب*

Share this on WhatsApp*قوى الاجماع الوطني* *بيان مهم* *تعديلات الموازنة زيادة لمعاناة الشعب بإعادة تجريب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.