الإنقاذ والإنبطاحه المخزيه …

الإنقاذ والإنبطاحه المخزيه …

الانقاذ في اول ايامها كانت الملاذ الآمن ، والظل الظليل لكل التنظيمات الارهابيه المتوشحة بوشاح الدين ،توافد كل ارهابيو العالم صوب الخرطوم للتدريب بالمعسكرات السريه ، وتلقي الدعم من النظام الذي تبني كل اطروحاتهم تحت اشراف الهالك ( دكتور الترابي) بل وعقد مؤتمرا لكل ارهابيي العالم تحت سمع وبصر العالم كله  ، جلس فيه رئيس النظام في الصفوف الخلفيه إمعانا في إظهار خضوعه التام لهذا الخط .
كانت الشعارات المرفوعه (حنسود العالم أجمع ) والهتافات التي كانت تشق عنان السماء (امريكا روسيا قد دنا عذابها ، علي إن لاقيتها ضرابها )
جلبت تلك الهوجه المجنونه النقمه علي نظام المتأسلمين من كافة دول العالم ، وخاصة الدول الكبري والعالم الغربي فبدأ الحصار ووجد النظام نفسه في مواجهة لم يحسب لها حساب إلا بعد أن وجد نفسه في عزلة عالميه ، واقليميه ، دفع فيها الوطن وشعبه الكثير من المعاناة ، بل كان الثمن أرواحا غاليه وعزيزه ، نتيجة حروبات عبثيه اسموها جهاديه ، وتراجع الاقتصاد جراء ذلك حتي وصل درجة الإنهيار ، وتراجعت گل الحياة الي ما يشبه حياة القرون الوسطي ، وعندها قام الرئيس بالتخلص من عراب النظام ، والقي بكل الشعارات والهتافات والتضحيات جانبا ، واتجه بكلياته نحو التشبث بالكرسي متخليا عن كل التزاماته ، وانتماءاته لحركة المتأسلمين ، بل وقذف بها الي أسفل سافلين ، بعد أن استعاض عنها بالدولة الأمنيه مستقويا عليهم ، وعلي جماهير الشعب ، بالإجهزه الأمنيه المدججه بالسلاح ، وجماعات الجنجويد من مرتزقة اللصوص  ،محتميا بها في مشهد لم يحدث قبلا .
اما نتيجة ماقامت به الإنقاذ فقد كان أكبر خطر يواجهه العالم اليوم ؛ فقد توالد تحت حضنها وخرج منها (القاعده، بوكو حرام، داعش) ، وكل التنظيمات الارهابيه التي يحاربها العالم اليوم ، كانت صنيعه إنقاذيه خالصه ، ومما يؤسف له أن كل هذه التنظيمات آستودعت أسرارها لدي الإنقاذ ، بإعتبارها الراعي الاكبر ، والمؤتمن عليها .
قام نظام الانقاذ بعد أن ضاق عليه الخناق ، وكثرت عليه الضغوط ، بأجبن وأقذر عمليه يمكن أن يقوم بها نظام ، وهي بيع هذه الأسرار (اسرار التنظيمات واسرار قادتها ومسئوليها ) للمخابرات العالميه وعلي رأسها(CIA) وبقية الاجهزه الاستخباراتيه العالميه ، مما جعلها عرضة للإبتزاز المتواصل ، وارتهنت السياده الوطنيه ، وما فتئت تقدم المزيد من التنازلات والانبطاحات .
لقد ركع النظام طويلا وظل ساجدا ، تحت اقدام امريكا مستجديا عطفها بالوساطات ، زارفا” الدموع ومتوسلا لرفع العقوبات ، التي جعلت منه نظاما خادما هزيلا ، ذليلا ، وهاهي إدارة أفشل رئيس يمر علي الولايات المتحده ،ومن علي النظام بفتات لا يحمل في طياته الا مزيدا من الإذلال والتركيع ، برفع جزئي للعقوبات ، وهي مكيدة من مكائد الديمقراطيين ضد ترامب الذي يحل سيدا للبيت الأبيض ، والذي ظل يردد علي الدوام أنه ضد ما هو إرهابي خاصة المتمسحين بمسوح الاسلام ، من أنظمة الضلال ، والذي سيمشي علي آثار سلفه (بالاستيكه) ماسحا اياها من الخارطه.
لقد إتضح لشعبنا إن نظام البشير نظام جبان ، لا هدف له الا البقاء في السلطه ، ولم يعد قادرا” علي مجابهة المد الثوري الشعبي العامل بكل جد ، وجهد لإرساله للمزبله ، وهو امام إختبار مدته (ستة أشهر) فقط بعد ان التزم في الاتفاق علي احترام حقوق الانسان ، ووافق علي دخول المساعدات من الخارج للمتأثرين ، وإيقاف العدوان الانقاذي علي المدنيين ، ووافق علي ان يظل مطية للمخابرات الامريكيه ، وايقاف دعمه لجيش الرب ورياك مشار ، وهناك ما لم يذكر علنا” في أكبر انبطاحه لنظام عبر التاريخ ، وعلي جماهير شعبنا إستغلال هذه السانحه التاريخيه لتكثيف النضال بالمسيرات الاحتجاجية ، والعصيان ، والعمل الثوري السلمي ، والاعتصامات ، ففي الفتره التي سيخضع فيها للمراقبه لن يجروء علي أية اجراءات قمعيه ضد المحتجين ، لخوفه من العقوبات الامريكيه التي اثبتت جدواها في تحجيم النظام ، ووضعه في صورته  الحقيقيه ، وهو الذي يخافها أكثر من خوفه من الله .
اعملوا ، واتحدوا ، واخرجوا لقبر نظام البشير المرهق وبقية عصابته ، واستعيدوا حقوقكم المنهوبه ، والمسلوبه ، 
ولاقرت أعين  الجبناء…

Ghalib Tayfour