الإثنين , مايو 20 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / وثائقيات سودانية / *حماية الدهاليز السرية*

*حماية الدهاليز السرية*

*حماية الدهاليز السرية*

02-17-2017
✍?يوسف حسين

لماذا تستشيط حمية الاسلاميين غضبا ووعيدا، فقط حين يتم انتقادهم وتعرية تخلفهم وتناقضهم، ومفارقتهم للواقع الاجتماعى، والاقتصادى ،والسياسى ،والانسانى، للبقعة التى فيها يعيشون.؟
لماذا يتهيّجوا بهذا القدر من الحمق والسوقية والاندفاع، الخالي تماما من أي خلق فاضل و موعظة حسنة، حين يتم تبيان كم انهم قد اجرموا، والحقوا الضرر بالمجتمع والوطن؟. 
لماذ لايفهمون أننا فى عصر، أصبح للكلمة فيه رسالة وتاثيرا ومردودا، اكبر وابقى من كل جيوش الاتباع الصم العمى مغسولى الادمغة، الذين يستخدمنوهم فى الانتقام وتاديب خصومهم او فى حروبهم ضد رصافئهم فى الوطن ؟.هل هنالك من حاجة لاثبات فشل كل مكونات المشروع الحضارى فى كل مناحيه؟. هل من العقل اصلا الدخول فى نقاش لاثبات الفشل المتجسد فى كل شبر وعلى كل صعيد ؟ لماذا القاء الضوء على فكرة تمسكهم الاعمى الغبى الضال بالزام المجتمع بالتمسك وممارسة الفضيلة حسب وجهة نظهرهم تثير فيهم هذا الذعر والرعب مثلما يثيره مصباح مضى فى كهف للخفاييش ؟. لماذا صوتهم هو الاكثر صخبا حين يكون الحديث عن فشل النهج ومفهوم التربية الابوية والسياسات التى سيروا بها هذا الوطن المفجوع؟
لماذا يثور الاسلامييون جميعهم حليقهم وملتحيهم ومنفتحهم عند المساس بهذا الموضع اكثر من ثورتهم لارتكاب كل المحرمات المنصوص عليها فى الكتاب والسنة؟.
اظن انه امر يجب ان يتم التوقف عندة كثيرا للحصول على فهم اكثر عمقا لسيكلوجية هذه الفئة الغريبة التى ابتلينا بها كما باتلينا بهذه اللغة الاعلانية لبرنامج تلفزيونى شهير والتى قدمت بها لهذا المقال . 
منذ مجيئهم للسلطة يمارس هؤلاء القوم كل كبائر المحرمات والجرائم دون ان يطرف لهم جفن او يرف لهم ضمير ..نظام بدا عهده بافتتاح بيوت الاشباح بما فيها من تعذيب متوحش واغتصاب واغتيالات وتصفيات للمعارضين فى الشوارع .تزامنا مع فصل عشرات الالوف من اعمالهم وقطع ابواب الرزق والحياة والكرامة عليهم .ثم الفساد والسحت العظيم والتحلل والمحاباة وتفكيك الدولة وتخريب المشاريع المنتجة والاقتصاد والربا اللامحدود فى مرابحات النهب .ثم الحروب وفساد المنظمات والصناديق وكل ذلك الدم والضحايا ،ثم المخدرات والخمور والاستجلاب لها . كل تلك الكبائر بنص الدين نفسهلم تدفع احدا من هؤلاء ليحتج مجرد الاحتجاج ناهيك من ان يشن حملة او يطالب بمراجعات فقهة شرعية او نقدية لما يجرى ، بالعكس من ذلك جميعهم ارتضو ا ما جرى ويجرى،وظلوا يعملون على تجميل النظام وصك الفتاوى المُبَرِأة له ، والتشديد على الناس باهمية الخضوع والسمع والطاعة.
اذن ما الدافع للهيجان هنا فى الموضع الاول والتزام الصمت فى الموضع الثانى لو كان فعلا ما يحركهم هو الغيرة على الدين ؟ 
اظن ان الاجابة تكمن فى ذلك موضع لامرئى من بنية الاسلام السياسى الفكرية، فرغم الاضطراب الفكرى، والفصام الوجدانى والقيمى والشروخ الكبيرة التى يعيشها تيار الاسلام السياسى، على كافة مستوياته الفكرية ، فى تجربته الاولى فى الحكم فى هذه المرحلة الحرجة، بكل ما حملته من ممارسات حافلة بالانتهاكات والتجاوزات والتخلف، الا انه نجح الى حد ما فى اخفاء موجهاته الحقيقية حجبها عن التداول بشكل يحسد عليه . .
فالاسلاميين لايؤمنون مطلقا بمفهوم الوطن ولاالدولة ولا الدستور، بل ان نهجهم السرى الفاسد كَوًن رويتهم للدولة بكل ما فيها من موارد ومقدرات على اساس انها غنائم و فئ ، وصور لهم نفس النهج التكفيرى اللعين ان كل المجتمع عبارة عن امه فاسقة خارج الملة. لكن وفى نفس الوقت لم يكن بامكانهم طرح تلك الافكار علنا ، بل اكثر من ذلك وجدو انفسهم مضطرين ان يتبنوا مكرهين اطروحات ورؤى سياسية تتوافق والمفاهيم السائدة عالميا حين انقلبوا على السلطة و استولوا على الحكم.فى يونيو 89 والذى يسمونه فى ادبياتهم بالفتح !!! .
لكن وعلى ارض الواقع الفعلى جرى تطبيق تلك المعتقدات السرية عمليا فموارد الدولة والاقتصادجرى تقسيمها بنسب معلومة ما بين التنظيم والافراد كل حسب موقعه ومكانه – وهو ذلك الامر الذى نسميه نحن بالفساد – ،لكن جميع الاسلاميين ولغوا فيه بلا لحظة تردد حتى اصبح السودان يحتال دائما مركزا متقدما فى قائمة اكثر الدول فسادا فى العالم. .
كما تمت على يد هذا النظام ممارسة عمليات اغتصاب واسعة النطاق ،فى المعتقلات او فى الحروب ، قد تكون هنالك توجيهات عليا باستخدام سلاح الغتصاب فى حورب النظام او فى اخضاع المعارضين ، لكنى لااذهب للقول ان ما جرى تم وفقا لتوجيهات فقهية .
لكن الامر المؤكد انه عندما كانت تقع تلك الحوادث فانه دائما ما يتم التعامل معها على وفقا لقواعد السبى الفقية ،وربما انصع الادلة على ذلك القرار الجمهورى الذى اصدره البشير بالعفو، والغاء حكم المحكمة فى قضية شيخ المؤتمر الوطنى الذى اغتصب طالبة بالدويم ، وهنالك عشرات القصص والحوادث المتداولة والتى جرى التعامل معها بنفس المفهوم كما حدث فى قضية الاغتصاب فى تابت، وكل قضايا الاغتصاب فى دارفور ، وللراحل الترابى حديث شهير عن ما قاله الرئيس عمر البشير حول تلك القضايا ،ورغم كم كم العنصرية الهائل فى خطابه الا انه لايخلو من التوجهات والنظرة المتعلقة بالسبايا .
جميع تلك الانتهاكات الفظيعة، والجرائم اللامحدودة والفساد، تمت تحت سقف وظل تلك البنية من الفقة الباطنى التكفيرى الممنوع تداوله علنا .ليبقى الخطاب الاسلامى الوحيد المتاح تداوله هو خطاب الفضيلة المزعوم و المذبوحة بايدى هؤلاء السفلة انفسهم. 
خطاب الاسلاميين الفضائلى وضعت فيه كل ملامح النظام ، وكل خطوط دفاعه وتكتيكاته، فهو خطاب وظيفى فى بنيته  تطبيقه ، قمعى بالمطلق وتكفيرى لامساحة فيه للتسامح ، ودعائى لاخر حرف ، لايهتم بجوهر الفضائل مطلقا وانتقائى التطبيق، كل ذلك ليحقق الاهداف المرجوة منه ،والتى ياتى على راسها التعتيم على منظومة الفقه السري ، التى أَسَسَت لكل بنية الانتهاكات والفساد والاجرام والغدر، الممارس منذ مجئى النظام المشئوم وهنا فقط تكمن الاجابة عن السؤال الرئيسى لم هذه الثورة العارمة الشاملة من مختلف صنوف الاسلاميين على مقال الصحفية النابهة شمائل النور المسمى بحراس الفضيلة ،فاخشى ما يخشاه هؤلاء هو الاحاديث العقلانية المتفحصة فى طبيعة دورهم الذى يمارسوه هم وخطابهم المحمول فى التستر والتغطية على منظومة الفقه السرى والجرائم التى ارتكبت وفقا لها لذا كانت تلك الثورة الهوجاء وحملات الارهاب الفكرى والتى ربما اثارت انتباه اخرين كثر لمزيد من البحث عن هذا السلوك والممارسات والنهج بمداخل اخرى. .
……….
# كلنا_شمائل_النور

Merken

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد فيه الميزانية التي اجازتها الحكومة الانتقالية

Share this on WhatsApp#الهدف_بيانات أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.