الأربعاء , مايو 15 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / مكتبة سامح الشيخ / شعوبنا والعبودية

شعوبنا والعبودية

شعوبنا والعبودية

تابعت مباراة مصر والكاميرون في نهائي كرة القدم  كاس افريقيا للامم ، تابعت تعليقات المعلقين في وسائل التواصل ، وهالني التناقض الحاد وانفصامات الشخصية التي تعتري معظم المعلقين لدرجة انك اذا تمعنت في تعليقات المعلقين ،انهم عدة اشخاص وليس شخص واحد وذلك من فرط انفصام شخصية المعلقين وتناقضات سياق افكارهم .
اولا لنتفق انها مباراة ترفيهية لكرة القدم وليست ساحة وغى ولا علاقة لها بحلايب او شلاتين وان الفريقين الكامروني والمصري هما من عمالقة الفرق الافريقية فنا وسحرا كرويا.
الشعوب التي حررت نفسها من العبودية والدكتاتورية هي التي فرضت على حكوماتها فتح الحدود واصبحت لا فرق بينها ولا حرب على الحدود او حرب على الطائفة او الدين ولم يمنعها عن التوحد اختلاف لغاتها او اديانها  لانها شعوب حرة فرضت ارادتها وليست شعوب خانعة لارادة السلطة  تحركها وتجيشها عواطف الكراهية والتشدد لعرق او جنس او ملة او  طائفة ليصنعوا المحارق والحروب التي لا طائل منها سوف حصاد الندامة والحسرات.
انفصام شخصية الكثيرين يظهر جليا في ادعاءهم الورع والفضيلة ولسانهم يلهج بفاحش الشتائم  وبالالفاظ النابية وهذا لا يتسق مع دعواهم وادعاءهم الدائم امام الناس انهم الاحسن تدينا وورعا، ثانيا يكثرون من التكبير والتهليل عند رؤية مسلمين يؤدون شعائرهم باوروبا وامريكا وكانهم لا يدرون ان هذا هو حق من الحقوق لكل ديانة في تلك البقاع ان  تؤدي شعائرها دون خوف ودون ان يتعدي اصحاب دين او طائفة على عقائد الاخر وبحماية الدولة وفي تلك البقاع يتعايش المسلمين باختلاف طوائفهم مع المسيحيين باختلاف طوائفهم وكذلك اليهود والبوذيين والهندوس …الخ . وهو ليس شيئا جديدا وهو احد مكتسبات الحرية والعلمانية.
ومعظم الذين لديهم هذا الاختلال في الشخصية تجدهم كارهين لاي وجود اجنبي  ويحملون الاخطاء الفردية للكل وهم يمثلون اليمين المتطرف عندنا والعنصري في بقاع العالم الاخرى .فهم كارهين للوجود السوري والاثيوبي والجنوب سوداني والاريتري ، والمصري ..الخ وينسون الوجود السوداني في تلك الدول خصوصا احترام وتقدير السوريين والعراقيين  لنا قبل ازماتهم الحالية عندما نسافر اليهم وتقدير الاثيوبيين والارتريين والمصريين لنا ومعظم دول قارتنا التي لجأنا اليها  وكذلك دول الخليج  واستقبالهم وضيافتهم لنا .
العبودية هي ان تظل تقيد نفسك بجميع اشكال الكراهية خصوصا كراهيتك لان يكون الناس احرارا طالما أنهم لم يعتدوا عليك او يسئوا لك، وان تعمم كل قبيح على الاخرين عند يسئ لك قلة من الاخرين ، احفظ كرامة الاخرين وتذكر ان لك اخوة في بلادهم اكثر من الموجودين ببلادك  ، يتميز هولاء البعض دون غيرهم بالفجور في الخصومة ولا يتورعون دون وازع او ضمير عن وصفك بما لا يخيف كائن حي  باقزع الصفات واقبحها طالما انك كنت متسامحا وتدعوا لقبول وتعايش جميع الناس وفقا للقانون ودون ان يعتدي احدهم على الاخر ، وهم يظنون انهم يحسنون صنعا ، نرجو منهم فقط ان ينتبهوا و ان لا يكونوا جمالا لا ترى اعوجاج اعناقها. واذا كانوا من المستغربين   لعدم توحد بلاد العرب والمسلمين فهذا هو السبب ان  الوحدة ليست احادية بل اساس الوحدة التنوع والاعتراف بهذا التنوع فالبلاد التي اسموها بلاد عربية او بلادا اسلامية بها مواطنين اصيليين وليس اجانب او متجنسين لا يتحدثون اللغة العربية ويدينون باديان اخرى، لذلك لن تنجح اي مساعي للتوحد طالما انك تقصي اخرين بل تريد الغائهم من الوجود مالم يتحدثوا بلغتك او يكونوا على ملتك .فاختلاف الالسن والاعراق والملل انما هي اية من ايات الله في الكون تبارك احسن الخالقين.

سامح الشيخ

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

ما بين( الحلو) (وعبد الواحد) وترق (مرق) وسلام جوبا // سامح الشيخ

Share this on WhatsApp اولا دعنا نتفق ان كل اسم علم ورد في العنوان يمثل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.