الإثنين , مايو 20 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / وثائقيات سودانية / قصة الملحمة النوبية في روتانا !!

قصة الملحمة النوبية في روتانا !!
أقسمت أن أروى عن كبريائك يا نوبة!!
==================
في ساحات فندق روتانا شاهدت ملحمة نوبية رائعة في رفض التوقيع على قروض السدود.. الجماهير النوبية أرسلت رسالتها بالقوة.. وهناك تعلمت معنى "إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر..".

قصة الملحمة النوبية في روتانا !!

قصة الملحمة النوبية في روتانا !!
أقسمت أن أروى عن كبريائك يا نوبة!!
==================
في ساحات فندق روتانا شاهدت ملحمة نوبية رائعة في رفض التوقيع على قروض السدود.. الجماهير النوبية أرسلت رسالتها بالقوة.. وهناك تعلمت معنى “إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر..”.
                             ***
شاهدت الأجساد النوبية الطرية بالحضارة تلسعها سياط (البشير) دون أن يتفوه أحدهم بآآآخ..!! كانوا يهتفون وأحقاد “الشماشة” تصب عليهم الحمم : (نوبة حضارة ما في حقارة).
                        ***

رأيت فتاة ناعمة القسمات نحيفة الجسد كعود الطلح المنجور يقودونها للاعتقال مكتفة اليدين إلى الخلف.. اغرورقت عيناي لأنني لم أستطيع الدفاع عنها ولكنني سرعان ما نزعت الحسرة فهي بعشرة رجال ومثل هذه لا يخشى عليها.. وصدق ظني.. رأيتها تشير بعلامة النصر من عربة الاعتقال.. هنا هتفت لها رغم أنني لست صاحب هتاف.. ببقايا صوت قلت لها وأنا أصرخ كالمجنون:”الله أكبر.. الرسالة وصلت”!!
***

شاهدت رجلا معمما أنيقا بجلابية  سمنية، يضربونه بالسياط وهو يقف يعطي درسا حتى حار الجندي الأسود طويل القامة وطفق يستمع إليه فاغراَ فاه كتلميذ بليد!
                            ***
شاهدت رجلا ثمانيني يقع على الأرض أثر الضربة بالخرطوش حتى بدأ المشاهدون يصبون اللعنة على الشرطة..
*******

كيف بدأت المعركة؟!!
*****************
قبل ساعة من الميعاد كنت في المكان، ولم أجد أحداً، وخشيت أن يفشلوا .. السياج الأمني الشرس الذي رأيته، مجرد الحضور فيه بدون فعل شيء اعتبره نوعا من الانتصار!
                     ***

قبل نصف ساعة من الميعاد المتفق عليه بدأ بعض الأفراد يظهرون وللحقيقة لا أعرف أحدا سوى القاضي الوقور عباس توفيق رئيس مناهضة دال الذي كان يجهز من الخلف.. والأستاذ النشط عبده دهب شيبون..
ولكن يا للهول عندما وصلت عقارب الساعة اللحظة المتفق عليها هبطوا كملائكة العرش من بين فجوات السماء!! وفي لحظات بدأوا في التجمع كأعاصير خشم القربة ووقفوا في وسط الطريق العام، وانفتحت اللافتات كقلاع مراكب المحس التي تتصدى للتيار.. اصطفوا في المصطبة الأولى ولكن أقلقني صمتهم كأنهم في وقفة احتجاج في أوربا ولا وقت للانتظار.. رغم أنني لا أعرف الهتاف ولا أشارك  مصادمات بدأت أهتف.. واندلعت الهتافات.. في سعادة بالغة وقفت أتفرج والحناجر تهز أرجاء الفندق الرطب وامتلأت شرفاتات الفندق بالمشاهدين.. الشيوخ والنساء بدأوا ثم من المصطبة الخلفية اكتملت حلقة الشباب..
***

عندما علت الأصوات وبدأت الرسالة تصل وأعناق الشعب السوداني المتعطش للكرامة تشرئب، قفز الجنود على اللافتات.. أنهال الزبانية بالسياط على الهتيفة، وتحت وطأة الضرب انسحبت الجماهير إلى المصطبة الثانية ولكن بدأت أفواج صغيرة من الشباب تنضم.. يبدو أن الضابط الكبير كان ينجح للتفاوض وكنا نستثير إنسانيته لإطالة زمن التفاوض لكسب الوقت ليأخذ الهتيفة مزيدا من الوقت، ولا يجب أن ننسى أن الدقيقة من الهتاف في ذلك الموقف يساوي سنة مقاومة!! هذا الضابط بدأ يهدد بأن المحرض مشكلته أكبر من المقاوم، وقال أحسن تتفرقوا.. رسالتكم وصلت! وكان محقا في كلامه لكن الجماهير كانت قد ذاقت حلاوة النصر والنضال لهذا أمعنوا في الهتاف ولم تكن هناك طريقة لإقناع أي أحد!!
بدأ الضرب مرة أخرى وعلت أصوات المقاومة.. انسحبت الشرطة ولا أدري لماذا.. يبدو أنهم غيروا الخطة وطلبوا مدداً لأن عربات كبيرة أخرى من الشرطة وصلت المكان ولكن من حسن الحظ بعد انقشاع المعركة ومرور النصف ساعة التي حددتها لجان المقاومة!! كان الدكتور محمد جلال هاشم كالطود الشامخ يقف وسط حلقة الضرب يحمي المعتقلين ولاحظت عددا من الأمنجية حاولوا أن يقصدوه.. ولاحظت بعض الرتب الكبيرة يبدو من ملامحهم أنهم من أبناء المنطقة يخففوا من الصدام وهناك أيضا شباب ( اعتقد) من الأمن من أبناء المنطقة كانوا يحاولوا التبريد وقد اندهشت عندما ناداني  أحدهم باسمي ونصحنا بالتفرق!!
                   ***

المعتقلين والمعتقلات كان أمرهم عجيب رأيت أكثرهم يندفعون للاعتقال كمن يتأهب لنزهة .. عندما أهان أحد الأمنجية أحد المعتقلين اندفع آخر  لمهاجمته حتى قبضوه ورموه رميا داخل العربة كانوا ينادونه بشوقي.. قصص من الصلابة تريك إرهاصات فجر جديد..
                                ***

الذين واجهوا النظام في هذه الملحمة ربما لا يتعدى عددهم المئة ولكنهم في وجدان الذين كانوا يتفرجون عليهم يساوي الفرد منهم مئة من مناضلي الظل!!
هؤلاء المئة هم من ترجموا ترجمة حقيقية بدون ادعاء كبرياء رماة الحدق القديم، أرسلوا الرسالة بالقوة..
وسحقا للأموال النجسة التي وقعوا عليها وهم يستمعون هتافات الجماهير الغاضبة!
رجعت من مشاهد هذه المعركة رائعة وفي حلقي غصة من حزن..فقد وصلت أطراف هذه السياط المجنونة يد الأستاذ الجليل عبده دهب شيبون وهو رجل فوق السبعين.. ولكن هذا هو المهر وتلك هي مسئولية القلم ياشيبون ممثل ارقين الحضارة !!   فكري ابو القاسم

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد فيه الميزانية التي اجازتها الحكومة الانتقالية

Share this on WhatsApp#الهدف_بيانات أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.