الإثنين , أكتوبر 7 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / مكتبة غالب طيفور / مراجع متقدمة …

مراجع متقدمة …

مراجع متقدمة …

إن إهتمام دول العالم الأول بتحقيق (العدالة) ليس نتاجا” لصدفة ، ولا هو ضربا من ضروب الحظ  ، إنما تخطيطا” مدروسا” ومنهجا” مستخلصا”  من ثورات وصراعات ، أودت بحياة الكثيرين بعد ان ناضلوا نضالا” مرا” ، وكابدوا بصليل السيوف ، وسنان الرماح ، وتجرعوا كأسات المنون ، كي يخرجوا بتجارب مثمرة ، وعظات قيمة ، وعبر تضحياتهم  إنداحت امامهم  خطوطا” مستقيمة لتنذرهم من السنين العجاف التي أغرقتهم فيما مضي وكانت شرا” مستطيرا ، فبنوا من ماضيهم حاضرا” ، بعد ان نبزوا الحكومات الشمولية والديكتاتورية التي سحبتهم الي سحيق الهاوية ، وإستلبت منهم السلطة وأرست فيهم مراسي التنكيل ، والبطش والهيمنة . 
فجاءت هذه الاجيال المستنيرة ، لتضع التاريخ امامها وتخطو نحو المستقبل وتقلب الطاولة ، وتستفيد من جني ثمار الدماء التي رخصت وهانت طلبا للحرية والديمقراطية والمساواة والعدل ، هذه الكلمات التي تتتشبع بمعاني عميقة من السمو .
فكانت أولويات هذه الدول العالمية الاولي في إنطلاقتها إجتناب سواءات الانظمة القمعية ، وعدم إستلابها للسلطة من جديد فخلقوا التوعية الشعبية ، ونشروا ثقافة لمعني الحرية عملا” وتطبيقا ، بعد أن أكدوا لشعوبهم عن  فشلها في تحقيق الحرية والعدالة  الحقيقة ، كما أيقنوا أن لامناص للصعود الي السمو والرفعة والازدهار الا عن طريق معبر واحد هو : العدالة اولا” بمنهج ديمقراطي فترمي بظلها من خلال مظلة عتيقة لتبسط علي مواطنيها الأمن ، ولكي يحققوا ذلك طبقوا  القانون علي الجميع بلا استثناء ، وهو مسار حديثنا : العدالة الجرم والعقاب والتي تندرج في نطاق القانون التنظيمي لكل دولة علي حد ، يكون اساسها الحقيقي هو التطبيق السليم الذي يكون دائما هو المطب والنواة  وأس المعضلة ، وعندما يبقي القانون سقفه يشمل الكل ، مبتداه برأس الدولة ومنتهاه بلامنتهي ، فتبقي ستائره شراعات تغطي كل من تحتها ، ووطاءته تطأ الشمول والكمال ، فيبقي علي الناس ان تخشاه ، وتهابه .
وحتي نكون صريحين في الفكر والمعتقد كل القوانيين الموجودة علي هذه البسيطة والتي في اصلها تتطابق مع العقل والمنطق يقبلها الإنسان ، وتكون في اساسها منصفة وعادلة ، بغض النظر عن منهجها اذا كانت اشتراكية او شيوعية او ليبرالية او العلمانية او إسلامية ، وجرت عليها الأحكام واسستها الديانات الربانية او العقلية الآدمية المتزنة  او اجتهدت فيها العقول التي تتشبع بالحكمة والمعرفة ، والتي تنادي بنجاة الانسان من الإضطرابات والحروب والصراعات والجرائم الشاملة ، وهدفها الأمن والأمان والإطمئنان ، وتأسست لتكاثر الإنسان بنظم قويمة خالية من موازين الإنجراف في الملذات ، والنذوات اللا محدودة بدون قيود روحية او قانونية او اجتماعية تدور في دائرة مراعاة شعور المجتمع فهي مقبولة ، وتشريع التعاملات الحياتية الواضحة ايضا مقبولة لحسن تطابقها مع واقعنا وسهولة الاجماع عليها هي مطلب مستثاق يحبزه الإنسان ليقضي حياته بوتيرة منتظمة بعيدا عن التوتر والتلويع والإحتكام والإصطدام والصراعات العقيمة المهلكة ، وهو ما يطلبه الإله رغم فلسفتنا المجتمعية ، فجميع القوانين منبتها الأديان ، فلا يوجد جرم يحفز عليه الإنسان ولا الدين  ، ولا ثواب يعاقب عليه الانسان ولا الدين ، الا في ظل نظام مقلوب الاقدام ، او يتنافي منطقه مع مصالح محسوبيه ، وهذا هو أس البلاء .
حتي يرجح الميزان يجب ان يكون الكيل موازي للكمية ، وحتي ينتصر العدل يجب ان يكون المظلوم مؤمنا بالقضية ، وحتي يتقهقر الظلم ، يجب ان يكون الحق علي قدر المسئولية ، واذا لم يستشعر الجميع بأن التغيير واجب ، وأن الأوطان تبني بالتضحيات
فتبقي هذه هي الرجعية …

العدالة تحتاج تضحيات ،،
والاوطان لا تبني بالأمنيات ،،
والحرية لا تحققها المقالات والتلفزيونات والإذاعات ،، 

Ghalib Tayfour

Merken

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.