الخميس , مايو 2 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / مكتبة غالب طيفور / *(قصاصات* أوراق مبعثرة (3 …

*(قصاصات* أوراق مبعثرة (3 …

*قصاصات*

أوراق مبعثرة (3) …

تكهرب الجو ، وانسحبت زميلتها من خلفي بهدوء ، وشعرت برجفة خفيفة في يدها وهي تنظرلي بإندهاش ، ورغم ذلك ؛ يبقي حالها أفضل مني ، فقد فقدت الأحساس ، ولا أعرف من الذي صب في جسمي المياه المثلجة ؟؟!! .
وشعرت في تلك اللحظة بأني صغير  (والله ان العشق له اشياء تجعلك تضحك في نفسك)!! خطفت شنطتي وقلت لها تلفوني موجود عن زميلتك ، وأنا اتوقع منك اتصال ، كان وجهها مثل الفراولة ، وعيونها تغطيها هالة الحياء التي اكتست بها خضرة الارض ، وخرجت وأنا أصطدم بباب المكتب ، وكأني درويش مجذوب يترنح  بين أهازيج  الطبول ، حتي وجدت نفسي امام (ست الشاي)، وأخرجت محفظتي لاعطيها نقودها والمكان مكتظ بالزبائن ، فصرخت في وجهي وهي تضحك !! قائلة:  والله ما أشيل منك عيب قالوا أنت بتحب (اسماء) وقعادك ده كلو عشان تشوفها !!
ولا يوجد وصف أصف به نفسي سوي (وبهت الذي كفر) ، لقد نشرت زميلتها الإعلان المجاني ، ولم اتمالك نفسي فهربت والجميع ينظر لي ، ما كان يجب علي زميلتها اخبار (ست الشاي) بالامر لقد اغضبتني ، وقللت من مكانتي ، انا استاهل فقد كان  يجب علي أن أحافظ علي كرامتي ، صارعت نفسي حتي وصلت للمكتب مكدر عابث ، قضيت يومي ازجر في تصرفاتي واتقلب في الجروح ، ورغماعن ذلك فنظرتي نحو الهاتف لم تتوقف ، حتي حان موعد الانصراف ، ولم تخزلني توقعاتي ، حتي اطلق الهاتف زغرودته معلنا” اكتمال مولود نسجت عليه مراسم حياتي ، وأتاني صوتها ، نعم هو صوتها يداعب اذني كالموج الهادئ ، وكانت انفاسي تتسابق كأني في مضمار عدائيين عالميين ، وأطلقت اسمها مرحبة بي كأنها تطلق علي رصاصات الرحمة ، وشعرت باني أعتصر سماعة الهاتف حتي كادت أن تتحطم ، وانساني صوتها كل ضحيج الكون ، وتجاذبت معها أطراف الحديث حتى عرفت  عمرها ، حتي وجدت نفسي أتراقص في المكتب (18) سنة .
والمكتب التي تعمل فيه هو يملكه خالها امتحنت وتنتظر النتيجة ، قلت لها انا: (قصي سالم شرف الدين) ، مهندس معماري ، ومسئول من مبني خالك ، ودواخلي تقول : (احبك واحب خالك ) .
ولجتي حياتي ، وكانك حلم جميل أعيش لحظاته ، وتحدثنا في عدة اشياء ، ودخلتي مسارات بلا اشارة ولا ايقاف ، سكبت كل اوراقي وانجرفت كل اشواقي بلا توقف ، وهي توقفني عن الكلام مرة وتنذرني مرات ، تتحاشي الغزل  ، وتصمت عند الهمس ، وانا متشبث بسماعة الهاتف كأنها حبل نجاتي .
وقبل ان تغلق السماعة قالت لي : اذا مرتبط بإنسانة او لك عهد بحبيبة اخري اسالك بالله اخبرني ، حتي لا ارتكب شيئا ، اقسمت ان لا ارتكبه ، وكادت السماعة ان تقع من يدي ، لقد وضعتني في أقسى تجربة ، ولكني حزمت امري ولا استطيع ان أفقدها ، فقلت لها حقيقة لا توجد اي إنسانة في حياتي ، فانا نذرت نفسي لأسرتي والحمدلله اصبحت أسرتي في وضع جيد ، فصمت بعد جوابي وصمتت ، وكأن الدنيا صمتت ايضا ،، وقالت لي: سوف أتصل بك غدا ، وودعتني وأوصتني أن أنتبه لنفسي ، واغلقت الاتصال . وضعت السماعة ببطء ، وانا في قمة النشوة لمحادثتها ، ولكنها أعادت الي زهني  صورة (تيسير) وكأني اراها أمامي قائلة : وهي توبخني ووجها حزين  ، (كذاب لم تخبرها ، ماذا فعلت حتي تعاقبني )، شعرت بجسمي مثقل بالمواجع ، لماذا لم اخبرها بان لدي علاقة ؟ ولكن تيسير ليست حلمي ، لقد استحلفتني .
وهاهو الهاتف يرن مرة اخري ، ربما تكون قد نست شيئا آخر ، كان صوت تيسير هو القادم هذه المرة أتاني وكأنه يخرج من فوهة بئر جاء حديثها ملهوفا” مستفسرا” عن سبب تاخري ، وتطلب مني العودة فهي مشتاقة لرؤيتي ، والاطمئنان علي .
وهل يطمئن المقتول علي قاتله ؟؟ !!…

(يتبع)

Ghalib Tayfour

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد فيه الميزانية التي اجازتها الحكومة الانتقالية

Share this on WhatsApp#الهدف_بيانات أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.