الأحد , مايو 5 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة

اوراق مبعثرة

أوراق مبعثرة (2) …

حاولت ان اتصل مرارا” وتكرارا” دون فائدة ، يبدو ان السماعة لم تعود الي مكانها ، وساقتني الهواجس لاشياء كثيرة ، ولكن واصلت يومي ، وصورتها البهية تغلق منافذ عيوني ، وأراها في كل شئ ، تلك الفاتنة الباسمة الشجية الفتية ، قطعة من الماس ، تشكلت من الطبيعة دون أن تمسها يد ، لقد اذهلني جمالها واثارتني حيويتها ( اسماء) لكل الأسماء عيونها عالم اخر  التي تحاكي خريطة العالم بكامل تفاصيله ، فسقت حياتي بخيالها .
ولكني أستعجب بماذا ابتلينا نحن معشر الرجال؟  فمنذ اول خطوه وانا ادخل منزلنا تذكرت صورة (جارتنا وبت حارتنا …) الخفيفة الظل الحلوة التفاصيل  التي تجمعني بها علاقة احسبها مودة من جانبي ، اما من جانب ( تيسير )فالامر امسي لايهمني بعد ما شاهدت (اسماء) اليوم . ولكن الشهادة لله كان الامر مختلفا بيني وبينها قبل هذا اليوم !! والقصة الغرامية التي تجمعنا انا و(تيسير) يبدو انها مجرد إستلطاف ، فالحب ياتي كالإعصار الذي اجتاحني من (اسماء) فالأحاسيس لاتكذب ابدا” .
فعزمت في نفسي ان لا اقابل (تيسير)  اليوم ، فهي حساسة  واعلم جيدا” انها تحبني فيجب علي احترام مشاعرها ، اذا” اليوم انا مريض ريثما اقابل (اسماء) غدا” ، سوف اتقن تمثيل المرض ويا لها من تمثيلية حتي اتخطى هذا اليوم ، ولكن (تاتي الرياح بما لا تشتهي السفن )، وماهي الا خمس دقائق  ، وانا اسمع صراخ أختي ترفع الآذان في الحي بأني مريض  يالغبائي !! ( جيت أكحلها عميتها) فلم اجد الا المكمدات فوق جبهتي ، والجميع حولي (وتيسيرعلي راسهم تنظر لي  نظرة ملؤها الحنان ، حتي كدت أن اضحك علي نفسي من هذه الخيبة التي صنعتها ، والغريب بريق عيناها الذي كان يثيرني قد خبأ ، ولم يحرك أشواقي كما عهدته ، وجلست (تيسير) كعادتها أمامي ولم تتركني ولو  لحظة  ، وجاءت اختها تحمل الشوربة الساخنة ، حتي جعلت افراد اسرتي يتغامزون واشعرتني بانها أحن انسان لي في الكون ، وحاولت ان توأكلني بيديها وهو شئ جديد!! .
ورغم لطفها معي همست في اذنها سريعا” ، بهدوء اسرتي ايتها المجنونة ،  فقالت لي : ( لو كان بمرادي اعطيك من فمي لفمك مباشرة قصي ) وعيناها تتغلغل في اعماقي انها تعي ما تقول وشعرت مايحويه قلبها  ، وكأنها احست ان هنالك شيئا من الأمال بدات تتبخر ،، فأصابتني في مقتل ، ما اشقاني انا!! ، ومن يخرجني من هذه المصيبة ، وشعرت بامراض الدنيا تتخاطفني فانسدلت داخل الغطاء اختار الظلمة ، وأتوسد عذاب الإختيار ، فكان الظلام ونيسي لانه يخفي الحقائق ، ما اجمل قلبك الذي يشبه شعاع الصباح لا ينطفي نوره ولا ينجلي الا بالهروب منك .
ولكن في كل الحالات هي لا تشابه احلامي ، ولكن ما ذنبها ، وذنب قلبي التي اختطف بلا سابق انذار ، وعذاب ايام خير من عذاب سنين ، فكم ضحايا لزواج الإحراج والترضيات ، والخوف من كسر الخواطر ، فيكون نتيجته كسور تتوالد حتي تصبح آلام  .
لقد اشرقت الشمس ،بعد ليلة قضيتها مسهدا ، وكنت اشاهد اول انطلاقة شعاع ، وانا مرتدي ملابسي ، منطلقا كالصاروخ نحو حقيبة فقدتها وفقدت معها قلبي ، وكأن البراق يحملني فوجدت نفسي  امام مكتبها (سمسم ) والمحرج ان الخفير يغطي في سبات عميق ، شعرت بأني اخف من الريشة ، فقصدت احد بائعات الشاي التي تتيح لي مشاهدة الخارج والداخل ، وكأني اتبع لجهاز الأمن ، ولكن أمني مقدس ، لا يشابه …… ، وبدات ارتشف الشاي ثم  القهوة ثم الشاي ثم القهوة حتي شعرت بي بائعة الشاي ، ولكني اسرعت بالشرح لها بأني من عشاق المكيفات ، فأومأت براسها علامة الفهم العكسي ، ولم اعرها انتباها” حتي توافد الموظفين ، وعيوني تلتقط الشارد والوارد حتي ظهرت ، وكانها تسير فوق الماء تمشي الهوينى كما يمشي الوجي الوحل ، وتركتها تدخل المكتب وصديقتها خلفها ، واعطيتهم برهة من الزمن حتي يستعدوا ، وانطلقت مسرعا ، ولما وصلت الي داخل المكتب دخلت بهدوء ووجدت نفسي امامها ، لا استطيع ان اتحدث كل الكلمات التي اعددتها ، غادرت عقلي حتي التحية المناسبة عجزت ان تخرج من لساني ، فقلت لها لقد صادف مروري بجوار مكتبكم ، وتذكرت الحقيبة فقلت بالمرة اخذها لانها تحوي مستندات هامة ، فضحكت وقالت لي :
صباح الخير اولا” : فحتى صباح الخير تدخل القلب مباشرة ، لقد شعرت بجسمي يثقل من فرط ضحكتها ، وقالت :متي أتيت ،  فقلت لها الآن ، وانا اقف واثقا” من نفسي لقد تداركت نفسي ، ولكن جاءنتي صرخة في اذني ظننتها طلقة ، وهجمة مرتدة كما يقول أهل الكرة ، لم احسب لها حساب انها بائعة الشاي ( قاعد من الساعة خمسة صباحا شارب اربعة جبنة ، واربعة كبابي شاي ، وزاغ بقروشي الا الجماعة قالوا لي دخل مكتبكم يا اسماء ) .
لقد نسيت ادفع لسيدة الشاي نقودها يالله !!، أسف يا اختي لقد ……. لم تتركني اتم كلامي حتي وانطلقت تشجب وتدين وتسب حتي تدخلت ( اسماء ) وقالت لها: انه ضيفنا والمبلغ سندفعه نحن ، فخرجت سيدة الشاي وانا خجل ، فرمقتني بنظرة وهي تسحب حقبيتي من درج مكتبها وقالت لي: قلت لي متي حضرت ؟ فضحكت وجمعت كل قواي وقلت لها : (أنا لم انم اصلا” منذ أن  شاهدتك ) فصمتت وشعرت بوجهها يحمر ، وهي تنظر خلفي ، فإلتفت لأجد صديقتها تقف خلفي مذهولة ، وشعرت بأني أسقط في هوة سحيقة …

Ghalib Tayfour

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد فيه الميزانية التي اجازتها الحكومة الانتقالية

Share this on WhatsApp#الهدف_بيانات أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.