التغيير بعيون طائفية

التغيير بعيون طائفية .

الاحزاب الطائفية السودانية واقصد هنا الحزبين الكبيرين وان كان موقف الحزب الاتحادي الديمقراطي من عملية التغيير في السوداني منقسم وضبابي جدا” لكن ناخذ اراء شبابه المتحمس للتغيير حتى لا نظلمهم اما حزب الامة فهذا الضبابية بعينها ولكن حتى لو اخذنا رؤيتهم للتغيير يريدون ان يستبدلو الدولة الدينية الموجودة بدولة طائفية ذات مسحة دينية وان كانت خفيفة كما يصرحو وهذا لعمري قمة السخافة ان نستبدل دولة دينية عسكرية بدولة طائفية دينية ماذا عملنا غير ان استبدلنا الاشخاص باشخاص جدد يجربون فينا نظام ليس بجديد علينا اثبت فشله بعد ثورتين عظيمتين تم اجهاضهم بهذا المشروع الذي يعتبر من افشل المشاريع التي تم تجريبها في السودان وان كانت قصر الفترة يعطيه قليل من اللوم ولكن السياسات كانت سوف تؤدي الي نفس النتيجة لكن حتى اقطاب المشروع (( الحزبين الكبيرين )) غير متفقين علي شكله وتفاصيله ومختلفين في ابسط السياسات لكن فقط متفقين في تجهيل هذا الشعب العظيم حتى يستمر المشروع وقتل كل بزرة وعي ممكن ان تولد مشروع مناهض لمشروعهم وحتى حينما ظهرت الحركة الشعبية بمشروعها (( السودان الحديث )) لم تتم مناقشته وانما سعى الحزبين بكل ما اوتو من قوة لاجهاضه في مهده رقم الديمقراطية التي اتت بهم ورقم محاولات الحركة الشعبية تسويق مشروعها بما يستوهيه زعماء الطائفتين لكن فهمو ان اساس المشروع هو بزرة استنارة قد تهدم مملكة الجهل الذي ينتعشون فيها .
التغيير من منظروهم وان كان لا يسعون له كثيرا” وهمهم الاول هو اصلاح هذه المنظومة الفاسدة واستبدالها بمنظومة اكثر شمولية حتى تتجمعهم كاسلاميين بالاساس واخوة في المشروع الاسلام الكبير ولكن فهم تلامذة شيخ الترابي ان السودان لا يسع كل الاسلاميين ولذلك فضلو الاحتفاظ بالسلطة المطلقة لهم ومروادة جميع الاسلاميين الاخرين عند الحاجة ومن ضمنهم اكيد الحزبين الكبيرين وفعلا” استجاب الاتحادي وقبل بقليل من الكيكة علي ان يستمر في حضن السلطة وينوبه علي الاقل الرضا ولكن كانت الفاتورة جسيمة علي الحزب ان تكاثر كالانيميا وظل يوميا” ينتج لنا اتحادي وفي الجانب الاخر ادخل الامام رجليه في السلطة واخرج يديه للمعارضة وظل علي الوضع حتي اليوم يلوح بيديه للمعارضة ورجليه دافئتين في احضان السلطة ويمارس عادته المعهودة في ابرام الاتفاقات والخروج والعودة واختلاق الاسماء الرنانة حتى ان عودته الاخيرة لم يجد لها اسما” وان سميتها نيابة عنه ((احضان محرمة )) .
اتمنى من قوة التغيير الحديثة ان تستصحب معها التاريخ في كل خطوة تخطيها نحو التغيير وتقراء تحالفتها قراءة بعيون تاريخ المتحالف معه حتى نصل الي قرار قوي يسند عملية التغيير الحقيقة والعمل علي انجاحها بعيدا” عن ايادي تلوح في الهواء وزعامات تقدس المال واحلام قوة لا ترى غير الفشل في نصف الكوب الفارغ .
التغيير قادم لا محالة بابدينا نحن الجيل الذي يحمل ايادي بيضاء ناصعة الا من مناكير احمر علي ايادي ناعمة تطالب بحقوقها الكاملة او ايادي ذات اظافر بيضاء تساندها بايمان ان التغيير لنا  اولا” وان الحقوق تسندها الواجبات في دولة الواجب اولا” لنبنيه وطن المليون ميل مربع …

مصعب يوسف