الخميس , مايو 16 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / مكتبة سامح الشيخ / دواعش السودان

دواعش السودان

دواعش السودان 

مما لا شك فيه ان كل من يدعي الحكم عن طريق الدين ليس لديه ما يقدمه للمواطنين ، فلا توجد علاقة بين ادارة الدولة واي دين من الاديان او كريم المعتقدات ، لذلك منذ ان اتى هولاء المتاجرين بالدين وسيطروا على مفاصل الدولة ، لم يستطيعوا ادارة دفة الحكم بالبلاد لانه ليس لديهم اي اضافة يقدمونها تصلح لتحسين احوال الناس مما زعموا انهم اتوا من اجل انقاذ الناس منه وهو الفقر والغلاء والفساد والحروب الاهلية  ، فقط اضافوا للدولة مهمة مراقبة لبس الناس ومراقبة عباداتهم وكأن اهل السودان لم يعرفوها قبلهم ، ومعظم اهتمامهم كان  بتحسين احوالهم وتحسين احوال محاسيبهم عن طريق الاستيلاء على كل موارد الدولة وتحويلها الى موارد تابعة لحزبهم ليتمكنوا من السيطرة على السلطة والثروة وتجيير قوة الدولة وسطوتها لصالحهم واصدار التشاريع والقوانين المفصلة على مقياس تسلطهم على الرقاب . فالناظر لاول بيان للانقلاب سيوقن تماما انهم يقولون مالا يفعلون، فالانقلاب  الذي اتى بحكومة الانقاذ التي سيطرت على مفاصل الدولة السودانية عن طريق فصل موظفين الخدمة المدنية والخدمة العسكرية فقط لانهم لا يتبعون لتحالف ما يعرف بالحركة الاسلامية ، واحلال موظفين يدينون بالولاء لهم فصارت الديانة هي ان تدين لهم وليس للديانات المعتنقة بالسودان ، فما يسمى بالحركة الاسلامية هي سبب تدمير الدولة الذي بدا منذ الاستقلال ولكنه صار بوتيرة اسرع في التدمير بمجي الحركة الاسلامية للحكم بالانقلاب العسكري الذي اسموه ثورة الانقاذ الوطني.
لم تكن الدولة السودانية تحتاج لادخال العبادات واجبار غير المحجبات بالحجاب او انشاء دور عبادة داخل المؤسسات او التعريب والاسلمة او ما اسماه الانقاذيون بالتاصيل  بل كانت محتاجة للاصلاحات ومحاربة الفساد المالي والاداري وهو مهمة اي حكومة لادارة اي دولة ، والمحافظة  على حقوق  الانسان وحفظ كرامته ، لكنها فعلت العكس حين حاولت الحكم باقحامها للدين في السياسة فبدأت تتخبط في جميع الاتجهات مرة مع الشيعة ومرة مع السنة ،الا ان اسوا ما خلفته ادارة الانقاذ للدولة السودانية هو جعلها لقيادات اي مؤسسة اشخاص يغلب عليهم صفة الشيوخ والوعاظ اكثر من صفتهم المهنية او الوظيفية .وهولاء مكانهم دور العبادة وليست مؤسسات الدولة ، لذلك الان الدولة تشهد انحطاطا مريعا في جميع مناحي الحياة وتجد  مسؤليها لا يحركهم حرق مواطن لنفسه او انهيار مرحاض بعلمة او وجود مشردين بالشوارع او وجود فقر او حروبات باطراف السودان ، لكن يحركهم مقال تنويري كتبته صحفية شجاعة ، فاذا به يحرك كل دواعش السودان  الذين تسندهم الدول ضدها في حملة ارهابية جديدة من حملات الاسلامويين السياسة ضد التنويرين والمفكريين ، فهم اعنف ما يكونوا مع الذين يضئيون العقول ، لان اضاءة العقول هي من سترميهم الى مزابل التاريخ.

سامح الشيخ

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

ما بين( الحلو) (وعبد الواحد) وترق (مرق) وسلام جوبا // سامح الشيخ

Share this on WhatsApp اولا دعنا نتفق ان كل اسم علم ورد في العنوان يمثل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.