الجمعة , مايو 17 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / مكتبة الطيب محمد جاده / سرطان القبلية في سوداننا

سرطان القبلية في سوداننا

سرطان القبلية في سوداننا
المشهد الراهن الان في السودان أننا نغرق جميعاً وبالتدريج في مستنقع القبلية ونحن على وعي كامل بما نقوم به ، كل ما نفعله ونحن ننزلق في المستنقع أننا نتعارك ونتشاتم ونتهم بعضنا بعضنا في حالة سودانية من الانتحار الجماعي ، عوض أن ننتفض على الغرق الذي سيخنقنا جميعاً نواصل الإمساك بعنف وقسوة برقاب بعضنا البعض ونواصل في الآن ذاته الغرق الرأسي في المستنقع ، تكرر حدوث هذا المشهد البائس في التاريخ الإنساني وكانت النهاية التراجيدية هي الموت والدمار للمتخاصمين الذين كانت غرائزهم منصبة على قتل وإنهاء بعضهم البعض في الحين الذي كان يحيق بهم جميعاً موت شامل وإبادي ، شواهد الغرق في مستنقع القبلية الذي يضرب السودن كإعصار قاتل ، كل بإمكانه تدبيج قائمة من الأمثلة التي يشهدها يومياً. ريح القبلية الصفراء سممت كل هوائنا،  نعيش في القرن الحادي والعشرين والعالم يصل إلى المريخ وصلنا بسرعة الضوء إلى عنصرية قبلية قاتلة بسبب أصحاب المشروع الإخواني ، أن التحريض على العنصرية القبلية فتك بالعلاقات الاجتماعية في سوداننا و فرض وجوده وذلك لا ينفي كارثية التحريض القبلي الكريه والتسمم الجماعي به، والذي لولا وجوده لما  استطاع الكيزان البقاء في الحكم كل هذه الفترة .

اليوم نقف على حافة هاوية إن تركنا أنفسنا نهوي فيها فإننا سنحتاج عقوداً طويلة كي نخرج منها، كما يقول لنا درس التاريخ المرير. إنها هاوية القبلية حيث يرقد في قاعها العفن والموت الجماعي وحيث لا أحد ينتصر. غول القبلية انفلت في بلادنا بشكل لم يسبق له مثيل يأكل الأخضر واليابس، ويطارد الجميع ويدفعهم إلى تلك الهاوية، يحشدهم جماعات ومجتمعات ويقودهم منقادين ومنومين إلى حتفهم الكلي. يجب أن ينتابنا رعب جماعي من هذا الغول ونصده بكل الجهد والعزيمة لأن المعركة معه معركة حياة أو موت. في القبلية وحروبها ليس هناك منتصر، بل الكل يخسر والكل يُدمى بالهزيمة . أن أولوية الانتماء إلى الوطن على الانتماءات الأخرى وعلى قاعدة المواطنة والمساواة التامة. الأفراد في كل وطن  من الأوطان هم مواطنون اتباع للوطن أولاً، ثم لأية انتماءات ثانوية ثانياً. نحنو سودانيون أولاً، ثم يأتي بعد ذلك أي ولاء آخر ، دون ذلك فإننا سننخرط في دوامات الصراعات القبلية ونستدعي أحقاد الماضي لتكون هي العتاد المسموم في حياتنا السياسة والاجتماعية والثقافية. ومن دون ذلك نظل ضحايا طوعيين للغرائز البدائية وبكائيات القرون الخالية وتمتص الثارات التافهة لأموات قدامى كل ما هو أخضر وحي في حاضرنا. من دون ذلك سوف نغلق بوابات المستقبل في وجه الأجيال القادمة، وندفعها للعيش في الماضي.  شباب في عمر الورد لكن كل الذي يفكرون فيه هو الرحيل بعيداً في ماض سحيق، وإعلان الحرب الأبدية التي لا تموت ضد الآخر، حيث نتيجة الحرب وللطرفين معاً هي الموت المحقق والهزيمة المحققة .

الطيب محمد جاده

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد فيه الميزانية التي اجازتها الحكومة الانتقالية

Share this on WhatsApp#الهدف_بيانات أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.