Laa-Laa لا لا موقع شباب السودان الحر
كلمة الميدان
المرأة الدارفورية في الدولة الطفيلية
يأتي اليوم العالمي للمرأة ليجد كل نساء السودان يعانين من الإضطهاد المزدوج كجنس وكمواطنات. في ظل دولة شريحة طبقة الرأسمالية الطفيلية المتأسلمة. فهن من جهة يواجهن الاضطهاد الطبقي مثل كافة مواطني السودان بل يقع على عاتقهن العبء الأكبر في مواجهة الحالة الاقتصادية جراء الغلاء والفقر المدقع وأمامهن مسؤوليات جسام في كيفية تدبير و(تلتيق) معيشة الأطفال ليبقوا على قيد الحياة. ومن جهة أخرى يواجهن القهر والتسلط كجنس باسم الإسلام المفتري عليه. فبإسم قانون النظام العام يجلدن في قارعة الطريق وعلى مشهد من المارة دون حياء أو خجل. ويحرمن من السفر إلى الخارج بدون موافقة المحرم حتى لو كن قد حصلن على أرفع الشهادات فوق الجامعية. ويواجهن أيضاً قانون الأحوال الشخصية الذي يدحض كل إدعاء عن المساواة التي يتشدق بها الحكام الطفيليون. مع ذلك فهي تقاسم أهل السودان تسلط واضطهاد وقهر النظام وتعتقل وتسجن وتواجه أخس صنوف التعذيب إذا ما تظاهرت أو احتجت على هذا الوضع الذي يحط من كرامة المرأة.
نساء دارفور يعانين من كل ذلك مضافاً إليه بشاعة الحرب التي دمرت كل مقتنياتهم على بساطتها وجعلتهم وابناءهم مشردين في الفيافي بعد تمزيق النسيج الاجتماعي للأسر واقتلاعها من قراهم واسكان أجانب في مكانهم بحجة أنهم عرب مسلمون موالون للنظام. ويعانين أيضاً من الصراعات القبلية الدموية التي تفقدهم الأب والأطفال والتي تؤجج نيرانها سلطة المؤتمر الوطني. بجانب ذلك يواجه أقبح وأقذر أنواع الممارسات في تأريخ المرأة الدارفورية الإغتصاب الذي صار أحد الأسلحة التي يستعملها النظام لكسر صمود وجسارة أهلنا في دارفور. فقد أكد تقرير لجنة مولانا دفع الله الحاج يوسف والذي جاء فيه أنه (ثبت أمام اللجنة أن حوادث اغتصاب وعنف جنسي قد ارتكبت في ولايات دارفور. وأن التحري قاد إلى توجيه إتهام لعدد من الأفراد بمن فيهم عشرة من أفراد القوات النظامية).
إننا في هذا اليوم نحييّ نضال المرأة العاملة فى كافة المجالات لتوفير لقمة العيش الكريم لأطفالها بالرغم من مواجهتها لمطاردات السلطات ومصادرتها لأدوات عملها ،في كل السودان لصمودها ونضالها المتواصل ضد القهر والتسلط والمعاناة ونحييِّ بسالة ووقوفها جنباً إلى جانب مع كافة المواطنين لإسقاط هذا النظام.
ونخص بالتحية والتجلة النساء الباسلات في دارفور الصامدات في المعسكرات وفي أماكن الشتات وهن يقاومن الحرب والصراعات القبلية ومحاولة تزوير استفتاء دارفور لتقنين وضعهن الحالي.
