السبت , أبريل 27 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / مكتبة غالب طيفور / *قصاصات* أوراق مبعثرة(7) …

*قصاصات* أوراق مبعثرة(7) …

*قصاصات*

أوراق مبعثرة(7) …

بعد ما فقدت (اسماء) لم أعد اهتم بشئ ، نحيت  تيسير جانبا” وخرجت مسرعا، وصارت تنادي باسمي في الطريق، و لم التفت لها ، وسمعت صوت بكاءها ، وسليمان أصبح أمامي يطالبني بالعدو بسرعة  ؛ فسكان الحي بدءوا يضيئون الأنوار ، ويفتحون النوافذ ليعرفوا مصدر البكاء ، وعندما عرجنا علي أول منحنى  انطلقنا كأننا لصوص ارتكبنا جرم . 
عدنا للغرفة وكان الاجتماع حاضرا” ، و(سليمان) كعادته انطلق بالحديث بطريقة بوليسية : اذا” ما قاله الشيخ صحيح ان هنالك سحر وعمل قامت به (تيسير ) ماهو الطعام الذي قدمته لك يا (قصي) فقلت له : لا تصرخ مجرد شوربة احضرتها اختها . 
وسرحت بعيدا” لم اكن اهتم (بتيسير) والسحر والعمل بقدر اهتمامي (باسماء) اشتاق اليها كثيرا” ، و(سليمان) يدور في الغرفة ويضرب أخماس في أسداس ، اذا” هذه الوداعية قد اخبرت (تيسير) بعلاقتك (باسماء) وجعلتك لاتهتم بالرد عليها فلو اهتتمت بها كانت ستكون لك للأبد ، واظنها هي التي ساعدت في انقطاع خدمة هاتفك في المكتب ، تمددت علي فراشي واستغرقت في النوم .
قررت أن لا أعطي فرصة (لتيسير) ، رغم الحاحها في التحدث ،  واختفت (اسماء)  ولكني أراها في كل شيئا جميل حولي .
وتغيرت إدارة الموقع الذي أعمل به ، وجاءت ادارة جديدة سيئة ، اول ما فعلته كان خطاب فحواه نقلي (زالنجي) بغرب السودان ، ولم يكن لدي بديل سوي التنفيذ حتي لا أفقد حقوقي ، ووجدت في هذا الأمر فرصة للهروب من (تيسير) وكم كنت احتاج أن انزوي بعيدا” ، فمالذي يجمع ما بين أقاصي شرق السودان ، وأقاصي غرب السودان ؟ ، سوي قلب اعتصره الشوق ، وأضناه الألم .
حزمت أمري ، وبينما نحن  في مطار الخرطوم أودع اسرتي ، وصديقي (سليمان)  ، كانت (تيسير) تقف حزينة مطأطة رأسها فقد احست بأن الامر انتهي .
وبعد ساعات وجدت نفسي بمدينة (نيالا) ، ويصطحبني مندوب (نورين) لمنزله ، ويطلب من ثلاثة أيام لتجهيز المنزل الذي سوف اسكن فيه بمدينة (زالنجي) وأكرمني إكرما شديد في منزله .
كانت (نيالا) خليطا من كل القبائل وكانها سودانا” مصغرا ، وكان منزله خارج نطاق الاحياء ويحمل الطراز البدوي الجميل ، وهو يبدو كملعب كرة قدم ، والغريب أنه متزوج من ثلاثة نساء وكل زوجة لها منزل ، وقضيت اول مساء بالمدينة  تمطرني الذكري بمحياها الذي لا يفارق خيالي .
جلسنا والغداء امامنا وكانت عادتهم ان الغداء بعد المغرب مباشرة ، وكان الصالون قريب من باب المنزل ، والغرف الداخلية تحتاج سيارة ، تسامرنا بعد الغداء ، وجاءت زوجته تحمل القهوة وجلست ارضا” كأنها طقوس ، وبدأت تسكب لنا القهوة بخفة ومرونة رغم انخفاض الضوء الا شعاع من القمر الذي يشابه حبيبتي (اسماء ).
قطع صوته خواطري الجميلة ، وانا ارتشف القهوة  : أعرفك (ياقصي ) هذه زوجتي الثالثة والأخيرة ، ضحكت هي  من هذه العبارة ، فقال لها بصرامة:  انا اتحدث يا (اسماء ) .
لا أعرف ماذا حدث ولكني شعرت بكوب القهوة يطير من يدي ، واقف مشدوها ، وهما ينظران لي وكأني صعقتني كهرباء ،    
واستدركت الأمر سريعا : آسف لقد كان الكوب ساخنا” ، وقف الاثنان سويا” وقالا: لي لاتهتم ، فتحرك زوجها سريعا نحو غرفته ، تقدمت (اسماء ) نحوي  وسحبت جلبابي لقد تسمرت في مكاني وقالت لي اسحب الجلباب من جسمك ، حتي لا يبتل فقد تدفقت القهوة في جلبابي، وهي تكاد تلتصق بي سحبت جسمي بعيدا ونظرت اليها ، كانت تبتسم ابتسامة الاطفال ، فقالت لي: كل ناس العاصمة لايتحملون الاشياء الساخنة ام شيئا اخر؟ وكانت نظرتها تحمل أنوثة طاغية ، وبراءة نائمة ، وذكاء تحويه عيناها ، وكأنها هي ، لم استطع ان اخفي اعجابي بذكائها ، لقد فهمت الأمر ، أتي (نورين) يحمل جلباب ، وضعه في طرف سريري وذهب هو وزوجته ، وتركوني اتقلب في فراشي .
كان صباحا جميلا” ، اغتسلت واستبدلت ملابسي ، كان الوقت باكرا” ، بدات اتسحب للخروج ولكن وجدت نفسي أمام (اسماء) ماذا يريد هذا الاسم مني، فقالت لي: اشرب الشاي فقلت سوف اشربه مع (نورين ) فقالت : نورين خرج بعد صلاة الصبح ويعود زمن الأفطار ، وقال يجب أن ندعك ترتاح من السفر ، احضرت الشاي وجلست تسكبه لي  فقلت لها : لا تتعبي نفسك ساقوم بهذا الأمر ، ضحكت بخبث وقالت : لا فانا أخاف عليك من الكبابي ، ضحكت من كلامها ، وذهبت لغرفتها ، وارتاح قلبي انها تملك عفوية  الريف ، وجمال الطبيعة ، وخفة هذا الدعاش ، وحتي سيرها في الأرض وكانها تخاف علي الارض ، من همسات وطأتها ، احترم نفسك (قصي) فلا زالت  جراحك لم تندمل ، ارتشفت الشاي سريعا وهربت من المنزل أتجول حتي وجدت قهوة تكاد تبعد ساعة من المنزل ، جلست فيها حتي انتصف النهار ، وعدت ووجدت (نورين) قادم ومعه شخص ، قال أنه ابن خاله وجاره (الدومة) فطرنا سويا” وخرجا معا وقال ان لدي عمل في زراعته ، وما هي الا لحظات ووجدتها امامي قالت لي اعطني دقائق انظم لك الصالون ، وخرجت أقف بجانب وهي ترتب  وتتجاذب معي الحديث ، وكلما تمايلت لتاخذ شئ من الأرض كانت تظهر محاسنها ، وهي تتحدث معي ، وتشرح كيفية زواجها سنتين ولم تحظي بمولود ، طلبت مني أن اساعدها في ارجاع الأسرة ، وكلما ارجعنا سرير يظهر جزء من صدرها ، ثمار لم تقطف من شجرتها ، هل تقصد تلويعي ؟ أم أنها العفوية ممزوجة بالبساطة ؟ وجال في خاطري الهروب هو الحل ، لقد هربت مني (اسماء) وسأهرب من (اسماء) ، وشتان ما بين هذه وتلك  

(يتبع )

Ghalib Tayfour

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد فيه الميزانية التي اجازتها الحكومة الانتقالية

Share this on WhatsApp#الهدف_بيانات أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.